تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من التراث الشعبي الجولاني ... «جفرا وهي الربع»

الجولان في القلب
الأثنين 14-3-2011م
أحمد محمود الحسن

في متابعة للأغنية الشعبية في الجولان، نتحدث عن «جفرا وهي الربع» هذه الأغنية التي تدخل إلى القلب من دون استئذان لما تتصف به من بساطة وصدق وعفوية، وهي تغنّى بكثرة في الجولان في كل مناطقه وقراه، في كل المناسبات السعيدة خاصة في الأعراس.

أما معناها: فقد جاء في مختار الصحاح (جفرا) أنه من أولاد الماعز مابلغ أربعة أشهر، و(جفر) جنباه اتسعا وفصل عن أمه.‏

وهي الربع: (هِي) للتنبيه، وياللنداء.‏

والرّبع: هم الأهل أو الأقارب أو الأصدقاء، وهذا النوع من الغناء غناء حنين،وشوق وطلب نجدة، وأعتقد أن المقصود بكلمة جفرا في بداية الغناء هو حبيبة أو صديقة تود من ربعها أو أهلها إنقاذها أو تنفيذ طلبها أو إنقاذها من الغبن الذي لحق بها.‏

وتغنّى هذه الأغنية على إيقاعات راقصة محبوبة كإيقاع (البلدي) وإيقاع الملفوف السريع ويتم الرقص عليها في الدبكات الشعبية الجولانية في الأعراس أو (الدبك) الدبكة العادية المعروفة مع الآلات الشعبية (المجوز-الشبابة).‏

وقد أدى بعض المطربين هذا اللون من الغناء كالمطربة سميرة توفيق ولكن بالكلمات (ع العين موليتين) بدل (جفرا وهي الربع).‏

وموضوعات (الجفرا)، منها الوصف الغزلي للمحبوبة ومنها الوطني والتغني بحب الوطن والأرض، ومنها الاحتجاج الاجتماعي ونأخذ عدة نماذج عن ذلك:‏

جفرا وهي ياالربع‏

من هين للدوكا‏

وذراع شرط الورك‏

واللحية مدكولة‏

نرى هنا الوصف الغزلي للمحبوبة والتي هي من قرية الدوكا في الجولان من قرى البطيحة، وموشومة على الذقن، وهذا الوشم على اللحية جزء من المكياج الشعبي الذي كانت تستخدمه المرأة في الجولان.‏

فتطلب هذه الحبيبة في جفراها من حبيبها أن لاينزل عند قرية الدوكا بل عند البحر والمقصود هنا (بحيرة طبريا) حيث يكون اللقاء الحميم.‏

ونأخذ نموذجاً آخر لغناء الجفرا الوطني:‏

جفرا وهي الربع وتصيح جولان‏

خذني معك يابطل لنزور الأوطاني‏

مالي ع الفرقا صبر وديني ياغالي‏

حتى لو كان بقصر غيرو مايحلالي!!‏

ونرى في هذا النموذج الشوق والحنين إلى الوطن وأعتقد أن هذه الأبيات ألفت وغنيت بعد فراق الأرض، فيطلب أن يزور أرض الجولان ويشم رائحة الأرض الزكية لأنه لم يعتد على فراقها وعلى سكن المدن المزدحمة، فحتى لو سكن في قصر مريح، فإنه يحن للعودة لقريته وبيته وأرضه في الجولان.‏

وتبقى الأغنية الشعبية لها مدلولاتها الخاصة كتراث جيل وأداة فكرية تحتاج إلى أبحاث كثيرة من الباحثين ليضيفوا الشيء الكثير إلى الوصف القليل..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية