تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من أروقة جنيف 2.. «جنيف» تستقبل المباحثات بجلسة صباحية .. ومجازر الإرهابيين أبرز الحاضرين.. الوفد السوري يتقدم بمشروع بيان لإدانة مجزرة معان .. «الائتلاف» يتهرب والإبراهيمي يتلكأ

جنيف
سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الثلاثاء 11-2-2014
في تأكيد جديد على رفضها الحل السياسي استبقت الدول الداعمة للإرهاب الجولة الثانية من مباحثات جنيف بإعطاء أوامرها لعصاباتها الارهابية على الأرض لارتكاب المزيد من المجازر بحق الشعب السوري وكان آخرها المجزرة البشعة التي ارتكبها الإرهابيون بحق أهالي قرية معان بريف حماة ما يدل على أن تلك الدول تعمل على تقويض أي جهود ترمي لحل الأزمة سياسياً.

ومع بدء الجولة الثانية من جنيف عقدت أمس جلسة صباحية بين وفد الجمهورية العربية السورية والأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية.‏

وتقدم وفد الجمهورية العربية السورية في بداية الجلسة مع الإبراهيمي وقبل الحديث عن أي شيء بمشروع بيان لإدانة مجزرة معان في ريف حماة.‏

وقال الوفد في مشروع البيان إنه في دليل جديد على تورط حكومات بعض الدول التي باتت معروفة للقاصي والداني في الإرهاب في سورية وعلى رفضها لأي حل سياسي قامت أدوات هذه الدول بمجزرة بشعة يندى لها جبين البشرية في قرية معان بحماة فدخلت لتذبح عائلات كاملة نساء وأطفالاً وشيوخاً في رسالة واضحة على استمرار نهجها الإرهابي البشع وضربها عرض الحائط بكل الجهود الرامية لإنجاح اجتماع جنيف 2.‏

وأضاف الوفد.. لقد حضر وفد الجمهورية العربية السورية كما أكد مراراً منفتحاً على نقاط بيان جنيف جميعها بنداً بنداً للوصول إلى حل سياسي بعد الاتفاق على مكافحة الإرهاب ليتوقف القتل والذبح والعنف ضد الشعب السوري الذي صمد ثلاث سنوات ولا يزال في وجه إرهاب إقليمي ودولي كان وما زال يحاول قتل الشعب وضرب الدولة وزرع الفتن الطائفية.‏

وطالب وفد الجمهورية العربية السورية وبشكل فوري بإدانة واضحة من الأمم المتحدة ممثلة هنا بمبعوثها الأخضر الإبراهيمي وبتفعيل جنيف للوقوف جبهة واحدة ضد الإرهاب الذي تقوده بعض دول المنطقة مشدداً على أنه أكد في الجولة الأولى أن وقف العنف ومكافحة الإرهاب وإلزام الدول الداعمة له بالتوقف عن هذه السياسة تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة هو أول بند يجب الاتفاق عليه لتهيئة الأرضية والمناخ للبدء بالتفاصيل السياسية أياً كانت.‏

** ** **‏

أكد أنه لا معنى لأي فقرة أو بند إذا كان الإرهاب يستبيح دماء السوريين‏

الزعبي: « جنيف1» يناقش بالمنطق والأولوية والترتيب .. «الائتلاف» لديه رعب من مناقشة ملف الإرهاب‏

وقد أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أن كل حادثة أو مجزرة وقعت في سورية منذ بداية الأحداث موثقة, ووفد الائتلاف يدرك جيداً من ارتكبها وكان عليه من باب الواجب الوطني والأخلاقي والمنطقي التعبير عن إدانته لمجزرة معان التي طالت مواطنين سوريين بينهم نساء وأطفال وشيوخ ومعوقون.‏

وأوضح الزعبي في تصريح للصحفيين أمس أن الجلسة التي عقدت بين وفد الجمهورية العربية السورية وموفد الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي كانت تشاورية حيث قدم الوفد السوري مشروع بيان حول مجزرة معان شمال شرق حماة يطلب من الإبراهيمي بصفته وسيطاً أممياً ومن المجتمع الدولي والأمم المتحدة إدانة هذه الجريمة القذرة والبشعة والمروعة لأهلنا.‏

من العار أن يبقى "الائتلاف" أسير ألفاظ‏

ومواقف تدل على المراهقة السياسية‏

ورأى الزعبي أنه من العار والعيب أن يأتي وفد الائتلاف إلى جنيف وأن يبقى أسير ألفاظ ومواقف تدل على المراهقة والطفولة السياسية لافتا إلى أن كل حادثة وقعت في سورية منذ بدء الأحداث حتى الآن موثقة بالصوت والصورة وبالشهود من جسر الشغور إلى معان والمتحدث باسم الائتلاف وغيره ممن يشاركه الرأي يعرفون جيدا من الذي ارتكب هذه المجازر وإذا لم يملكوا الجرأة على تسمية من يفعل ذلك فهذه مسؤوليتهم ولكن عندما يحين الوقت نحن نملك الجرأة فعدد الشهداء يرتفع في معان وهناك أربعة من الشهداء هم من المعوقين.‏

وبين الزعبي أن حديث الائتلاف عن وجود خطأ فردي أو خطأ من قبل مجموعات أخرى كلام غير صحيح وغير مقبول وسخيف وتافه وقذر ولا يجوز أن يقال عن مجزرة يسقط فيها هذا العدد من المدنيين إذ كان بوسع الائتلاف وغيره أن يترحموا على هؤلاء الشهداء الذين هم جزء من الشعب السوري بدلاً من الحديث عن تجاوزات أو أخطاء من مجموعات مسلحة. وردا على سؤال حول اتهام الحكومة السورية بأنها من اعتدت على بعثة الأمم المتحدة التي كانت موجودة في حمص قال الزعبي إنه أصبح لدى الأمم المتحدة تسجيل بالصوت والصورة لمجموعات مسلحة داخل المدينة القديمة لحمص قالت إنها لن تسمح بخروج أو دخول أحد بشكل صريح ومن المؤكد أن الحكومة السورية لم تطلق النار على أحد والذي جرى بين المجموعات المسلحة لا علاقة للدولة السورية أو قواتها به وهم يعرفون هذا الكلام على الأرض إذا شاؤوا قول الحقيقة.‏

" جنيف1" يناقش بالمنطق والأولوية والترتيب‏

ولفت الزعبي إلى أن الأولوية اليوم هي للحديث عن مجزرة معان التي هي جزء من الحديث عن مكافحة الإرهاب الذي مكافحته بشكل عام هي المسألة الثانية هنا ,مشيرا إلى أن سورية عند رأيها وسياستها في أسباب القدوم إلى جنيف وطريقة فهم أسلوب تنفيذ بيان جنيف1 وهو المرجعية ونحن لا نخشى نقاش أي فقرة فيه دون استثناء إنما بالمنطق والأولوية وبالترتيب الذي ورد فيه, وكل كلام خلاف ذلك لا يفضي إلى نتيجة وعلى الإبراهيمي بصفته وسيطاً أن يساهم في تحقيق هذا المنطق ونأمل بأن تتقدم العملية السياسية.‏

وشدد الزعبي على أن الوفد الرسمي السوري موجود في جنيف الآن للمرة الثانية وباق طيلة المدة المتفق عليها وقال: نحن ما زلنا منفتحين بنفس العقلية والمرونة والجدية وستبقى المصلحة العليا الوطنية للدولة السورية هي التي تحكم سلوكنا ولن ننسحب ولن يتم استفزازنا وسنبقى نناقش لنقنع الآخرين بمن في ذلك مبعوث الأمم المتحدة بأولوية النقاش وأهميته.‏

لا معنى لأي فقرة أو بند في بيان جنيف‏

إذا كان الإرهاب يستبيح دماء السوريين‏

وجدد الزعبي التأكيد أنه لا معنى لأي فقرة أو أي بند في البيان إذا كان الارهاب يستبيح دماء السوريين ويجب ان يفهم هذا الجميع ,وعلى الدول أن تتوقف عن دعم وإيواء وتسليح المسلحين وإدخال الإرهابيين فليس هناك معنى لأن تقوم باي عملية سياسية إذا كانت هذه الدول ستبقى مستمرة في محاولة تفكيك الدولة السورية.‏

وأوضح الزعبي أن الوفد الرسمي السوري مخول بإجراء النقاشات لكن ليس مفوضاً بالإقرار بالنتائج قبل الرجوع إلى القيادة والشعب السوري والاستفتاء عليها ,والوفد ليس في وجل أو ارتباك إطلاقا من مناقشة الحكومة الانتقالية وتفاصيلها كما يحاولون أن يوهموا الناس فلا يوجد نقاش حول موضوعين في آن واحد حيث يجب أن يبدأ النقاش من نبذ العنف ومكافحة الإرهاب وتسمية الأشياء بأسمائها ومن ثم عندما نصل إلى نتائج بهذا الملف نبدأ بمناقشة الحكومة الانتقالية.‏

"الائتلاف" لديه رعب من مناقشة ملف الإرهاب‏

وقال الزعبي: على الجميع أن يفهموا أن مناقشة ملف الإرهاب في جنيف هي أولوية أولى للجمهورية العربية السورية ويجب أن يتوقف الإرهاب بكل صوره وأشكاله كما يجب أن يشمل ذلك داعميه من الدول المحيطة وغيرها لافتا إلى أن وفد الائتلاف قلق ويخشى وربما لديه رعب من مناقشة ملف الإرهاب لذلك يرمون تهمهم على الحكومة السورية وإذا كانت لديهم الجرأة الكافية لمناقشة ملف الإرهاب فليناقشوه كأولوية أولى.‏

وبين الزعبي أن لدى الأمم المتحدة معرفة كاملة بملف المساعدات الانسانية وحجم الجهود التي تبذلها الحكومة السورية لتأمين الاحتياجات الغذائية والإغاثية لكل المناطق دون استثناء بما فيها المناطق التي تستخدم فيها المجموعات الإرهابية المسلحة المواطنين دروعاً بشرية كما في حمص القديمة وقال.. إننا لا نهتم بحديث وفد الائتلاف ولكن دخول المساعدات إلى حمص ليس له علاقة بجنيف ولا بتحضيراته فهذه المسألة كانت ضمن جدول زمني موجود وقائم بين الأمم المتحدة والحكومة السورية.‏

ورأى وزير الاعلام أن سبب رصد كل تحركات الإعلام السوري أنه كان إعلاماً حقيقياً وجدياً وصادقاً ومبدعاً منذ بداية مؤتمر جنيف و كان مهنياً ومحترفاً ولم يكن مجرد أشخاص بنمط وتفكير واحد بل كان أعضاء الوفد الإعلامي السوري حرفيين حقيقيين.‏

ما أشيع عن تحذير من الأمم المتحدة‏

للوفد الإعلامي دعاية إعلامية‏

وأضاف الزعبي: إننا كوفد رسمي لم يصلنا أي تحذير من الأمم المتحدة عن وسائل الإعلام السورية وما أشيع هو دعاية إعلامية لأنهم شعروا بفشلهم ,فرغم كل التجييش الإعلامي لم يحصلوا على شيء وفي اليوم قبل الأخير في جولة المحادثات الاولى كان هناك اجتماع في مقر إقامتهم ووجه لهم لوم شديد من قبل الأمريكي والبريطاني بسبب فشلهم إعلامياً رغم الحشود الإعلامية التي صبت لمصلحتهم ولذلك يريدون التعويض عبر رفع سقف الكلام والخطاب والضجيج الإعلامي وهذا يعكس مجدداً وجود مراهقة سياسية وهذيان سياسي لديهم.‏

واعتبر الزعبي أنه من غير الواضح إن كانت جلسة (أمس)اليوم تشاورية أو مشتركة فهذا الكلام غير مهم لأن المهم هو الوصول إلى أرضية وهذا ما يهم الوفد الرسمي السوري ونحن مصرون كوفد سياسي على التقدم إلى الأمام وباقون وسنستمر بالنقاش والعمل على إقناع الآخرين بالأولويات الحقيقية بمن في ذلك الوسيط والوفد الآخر.‏

** ** **‏

المقداد: لا يمكن الحديث عن أي عملية سياسية دون وقف العنف والإرهاب والتدخل الخارجي‏

من جهته أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن عملية مكافحة الإرهاب ووقف العنف في مقدمة جدول أعمال وفد الجمهورية العربية السورية في جنيف والكل يجب أن يعرف أن الهدف الأساسي هو وقف سفك دماء السوريين مشدداً على أنه لا يمكن الحديث عن أي عملية سياسية حقيقية ذات مصداقية دون وقف العنف والإرهاب والتدخل الخارجي في سورية الذي يمثل المطلب الأول للشعب السوري.‏

اإذا لم يتوقف الإرهاب فسينتشر‏

إلى دول المنطقة والعالم‏

وأشار المقداد في مؤتمر صحفي أمس إلى أن الوقت قد حان كي تتوقف الأعمال الإرهابية ويتم التوصل إلى اتفاق بين السوريين أنفسهم لوقف سفك الدماء وأن هذا الأمر أولوية قبل مناقشة أي شيء محذراً من أنه إذا لم يتوقف الإرهاب في سورية فإنه سينتشر إلى دول المنطقة وجميع بلدان العالم. وبين المقداد وجوب مناقشة بيان جنيف الأول بنداً بنداً لحل الأزمة في سورية موضحاً أن الوفد الرسمي لن يتردد في مناقشة "الحكومة الانتقالية" حين الوصول إليها ولكن بشكل منطقي وليس من خلال أولويات مصطنعة ووهمية مفبركة يريد البعض فرضها على هذا الاجتماع.‏

من يهتم بالحكومة الانتقالية قبل وقف الإرهاب لا يهمه الدماء التي تسيل‏

وقال المقداد: إن من يهتم بالحكومة الانتقالية قبل وقف الإرهاب لا يهمه الدماء التي تسيل في شوارع سورية ولا يهمه القتل المستمر من قبل المجموعات الإرهابية ومن يدعمها ويسلحها ومن يمررها ويحرض عليها مشيراً إلى أن هؤلاء يستخدمون ستاراً من أجل التغطية على الإرهاب المشكلة الأساسية التي تمر بها سورية.‏

وأوضح المقداد أن الحكومة السورية أعطت الجواب منذ وقت طويل حول بيان جنيف وهي قبلت به وقالت انها سوف تناقش كيفية إيقاف العنف في سورية والإرهاب ثم يمكن الانتقال إلى جميع البنود بما فيها الحكومة الانتقالية وفق ترتيب منطقي وليس مختاراً.‏

ووصف المقداد القانون الذي صدر في السعودية حول سجن الإرهابيين بأنه "خطوة إلى الوراء" إذ انه جاء محرضاً للإرهابيين على عدم العودة معتبراً أن مثل هؤلاء الإرهابيين سيفضلون الانتحار أو القتل والاستمرار بالإرهاب في سورية على العودة إلى السعودية. وقال المقداد: حتى لو اتخذنا الموضوع في اطار حسن النوايا فهذا لا يكفي.. إن هؤلاء يقتلون سوريين.. يقتلون أشقاء لهم.. هؤلاء يسلطون كل حقدهم وكل أفكارهم الهدامة والمخربة والسلفية التكفيرية للانتقام من الشعب السوري الذي صمد طيلة ثلاث سنوات في مواجهة آلة القتل والإرهاب.‏

وأضاف المقداد: نقول لهؤلاء ولغيرهم في المنطقة ممن يدفعون المليارات لدعم الإرهاب.. أصدروا قرارات بشكل شامل ووجهوها إلى المسؤولين الحكوميين لوقف التمويل والتسليح مبيناً أنه من المعروف وجود قادة وضباط بشكل خاص من السعودية في الأردن لإدارة المعارك والقتال وسفك الدماء في سورية وعليهم أن يتوقفوا عن ذلك. وطالب المقداد مجلس الأمن ببحث هذا الموضوع بكل جدية لافتاً إلى أن الدول التي تدعي رعايتها أو بعض الدول التي تدعي رعايتها لعملية جنيف هي التي تشارك هؤلاء غرف عملياتهم في الأردن وتركيا وغيرها من أجل الاستمرار بقتل الشعب العربي السوري.‏

فابيوس وحكومته أبعد‏

ما يكونون عن المبادئ الإنسانية‏

وأشار المقداد إلى أنه لا يحق لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ولا للحكومة الفرنسية التحدث عن المبادئ الإنسانية لأنهم أبعد ما يكونون عنها لافتاً إلى أن فرنسا وقيادتها الحالية غارقة في سفك دماء السوريين وهي دولة داعمة للإرهاب في سورية ولا يحق لها أن تدعي حتى اقترابها من المبادئ الإنسانية ومن احترامها لميثاق الأمم المتحدة وهي عضو دائم في مجلس الأمن الدولي.. لأنهم فقدوا أخلاقهم وحريتهم وكل إنسانيتهم مقابل بعض الدولارات من الدول النفطية في الخليج.‏

الفصل السابع يجب أن يستخدم ضد الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لدعمهم الإرهاب‏

ورداً على سؤال عن إمكانية تطبيق الفصل السابع في مجلس الأمن ضد سورية أكد المقداد ثقته بأن هذا الأمر لن يمر وهو مجرد مهزلة ولعبة من أجل إحراج سورية وأصدقائها مبيناً أن الفصل السابع يجب أن يستخدم ضد الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا الداعمين للإرهاب بكل قوة كما ان هذا الفصل يجب أن يستخدم من أجل إنقاذ هؤلاء الذين قتلوا يوم أمس في قرية معان شمال شرق حماة مذكراً بأن ميثاق الأمم المتحدة الذي شارك في صياغته سوريون وضع لخدمة الشعوب وليس لخدمة الاستعمار ومن يقتل الشعوب.‏

وأوضح المقداد أن وفد الجمهورية العربية السورية طرح في بداية الاجتماع الذي تم أمس مع مبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي أهمية اتخاذ موقف من قبل الأمم المتحدة والإبراهيمي ومن قبل الجميع لإدانة المجزرة التي حدثت في معان بريف حماة ووقف الإرهاب في سورية والبدء بمناقشة موضوع الإرهاب كأولوية على جدول أعمالنا هنا لأنه سيكون ترفا فكريا أن نناقش أي شيء آخر قبل أن يتوقف الإرهاب والقتل وسفك الدماء في سورية. وقال المقداد: أترحم على شهداء قرية معان الذين قتلتهم يد الإرهاب والغدر والإجرام يوم امس الأول في تلك القرية الجميلة الوادعة إلى الشمال الشرقي من مدينة حماة مبيناً أن الإرهابيين كان هدفهم قتل النساء والأطفال قبل أي شيء آخر وهم قاموا بالإغارة مرارا على هذه القرية طيلة السنوات الماضية وهجروا سكانها إلا أن نساء سورية اللواتي أصبحن رمزا لمكافحة الإرهاب والوقوف في وجه الإرهاب والتطهير بكل أشكاله كن هن الهدف مع أطفالهن يوم أمس الأول. وأشار المقداد إلى أن تلك المجزرة الإرهابية لم تلق من كل شعب وأبناء سورية إلا الإدانة والآن هناك الكثير من مشاعر الغضب في الشارع السوري الذي يعبر عن وقوفه إلى جانب عائلات الثكلى والضحايا والذين سقطوا مرة أخرى نتيجة لهذا الإرهاب المدعوم إقليميا ودوليا.‏

وقال المقداد.. هذه المجزرة يجب ألا تتكرر وكم كنت أرغب في أن يتحدث الطرف الآخر عنها مذكراً كيف كان الطرف الآخر يستغل هذه المجازر في المراحل السابقة عندما كان يدعي أن الدولة هي التي ترتكب مثل هذه الأعمال في الوقت الذي كانوا هم يرتكبون ويدعمون ويمولون ويسلحون ارتكاب مثل هذه الأعمال الإجرامية.‏

ولفت المقداد إلى أن المجتمع الدولي بمفهومه العام وافق على وقف العنف إلا أن هناك فرقا بين ما يسمى المجتمع الدولي والحكومات التي تورطت في سفك دماء السوريين والتي لديها أولويات أخرى هي قضايا سياسية بحتة تريد حرف الانتباه عما تمثله سورية بمواقفها السياسية تجاه الأزمات التي تمر بها المنطقة والقضاء على إنجازات الشعب السوري ولذلك نحن نميز بين هذين الجانبين ولكن أوكد أن كل مواطن شريف في سورية وخارجها يدعم بشكل مباشر ودون تردد وقف الإرهاب.‏

ورداً على سؤال عن راهبات معلولا اللواتي اختطفن من قبل المجموعات المسلحة قال المقداد.. إن هذا الموضوع طرح في كل الجلسات السابقة ولكن لم نجد أي جواب يشفي الغليل ولم نجد أي توجه حقيقي لحل هذه المشكلة.‏

ورداً على سؤال عن اتهام الحكومة السورية باستهداف قوافل المساعدات في حمص القديمة أوضح المقداد أن جميع الأمور كانت تتم مراقبتها لحظة بلحظة في حمص وتم إخراج أعداد من المدنيين الذين كانت المجموعات الإرهابية المسلحة تمنعهم من المغادرة مشيراً إلى أن اتهام القوات الحكومية بإطلاق النار غير منطقي وسخيف إذ كيف يمكن لها أن تطلق النار على نفسها.‏

وقال المقداد: هناك بعض المجموعات من المسلحين في المدينة القديمة بحمص قاموا بإطلاق النار على المسؤولين الحكوميين وعلى ممثل الأمم المتحدة إلا أنه تم إنجاز عمل جيد حيث تم إخراج أكثر من 80 شخصا في أول يوم كما اننا قمنا بالأمس بعمل ممتاز بإخراج أكثر من 600 شخص.‏

معالجة الأوضاع الإنسانية تتم في كل المناطق‏

بالتعاون بين الحكومة والأمم المتحدة‏

وأعاد المقداد التذكير بأن ما جرى في حمص ليس له علاقة مع ما يدور في جنيف.. ومعالجة الأوضاع الإنسانية تتم في كل المناطق بالتعاون بين الحكومة السورية ومنسق الأمم المتحدة مبيناً أن المسلحين في حمص القديمة لم يسمحوا للسوريين المسيحيين بمغادرة المدينة وهو ما يستدعي التعاون من جميع الإعلام العالمي وجميع الذين يقولون أو يدعون بأنهم سوف يقومون بأفضل جهودهم لكي يقنعوا الإرهابيين بأن يسمحوا للمسيحيين بالمغادرة.‏

وأشار المقداد إلى أن هناك مجموعات إرهابية في سورية تقتل المدنيين.. والحكومة السورية تقوم بحماية شعبها من الإرهابيين الذين يقتلون المدنيين والجميع عرف أن عشرات الآلاف من الإرهابيين هاجموا السجن المركزي في مدينة حلب وأرادوا قتل كل السجناء فيه وعلى الاعلام أن يتحدث بكل صراحة وقوة وجرأة عما يتم ارتكابه.‏

وأوضح المقداد أن المجموعات الإرهابية المسلحة منعت وصول الغذاء منذ عدة اشهر إلى سجن حلب المركزي قبل أن يتم الاتفاق مع الصليب الأحمر الدولي لتمرير بعض الوجبات الغذائية بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري إلا ان المسلحين عادوا ووقفوا ضد هذا الاتفاق الأمر الذي أدى إلى أن الكثير من السجناء يموتون جوعا بسبب الحصار والهجمات التي تفرضها المجموعات المسلحة على السجن.‏

سورية تدافع عن شعبها ضد الإرهابيين‏

وجدد المقداد التأكيد أن الحكومة السورية تقوم بالدفاع عن شعبها ضد الإرهابيين الذين يقومون باستخدام جميع أنواع الأسلحة مشيراً إلى ان مسؤولية جميع الحكومات في أي دولة من دول العالم هي حماية الشعب مشدداً في الوقت ذاته على أن الحكومة السورية لا تستخدم الأسلحة ضد المدنيين كما يفعل الإرهابيون وإنما تستهدف فقط المسلحين الإرهابيين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية