تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


20 عاماً من المفاوضات .. والسلام الغائب الوحيد!

شؤون سياسية
الأثنين 14-3-2011م
ريم صالح

« أرض فلسطين ستكون كلها لشعب إسرائيل إلى الأبد» هذا ماقاله رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق /مناحيم بيغن/،، فيما كان/ إسحق شامير / رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق قد أعلن أن « المفاوضات هي فقط من أجل المفاوضات وأنها قد تستمر عشرين عاماً» بينما كان /آرييل شارون/ رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق قد أكد «أن السلام مستحيل مع الفلسطينيين».

واليوم وبعد أكثر من 20 عاماً من المفاوضات و63 عاماً من اغتصاب الأراضي الفلسطينية المحتلة وقتل وتشريد وتهجير الفلسطينيين واستباحة دمائهم وممتلكاتهم لايزال هناك من يتحدث عن المفاوضات والسلام. فعلى الرغم مما وصلت إليه المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من طريق مسدود دعا وزير الخارجية البريطاني /وليام هيغ/ للعودة مجدداً بشكل عاجل للمحادثات من أجل تحقيق حل الدولتين عبر المفاوضات.‏

أي مفاوضات مع استمرار التوسع الصهيوني الاستيطاني؟ وأي سلام في ظل الجرائم الصهيونية الإرهابية اليومية؟ ماذا يريد الذين يتحدثون عن المفاوضات الآن؟ هل يبحثون حقاً عن حل؟.‏

كم من عام مر على إعلان المجلس الوطني الفلسطيني عن قيام دولة فلسطين عام 1988؟ وكم مر على مؤتمر انابولس الذي حمل شعار« دولة فلسطينية مستقلة حتى نهاية العام 2008؟ وأين نحن اليوم عملياً من الدولة الفلسطينية بعد ثلاثة وعشرين عاماً على إعلانها رسمياً وبعد أن اعترفت بها العديد من دول العالم؟ فما جدوى هذه المفاوضات إذاً؟.‏

والحقيقة إن المفاوضات لم تحقق أي تقدم على صعيد أي قضية من القضايا الجوهرية سواء بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف أو عودة اللاجئين الفلسطينيين ووقف الاستيطان، ولاحتى وضع حد للجرائم والتجاوزات اليومية للمستوطنين وقوات الاحتلال. أو إنهاء الحصار الظالم والإبادة‏

الجماعية التي يخضع لها أكثر من مليون ونصف المليون في قطاع غزة منذ سنوات .‏

والواقع يؤكد أن الشعب الفلسطيني قد سئم دوامات المفاوضات العبثية والحلول الجزئية وانحياز الغرب لصالح إسرائيل وسكوته عما ترتكبه من انتهاكات فظة منافية للقانون وللشرعية الدولية ولعل هذا قد بدا واضحاً في الكلمة التي ألقاها/ خالد مشعل/ رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس في مؤتمر مؤسسة القدس الدولية الثامن في الخرطوم والتي دعا فيها إلى إيقاف كل أشكال التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي والتمسك بخيار المقاومة والمحافظة على الحقوق والثوابت الوطنية وإنهاء حالة الانقسام فوراً.. وأيضاً في التحذيرات التي أطلقتها اللجنة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية في بيان لها ونبهت فيها من مغبة العودة إلى المفاوضات المباشرة مع الاحتلال مؤكدة أن هذه المفاوضات من شأنها أن توفر غطاء لجرائم الاحتلال وتؤمن للحكومة الإسرائيلية مزيداً من الوقت لتطبيق مخططاتها الاستيطانية ولتهويد القدس بكاملها وبالتالي الخروج من مأزق الإدانة الدولية المتعاظمة لجرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني .. كذلك فإن الشيخ الدكتور / عكرمة صبري/ رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس أشار إلى أن استمرار المفاوضات العبثية مع حكومة الاحتلال والمضي في الرهان على الولايات المتحدة الأميركية سياسة ثبت فشلها بشكل كامل ووصلت إلى طريق مسدود ، ولفت إلى أن السلطات الإسرائيلية ماضية في إجراءاتها العدوانية والتهويدية ، فقد بلغ عدد المنازل التي هدمت في القدس منذ عام 1967/1500/ منزل بينما سحب الاحتلال نحو 14000 هوية مقدسية فيما50000 هوية أخرى مهددة بالسحب أيضاً.‏

وفي هذا الصدد يرى محللون أن /نتنياهو/ عاد مجدداً إلى نفس الأسلوب المخادع والملتوي والمضلل حيث إنه ألقى بمسؤولية الجمود السياسي بالمفاوضات على الفلسطينيين وادعى أن إسرائيل اتخذت خطوات عديدة لتقدم عملية السلام.‏

والسؤال المطروح الآن ماذا قصد نتنياهو بـخطوات عديدة لتقدم عملية السلام؟ هل قصد رفضه تجميد البناء في المستوطنات في أثناء المفاوضات على مصيرها؟ أم معارضته استئناف المفاوضات من المكان الذي توقف عنده في عهد حكومة الاحتلال السابقة أو على أساس حدود 1967؟ أم مطالبته المتكررة بأن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي؟.‏

وإذا كان وزير خارجية الكيان الصهيوني /أفيغدور ليبرمان/ قدأشار إلى أنه لاجدوى من المفاوضات الجارية وأنها لن تحقق تسوية حقيقية مع الفلسطينيين، فما دواعي الاستمرار بهذه المفاوضات رغم فشلها على مدار سنين طويلة في تحقيق مايصبو إليه الشعب الفلسطيني؟؟.. وماهو البديل عن خيار المفاوضات؟؟.‏

وأخيراً فإن تعزيز الجبهة الفلسطينية الداخلية ورص الصفوف وإنهاء حالة الانقسام هي الوسيلة الوحيدة لاسترجاع الحقوق الفلسطينية المسلوبة فما أخد بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية