وذكر الأثاري ياسر أبو نقطة أن هذا الموقع مهم للغاية وكان لاكتشافه دلائل على أهمية الاستيطان البشري في مناطق يتوفر فيها الماء والغذاء، وكانت بداية أعمال التنقيب عام 2004وهويحتاج إلى الكثير من المواسم التنقيبية المتواصلة لاستكمال كشف أسراره الغامضة مع ملاحظة خصوصية الموقع الذي يقع على وادي الزيدي اهم روافد نهر اليرموك، مشيراً إلى أن المواسم التنقيبية التي جرت كشفت النقاب عن مجموعة من الرسوم الحجرية و النقوش الصخرية النادرة اضافة الى العشرات من الشواهد القديمة، التي تدل على طبيعة الحياة آنذاك 0
وأوضح أبو نقطة انه بعد سنوات من الجولات الميدانية والمسح الأثري في وادي الزيدي تم تسجيل الكثير من المشاهدات الأثرية على الصخور والمغارات التي تعود لما قبل التاريخ و التي اكدت وجود مجتمعات ماقبل التاريخ يمثلها موقع الميسري الذي جاءت تسميته من نبع قديم في الموقع ذاته، ولوحظ وجود أدوات زراعية و صوانية كثيرة إضافة لاجران محفورة في الصخر البازلتي و دراسة الموقع و اللقى الأثرية فيه تشير إلى أنه يعود إلى عصر النيوليت /8000-5500/قبل الميلاد و أن موسم التنقيب الأول كان عام /2004/تلته مواسم أخرى أدت إلى جمع الكثير من المخارز و الحراب والمقاشط و رؤوس السهام و الفؤوس بأحجام متنوعة.
وبين أبو نقطة أنها تتشابه مع تلك التي سادت في مطلع الألف العاشر قبل الميلاد في الفترة المسماة (بالنطوفية) مبينا أن الأدوات استخدمت في الأعمال البشرية المتمثلة في الصيد و الاستخدامات الحياتية اليومية، حيث استفاد الانسان في موقع الميسري من الطبيعة الغنية حوله بالحيوانات مثل البقر و الماعز و غيرها كما استخدم الادوات الصوانية الصغيرة في صيد الأسماك التي عاشت في النهر،مؤكداً على وجود العديد من مدافن الدولمن حيث مارس سكان الميسري دفن موتاهم فيها إضافة إلى دفن الموتى في الكهوف المنتشرة بكثرة في الحوض النهري لموقع الميسري.
وعثرت بعثة الآثار في جامعة دمشق في العام الماضي على 1200 قطعة حجرية صوانية تعود إلى 250 ألف سنة خلت في وادي الشرار والخوابي القريبة من موقع الميسري و قدمت دلائل على فترات الباليوليت و النيوليت نادرة الوجود في جنوب سورية، حيث عثرت بعثات التنقيب التابعة لدائرة آثار درعا في الميسري على /21/من المجاريش البازلتية و المصنعة بأحجام مختلفة و بدقة عالية، وفي نفس المنطقة عثر أيضا على المفارك التابعة لهذه المجاريش و التي استخدمها سكان الميسري قبل الميلاد في استخراج القمح و الشعير من سنابله على شكل حبوب مفروزة وجاهزة للاستخدام للاستهلاك، وأن هذا الكم الهائل من المجاريش يدل على الاستقرار و الزراعة التي كانت دائمة في المنطقة، حيث التربة الخصبة و معدل الأمطار الممتاز الذي يساعد على زراعة الاقماح و أنواع أخرى من الحبوب0