بحيث لم تتمكن كل مخططات الأعداء ومؤامراتهم الدنيئة على مدى ثلاث سنوات من تحقيق أوهامها في تفتيت نسيجه الاجتماعي والوطني، ولم تستطع حرف بوصلة السوريين عن مسارها الحقيقي رغم كل ما ألحقه الإرهاب والإرهابيون من أضرار جسيمة بحياة الناس وممتلكاتهم ومعيشتهم، ورغم كل ما أزهق من أرواح طاهرة وسُفك من دماء بريئة على مساحة الجغرافيا السورية.
فالسوريون أذهلوا العالم بصبرهم وصمودهم وشجاعتهم بقدر ما أذهلوه بوعيهم وتعايشهم وتلاحمهم في السراء والضراء، فلم تجرهم أبواق الإعلام المأجور إلى أفخاخ الفتنة التي نصبت لهم، ولم تدفعهم الضائقة الاقتصادية والحصار المفروض عليهم للتنازل عن سيادتهم واستقلالهم أو التخلي عن دولتهم ومؤسساتها، والأهم من ذلك كله أن الأكلاف البشرية والمادية الباهظة التي دفعت لم تضعف ثقتهم وإيمانهم بقواتهم المسلحة الباسلة التي كانت الترجمة الحقيقية لكل عناوين الصبر والصمود والشجاعة والوعي والتعايش والتلاحم الوطني.
واليوم وبعد مضي نحو ثلاث سنوات من حملات الكذب والافتراء والتضليل الإعلامي والتآمر العربي والدولي ضد سورية ها هي الحقيقة تسطع من جديد، وها هم السوريون رغم كل الظروف الصعبة يخرجون بمسيرات وفعاليات حاشدة للتعبير عن رفضهم للإرهاب والإرهابيين وتوقهم للأمن والاستقرار وتمسكهم بقيادتهم ودولتهم والتفافهم حول جيشهم الوطني من أجل الانطلاق نحو سورية القوية والمتجددة، فيما يقف الإرهابيون ومن يدعمهم على الضفة الأخرى برصيد خال سوى من الخزي والعار والهزيمة.
فمنذ البداية كان رهان القيادة والدولة في سورية على هذا الشعب الوفي والصادق لاستكمال خطوات البناء والإصلاح والتطور، والحفاظ على الثوابت الوطنية والقومية، وقد أثبتت الأيام أنه كان رهاناً رابحاً على الدوام، فمن يملك هذا الرصيد الجماهيري الواسع لابد أن تكون ثقته كبيرة بالنجاح والانتصار..