والمأساة ستستمر إلى أجل غير مسمى مع كل ما تحمله من قتل ودمار ونزيف ونزوح، إن لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة وسريعة وبمساعدة كل الدول التي تريد فعلاً إنهاء الأزمة بالفعل وليس بالأقوال، فمن يريد الخير لسورية وشعبها ينظر دائماً إلى نصف الكأس الملآن فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة، وقد بدأت، وأن الخطوات الكبيرة تحتاج إلى خطوات صغيرة تمهد الطريق لجهد أكبر.
كل ما يمكن أن يقال في المؤتمر بعد استراحة عشرة أيام هو أن المشاركة الدولية الكثيفة تمثل اعتراف العالم كله بوجود مأساة للشعب السوري، ساهم في كتابة فصولها أعراب الخليج ومنافقو الغرب، وأن من الضروري ايجاد حلّ عاجل لإنهائها لأن استمرارها سيحوّلها إلى بركان يلقي بحممه في كل مكان من دول الجوار ثم إلى المنطقة والعالم بأسره.
هذا مع الاعتراف بأن ما من أحد يتوقع أن يتم إظهار عصا سحرية تحلّ الأزمة بطرفة عين أو بسحر ساحر.. فهذه الحرب.. لا مثيل لها في التاريخ.. كما أن المؤتمر نفسه على رغم السلبيات والانتقادات والاعتراف بعدم القدرة على الحلّ ليس له مثيل في التاريخ من حيث الحضور والمشاركة والاهتمام.. والأهم من كل ذلك أن «الوقت هو أهم عامل» بالنسبة إلى مأساة الشعب السوري، وهو ما لم يحترمه أحد أو يكترث لمعاناته أو يضع جدولاً زمنياً لخطوات الحلّ والتصميم على المتابعة والضغط لتنفيذ كل ما يتفق عليه.
ما يريده السوريون من الجولة الثانية في جنيف هو الخروج بنتيجة ولو ضئيلة تُحدث اختراق في واقع الأزمة والتخلي من قبل الغرب عن استمرار دعم الإرهاب والإرهابيين والانحياز نحو الجهة الخاطئة، فالجرح السوري ما زال مفتوحاً ينزف دماً زكياً وغالياً... ولا نتيجة إلا بأمل هو أن لكل أزمة نهاية مهما طالت، ولتكن البداية في جلوس الأطراف على مائدة واحدة، وهذا ليس كافياً، فلننتظر لنرى ما ستؤول إليه مفاوضات الجولة الثانية مع أن بورصة الآمال متدنية جداً.
daryoussi@hotmail.com