تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دور الإعلام الاستقصائي في تطوير أداء عمل المؤسسات ومكافحة الفساد في ورشة عمل لوزارة الاعلام... الزعبي: يحتاج إلى جهد كبير ويقدم خدمات جديدة لتطوير عمل المؤسسات

دمشق
الثورة
منوعات
الإثنين 29-9-2014
نعيمة الإبراهيم

بدأت أمس فعاليات ورشة العمل التي تقيمها وزارة الاعلام مديرية الاعلام التنموي بالتعاون مع اتحاد الصحفيين بعنوان دور الاعلام الاستقصائي في تطوير أداء عمل المؤسسات ومكافحة الفساد وذلك على مدرج دار البعث بدمشق.

ويشارك في الورشة اعلاميون من جميع الوسائل الاعلامية ويحاضر فيها أساتذة مختصون من كلية الاعلام بجامعة دمشق وتهدف إلى مناقشة مفهوم الصحافة الاستقصائية والصعوبات التي تعترض عمل الاعلاميين العاملين في هذا المجال والمقترحات لتطويرها وكيفية ممارستها في المؤسسات الاعلامية.‏

وأوضح وزير الاعلام عمران الزعبي أن الدور المنوط بالاعلام في أوقات الازمات كجزء من المؤسسة الوطنية أكبر منه في أوقات السلم لانه يحشد الناس ويوضح لهم الحقائق بكل مصداقية ويسلط الضوء على قضاياهم وهمومهم ويضمن استمرار الحياة في البلاد حسب دوره وامكانياته المتاحة.‏

وأشار الزعبي إلى أن الاعلام الاستقصائي ليس غريبا عن الاعلام الوطني وان لم يعن به كثيرا في المراحل الماضية لافتا إلى أن الاعلام المعادي يريد أن تتوقف عجلة الحياة في سورية ولذلك يبدي امتعاضه من اهتمام الاعلام السوري بكل الانواع والالوان الاعلامية وحتى الدراما والبرامج المنوعة.‏

وبين الزعبي أن الاعلام الاستقصائي يحتاج إلى جهد كبير ويقدم خدمات جديد`ة لتطوير عمل المؤسسات لانه يبحث وراء قصص ثمينة ويتيح للصحفي والاعلامي العمل بأساليب متعددة.‏

وتطرق الزعبي إلى الفساد ومظاهره بالمجتمعات موضحا ان الفساد لم يولد فقط في الازمة بل ان الازمة خلقت صورة جديدة من صور الفساد الممتد منذ الجاهلية معتبرا أن الفساد مؤسسة وكلما تطورت مؤسسة القانون تطورت مؤسسة الفساد لان الفاسدين يبدؤون بالبحث حينها عن مواطن الضعف في أي قانون جديد وان كان مصاغا بحرفية عالية ويفتشون عن أساليب جديدة للتحايل على هذه القوانين.‏

وقال الزعبي عندما نطبق الدستور والقوانين واللوائح التنفيذية ونلتزم بمنظومة القيم الاخلاقية نقفز بمستوى العمل إلى الامام موضحا أن أهمية دور الاعلام الاستقصائي في التأكد من كون الاشخاص الموجودين في مواقع الادارة يصلحون لهذه المواقع.‏

وأكد الزعبي أهمية تفعيل نتائج هذه الورشة والعمل على اقامة دورات تدريبية في هذا المجال داعيا إلى ان يبدأ الاعلام الاستقصائي عمله في المرحلة القادمة من مؤسسات الاعلام على جميع المستويات وتقديم تحقيقات عن الادارة أو الفشل الاداري وجميع القضايا الأخرى بكل مصداقية وشفافية مع شرح وتفسير للناس كمسالة تقاس على كل المؤسسات الأخرى.‏

وبين الزعبي أن وزارة الاعلام لديها فريق يعمل في مجال الاعلام الاستقصائي بما له علاقة بالإرهاب وأن هذا الفريق أنشأ مجلدات فيها معلومات وبيانات وتفاصيل عن عدد كبير من الإرهابيين في سورية من سعوديين وكويتيين ومن دول أوروبية وغيرها وان هذه المعلومات ستذاع على شاشات التلفزيون السوري بكل محطاته.‏

وأكد الوزير الزعبي أن الاعلام السوري الوطني اعلام مواجهة قدم التضحيات الثمينة من شهداء وجرحى وأن مؤسساته تعرضت للاعتداءات الإرهابية حين لم تستطع مؤسسات ضخمة ذات امكانيات كبيرة وتقف وراءها شبكة من العلاقات والشركات تحمل الحقيقة التي يقدمها الاعلام الوطني.‏

ولفت وزير الاعلام إلى ان القرارات الصادرة عن مجلس الامن حول انتشار الإرهاب في المنطقة ومنع تدفق الإرهابيين تعد اقرارا من المجتمع الدولي بصوابية الموقف السوري وتمثل انتصارا سياسيا بأن كل ما قالته سورية كان صحيحا.‏

بدوره أشار رئيس اتحاد الصحفيين الياس مراد إلى ان الاخلاقية الاعلامية تمثل شرط ضمان الحرية الاعلامية تنظيما وسلوكا وممارسة وبالتالي فهي شرط نجاح الاعلام الاستقصائي في اداء دوره وضمان حماية الاستقلالية والتعددية والمصداقية مضيفا اننا حين نتحلى بالسلوك والاخلاق نستطيع الوصول إلى غاياتنا النبيلة في مواجهة الفساد والمفسدين وحماية مجتمعنا وخدمته.‏

واعتبر مراد ان ورشة العمل هذه والخبرات المشاركة فيها تؤكد اننا امام تحول يهدف إلى خلق ممارسة اعلامية وطنية صادقة ومفيدة فالعنوان كبير والمهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة وبخاصة اذا قدمنا اداء مميزا واحترمنا المشروعية وخصوصيات الافراد ومصلحة الوطن وعملنا بمهنية وموضوعية.‏

وتساءل مراد عما اذا عمل الاعلام السوري ضمن استراتيجية اعلامية واضحة أو في اطار خطة لخلق بنى اعلامية متماسكة وخطاب اعلامي جديد يتوافق مع المطلوب ويستند إلى الجاذبية لافتا إلى أن اخفاء الحقيقة يعني ابتعاد الناس وأن اخلاقيات المهنة تفرض على الاعلامي رفع سقف الاداء الموضوعي المتوازي لا ان يكون الاستعجال وسرعة النشر هما الدافع فضغط السرعة واللحظية تؤديان إلى تجاهل مبدأ التحقق والتثبت من المعلومة.‏

الصحافة التقليدية تجمع الأفكار والاستقصائية‏

افتتحت الجلسة الأولى تحت عنوان مدخل إلى عالم الاستقصاء قدمها الدكتور عربي المصري رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون بجامعة دمشق تحدث خلالها عن تجربة الصحافة السورية لافتا أنها نوع من الموضة» حاليا الا أنها موجود في مناهجنا من قبل وان 70 % من النماذج التي كانت تدرس في الدورات التدريبية هي لصحفيين سوريين .‏

وأكد د. المصري ان الصحافة الاستقصائية هي القدرة على الوصول إلى المعلومة وكشف المستور مؤكدا على أخلاقيات المهنة ومواثيق الشرف التي يجب ان يتحلى بها الصحفي وبالتالي الصحافة الاستقصائية هي العمل على نقض المؤسسة وإصلاحها ومن هذا النوع أخذت صاحبة الجلالة لقبها.‏

وأضاف لسنا بحاجة إلى مهارات سحرية إنما إلى مهارات إبداعية تقوم على الممكن والمتاح وجعل الناس يتحدثون بأنفسهم عن المشكلة إلى المعنيين موجزا تعريفها بأنها الصحافة التي تنظم الأفكار والصحافة التقليدية تجمع الافكار.‏

كما قدم مديرو المؤسسات الإعلامية أوراق عمل حول رؤيتهم الخاصة بالإعلام الاستقصائي.‏

وفي الجلسة الثانية ناقشت الورشة آليات تفعيل الإعلام الاستقصائي في المؤسسات الإعلامية من خلال أوراق قدمها مديرو المؤسسات الإعلامية حول رؤيتهم الخاصة بالإعلام الاستقصائي‏

وأوضح مديرعام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون رامز ترجمان ان الصحفي العامل بالصحافة الاستقصائية يجب ان يتمتع بالصبر والمثابرة والأخلاق العالية ويعتمد في عمله على خبراء متخصصين في علم النفس والاجتماع والقانون وضرورة تقديم الدعم المادي واللوجستي له لتسيير مهمته.‏

في حين لفت مديرعام الوكالة العربية السورية للأنباء سانا أحمد ضوا إلى ضرورة حث المؤسسات على قبول هذا النوع الصحفي لما له من أهمية في كشف مظاهر الفساد وتسليط الضوء على مكامنه لخدمة المجتمع وقضاياه، و أكد أن الوكالة التي يغلب عليها الطابع الخبري تستقي معلوماتها من مصادرها الأساسية وتؤكد على هذا النوع من الصحافة في تقاريرها متوخية الدقة والموضوعية وتنوع الآراء خلال تغطيتها الإعلامية.‏

الإعلام الاستقصائي مطلب وحقيقة‏

فيما قدم رئيس تحرير صحيفة الثورة علي قاسم ورقة عمل أكد فيها خصوصية تجربة كل مؤسسة إعلامية مشيرا الى ان المادة الصحفية أصبحت خليطا من كل الأنواع الصحفية وهي تقدم تحت اسم المادة الصحفية وهو نوع إعلامي معتمد بالغرب منذ فترة.‏

وأضاف : لقد أصبح الإعلام الاستقصائي مطلباً وحقيقة في ضوء تجربة الإعلام السوري لافتا الى ان صحيفة الثورة كانت السباقة في هذا الإطار من خلال تشكيل مجموعة عمل للصحافة الاستقصائية والباب مفتوح للجميع في هذا المجال،‏

وهذا يحتاج إلى توفر البيئة المناسبة القانونية والتشريعية إضافة إلى أهمية التشبيك والتشاركية مع الجهات الوصائية المرتبطة بالإعلام كوزارة الإعلام واتحاد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية.‏

وأكد قاسم في ختام مداخلته على أهمية الاعلام الاستقصائي، متمنيا ان تخرج الورشة بورقة عمل تتضمن الجانب النظري للصحافة الاستقصائية يشمل تعريف ومفهوم الصحافة الاستقصائية وأبعاده مع ذكر بعض الأمثلة والنماذج العملية عليه وورقة ثانية تناقش البيئة التشريعية والقانونية فيما تناقش الورقة الثالثة دورالجهات الوصائية.‏

وأشارت رئيسة تحرير صحيفة تشرين الدكتورة رغداء مارديني إلى ضرورة ان يشمل التحقيق الاستقصائي الفنون الصحفية بجميع أنواعها الفنية والسياسية والدرامية والاقتصادية معتبرة ان الصحفي يحتاج إلى أدوات والى ظروف معينة الصحيفة غير قادرة على توفيرها فى الوقت الراهن.‏

من جهته مدير التحرير في جريدة البعث ناظم عيد لفت إلى ضرورة ترسيخ مصداقية الإعلام لدى الجمهور وعدم الرضوخ للضغوطات الخاصة من خلال الكشف عن الفساد وتفعيل البعد الاستقصائي ونشر الوعي الأخلاقي لدعم مكافحة الفساد .‏

ولفتت رئيسة فرع دمشق لاتحاد الصحفيين يسرى المصري إلى ضرورة تعلم الدروس والعبر في هذه المرحلة الاستثنائية كون الفساد طور نفسه خلال الأزمة فهو بحاجة إلى اعلامى يطور نفسه لمواجهته مشيرة إلى ضرورة تمتع الصحفي بالثقة بالنفس والنزاهة والاخلاق .‏

وتحدث مدير الإعلام التنموي في وزارة الإعلام مازن نفاع حول رؤية الوزارة وهدفها من تنظيم هذه الورشة مشيرا إلى أن الورشة تسعى إلى وضع حجر الأساس لممارسة الإعلام الاستقصائي وتفعيل هذا الاختصاص في المؤسسات الإعلامية وتأسيس فرق عمل متخصصة بهذا النوع الاعلامي.‏

وتقدم وزارة الإعلام خلال الورشة التي تستمر يومين ورقة عمل تمهيدية حول رؤيتها وهدفها من إقامة الورشة وتركز محاور النقاش في اليوم الأول للورشة على مفهوم الإعلام الاستقصائي وآليات تفعيل الإعلام الاستقصائي في المؤسسات الإعلامية ويشارك في الورشة إعلاميون من جميع الوسائل الإعلامية ويحاضر فيها أساتذة مختصون من كلية الإعلام بجامعة دمشق وتهدف إلى مناقشة مفهوم الصحافة الاستقصائية والصعوبات التي تعترض عمل الإعلاميين العاملين في هذا المجال والمقترحات لتطويرها وكيفية ممارستها في المؤسسات الإعلامية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية