فقد تم مؤخراً تسليط الضوء على وصفة طبية جديدة/ قديمة/ لمعالجة الإحباط والحزن والقلق واضطراب المزاج، عبر ما يسمى : العلاج بالقراءة . الببلوثيرابي..
وقلة من المتخصصين بعلم النفس يعرفون العلاج بالقراءة، ويعتمدونه في عيادتهم، على الرغم من أن المصادر سجلت أن المصريين القدماء هم أول من أدوكوا القوة العلاجية للكتاب، فإن« المكتبة طب النفوس» هو قول مشهور لحكيم مصري.. وقد كانت تكتب على جدران المكتبات المصرية القديمة مثل مكتبة/ معبد رمسيس/ عبارات مثل« هنا علاج الروح» و« هنا بيت علاج النفس».
ثم انتقلت تلك المفاهيم بعد ذلك إلى المكتبات البابلية والآشورية ثم اليونانية والرومانية.. وكان الشعر إحدى المواد الأدبية التي استخدمت في العلاج بكثافة عبر التاريخ.
وفي تراثنا وردت مثل هذه الطريقة في العلاج، فالصحابة سمعوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول:( اقرأ و ارق) فالقراءة فيها شفاء للصدور والقلوب.
ويروى أن المنصور كان يطالب من يسليه بالشعر ليخفف عنه اكتئابه وحزنه..
أما تاريخ خدمات العلاج بالقراءة في المستشفيات الغربية فيعود إلى القرن الثامن عشر في بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة ، وخاصة علاج الأمراض النفسية.
وبالعودة إلى بعض الكتاب والأدباء نجد أن الكاتب الفرنسي جيروم جارسان يقول:« القراءة تعني الحياة»، أما الروائية ليدي سالفاير فتقول:« أنا أقرأ إذاً أنا أعيش، والحياة لا تساوي شيئاً من دون الكتب، ولا أتصور حياتي من دونها».
وهنا يجب التأكيد على حسن اختيار الكتب، والتي تناسب كل حالة... وإلا قد تأتي النتيجة عكسية، وتزيد من حدة الحالة النفسية.. وينصح العلماء والباحثون في علم العلاج بالقرءة اختيار القراءات وفق ما يلي:
- إذا كنت تشعر بقلة الثقة فيمكنك قراءة الروايات التي تحمل مبدأ«كل شيء ممكن في هذه الحياة، ولا مستحيل تحت الشمس»
- إذا كنت تعاني الإحباط فهناك بعض الكتب التي تجعلك تشعر وكأنك تعيش مغامرة حقيقية، وتستطيع أيضاً وضع الطريقة المناسبة لمواجهة المشكلات وتحدي المصاعب..
وقد صدق من قال: عشاق الكتب لا ينامون وحدهم..
ويقول المتنبي:
أعز مكان في الدنا سرج سابح
وخير جليس في الأنام كتاب.