تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث.. كي مون.. الهزال الأممي في زمن أميركا وداعش

الصفحة الأولى
الإثنين 29-9-2014
كتب - خالد الأشهب

أجزم, غير نادم أو متجن, أن تاريخ المنظمة الدولية وأمانتها العامة لم يعرف ضحالة وهزالاً وانقياداً أعمى لمشيئة أميركا ومزاجها السياسي كما عرف في شخصية أمينها العام الحالي بان كي مون وهو يردد على نحو ببغائي صدى الطبل الأميركي في كل حدب وصوب!

ومع أن دعوة الوزير وليد المعلم لبان هذا بأن تلزم الأمم المتحدة أعضاءها بتنفيذ القرار 2178 الخاص بمكافحة الإرهاب ومنابع تمويله ستذهب هباء كما غيرها من الدعوات والرسائل والحقائق, إلا أنها تظل تذكيراً إن نفعت الذكرى, ومحاولة لتصويب اعوجاج في المنظمة الدولية .. أولاً في ولاتها والقائمين عليها.‏

وإذا كان لأميركا كل هذه السطوة في تحويل هؤلاء إلى مجرد أخيلة دون ملامح , تتطاول أو تتقزم أو تتكسر وفق تضاريس سحنتها السياسية, فلماذا لا يقوم النظام العالمي الجديد أياً كان على دفن هذه المنظمة وأخيلتها أولاً قبل التأسيس لما هو جديد لا ينجو من فصله السابع حتى أميركا؟‏

أيضاً, إذا كان للماء في الوجوه أن يجف كحاله في كثير من الوجوه العربية والخليجية والإقليمية وهي تساط منذ عقود بسياط الذلة والتبعية, وإذا كان للدماء أن تختفي من أبدان هؤلاء وتنساب عندنا وتسيل سيلاً .. فلماذا لا تمعن أميركا في رفع السياط كلما وجدت إلى ذلك سبيلا.. ما دامت الأمم المتحدة في رعاية أمثال بان كي مون .. وما دامت الأخيلة العربية الوضيعة تذهب وتجيء مع الظل الأميركي العالي؟‏

هكذا, وعلى هذا النحو من الهزال الأممي وافتقاد الرجولة الدولية , يرى بان كي مون ويسمع .. ويبصم بالعشرة والعشرين لكيمياء أميركية إسرائيلية غربية دجالة منافقة, تتحول بالقتلة والمجرمين من بدو الجزيرة العربية ومحمياتها إلى موقع القضاة والمشرعين المنفذين لتحالف انقلب بالعين الأميركية الساحرة, من سراديب تمويل الإرهاب وتسليحه وتمرير مرتزقته, إلى منابر محاربته والادعاء عليه .. وهم الذين يساطون مثله بالسوط الأميركي!‏

عليه يصير داعش وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية تنظيمات إرهابية قبل أن تحولها الكيمياء الأميركية ذاتها وبشهادة المختبر الأممي وراعيه بان كي مون وعلى يدي الأخيلة من التبع العرب إلى معارضة معتدلة تسقط التطرف من يد وتلتقط الاعتدال باليد الأخرى!‏

هذا زمن ليس كالأزمان سوءاً وهزالاً .. إذ أسمعت لو ناديت حياً.. لكن؟؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية