تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الفنان إياد ديوب في صالة بيت الفن .. انفعالات ذاتية ورؤى مؤثرة

ثقافة
الأثنين 14-3-2011م
قصي بدر

كانت لنا وقفة طويلة ومتأنية مع مجموعة الأعمال التصويرية الأحدث للفنان إياد ديوب في صالة بيت الفن بدمشق حيث يعرض عدداً من اللوحات

بأبعاد متقاربة ومتوسطة مشغولة بوسائط لونية زيتية شغلت معظم جدران الصالة وحظيت بقسط كبير من الجذب جراء مشاهدها البصرية اللافتة بتعبيريتها.‏

حالات إنسانية متعددة نراها كمضامين للوحات التي يظهر في موضوعاتها أشخاصاً بوضعيات مختلفة فرادى أو مجتمعين كاثنين أو ثلاثة من الأشخاص بحركات معينة لها دلالاتها التي تؤثر فيها مجموعات اللون المنتقاة إضافة لهيئة اللمسة التي تنزاح لحيز الانفعال التلقائي والفطري فنرى الضربات المتنوعة التي تصرح بأداء خاضع لتأثير اللحظة، كذلك التصميم العام يبدو متصاعداً من بدء العمل فالتصور التخيلي لما يؤول إليه الفعل التشكيلي يبدو متطوراً في حياة السطح التصويري مصرحاً عن تفاعل عميق بين ما يفكر به الفنان قبيل اقتحام الأبيض كحامل وما يملي عليه الظهور المبتكر للعناصر وما يراوده من أفكار في حالة الخلق ليبدو التكوين في النهاية متزناً واضحاً يخدم رؤية الفنان، كذلك يبدو هذا التأليف متنوعاً بين عمل وآخر.‏

في الأعمال مساحات لونية واسعة تشكل خلفيات وفضاءات محيطة بالعناصر وهذه السطوح اللونية تحمل الانفعال المنسجم مع آلية صياغة العنصر من تشخيص أو ثوب أو أي شيء آخر وترى هذا المحيط متداخلاً بشكل متناغم مع الموجودات حيث يتناغم مع حساسية الأداء عموماً بشكل لا تكلف فيه.‏

ولهذا فإن العمل بمفرده أي لوحة في العرض تراها كلاً واحداً يبوح بأسلوب الفنان الذي يميل إلى التعبير بانفعال عن الفكرة حيث يترك لفرشاته فرصة اللعب والتراقص على السطح لابتكار الخط أو القيمة اللونية وفق صياغة معينة تؤسس للشكل الذي نراه موضوعاً معبراً بوضوح.‏

نبقى في إطار الأسلوب لنرى أن الصياغة تنطلق من الشكل الواقعي لتذهب باتجاه التحوير والاختزال بل حتى الإضافة عبر التشويه المحدود أحياناً أو التناقض والشك في واقعية حركة معينة أو وضعية تلفتنا طرافتها.‏

كذلك يظهر الخط أو ينقطع لتصرح التباينات اللونية بالشكل وربما يكون هذا الخط بألوان صريحة قوية الوضوح تشف ما تحتها أو تحجبه.‏

أما الألوان فأغلبها نراها كتيمة إثر هيئته السميكة والتراكمات التي تأخذ مكانها وفق مراحل العمل.‏

والأبرز في أسلوبه هو أداؤه المتحرر فهو يقوم بفعل من الحركات تتنوع بين الإيقاع السريع والهادئ فلا يقحم نفسه بحدود من الثوابت التي تحجم آفاق حريته.‏

يبدو أنه يشتغل على اللون كثيراً يمزج ويبتكر القيمة اللونية إثر إحساسه الداخلي بحقيقة تعبير هذا اللون أو تلك القيمة، ويرغب في إبراز التضاد بين مساحة وأخرى لنرى بعض الأجزاء صارخة في وسطها ما يحيلنا في الذاكرة البصرية إلى حساسية الوحشيين فنرى الأصفر بارزاً في القاتم من الألوان أو نرى الأحمر الناري متوهجاً في عتمة الأزرق أو نرى الأخضر المضاء في وسط لوني آخر.‏

إن الأوساط اللونية في عمومها تخدم رؤيته في التعبير عن آلام وأحزان وآمال وتفاؤل أو فقد وتحسر وذلك وفق تدفق عاطفي يجد نافذته عبر هذه التعبيرية الذاتية التي تنطلق من تفاعل حقيقي مع الواقع ورؤاه الاستشرافية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية