وكيف تقف أمام الآخرين وتظهر بمظهر لائق وقوي وتحظى باحترامهم إضافة إلى السيطرة على القاعة أو المجموعة بتقانة، وتعرف ماالذي يجب أن تقوله،وما لا تقوله، معبراً عن هذا كله بحركات اليدين وطبيعة الصوت وحركة العيون في متابعة المجموعة الموجودة أمامك،
حول هذا الموضوع أقيمت ورشة عمل تشاركية في عيادات العمل مشروع شباب أدار الحوار والنقاش الأستاذ وائل بلال مشرف برنامج/ خلينا نجرب/ مع مجموعة من الشباب تمحور الحوار حول المهارات التي يتطلبها المحاور وأهمها:
لغة الجسد
التي تتطلب الوقوف بشكل صحيح زائد حركات اليدين التي تتناغم مع حركة الرأس وتتماشى مع حركات جميع عضلات الجسم بشكل عام،وعلينا أن نعرف كيف نتقدم أمام الشباب والمجموعة التي نلقي أمامها الخطاب لتشعرهم أنك قائد حقيقي للحوار وواثق من إمكاناتك المعرفية والمهنية وأنت جاد كل الجدية والدليل على ذلك هو استنفار جميع عضلات الجسد للتعبير عن محورية الأفكار التي تطرحها ، وبالتالي أهميتها في حياتنا العملية. فمهارة الوقوف أمام المجموعة تكون حسب المساحة المتاحة أمامك، فإدا كانت المسافة قصيرة يمشي المحاضر ضمن هذه المسافة خطوة ونصف ويتبعها بخطوة أيضاً، كي لا يشعر الحضور بالملل وعلى المحاضر أن يكون مشدود الظهر فإذا كان المحاضر شاباً وواقفاً أمام المجموعة فيتطلب منه أكاديمياً فتح الرجلين بشكل يتوازى مع مساحة كتفيه أما إذا كانت المحاضرة شابة فيتطلب منها ضم الرجلين بشكل يتماشى مع طبيعتها الجسدية، وهذا يختلف من منهج إلى آخر.
مهارة حركة اليدين
حركات اليدين أثناء الوقوف أمام مجموعة والتحدث إليهم يجب أن تكون مدروسة وتحديداً عندما يكون قائد الحوار يتحدث عن شيء يتطلب خيالاً واسعاً حيث يرفع يده للأعلى ليترك للمجموعة مجالاً للتخيل، وأيضاً عندما يتحدث بموضوع يحتاج إلى العد على أصابعه أولاً
وثانياً..يجب أن يكون هناك تناغم في حركة اليدين، لأن بعض الإشارات تدل على الثقة بالنفس بالأفكار التي يقولها المحاضر ومثل تشابك أصابع اليدين مع بعضها البعض وبالمقابل هناك علائم للتململ والخوف مثل تكتيف الأيدي أي عندما يتحدث المحاضر بكلام لا يتماشى مع ذهنية المجموعة الموجودة أمامه فإن بعض أفرادها يتململ، ويتكتف ، وهذه الحركة من الحضور هي إشارة للمحاضر بأن هذا الكلام غير مقنع وعليك تبديله.
وأما بالنسبة للصوت إذا ارتفعت وتيرته أثناء النقاش أمام المجموعة فهذا يعني أن المحاضر غير قادر على ضبط القاعة أو أن شيئاً مهماً جداً يريد من الحضور التركيز حوله لأهميته فهو إيحاء ليس إلا للتركيز الزائد.
حركة العيون
لكي تكون محاوراً من الطراز الجيد فما عليك أثناء قيادة الحوار مع المجموعة إلا أن تتفحص الحضور فرداً فرداً بنظرك وتشعرهم أنك مهتم بهم جميعاً، وأكاديمياً يقولون إن على المحاضر الذي يدير الحوار أن ينظر إلى كل شخص ما يقارب ثانيتين لكن تختلف من شخص لآخر، وفيما إذا نظرت إلى شخص وشعرت بالخوف فعليك التحديق في جبهته وليس النظر إلى عينيه، هذا كله يساعد المحاضر على إدارة نقاشاته وحواراته بثقة وبروية ويقلل من حالات الارتباك لديه أمام المجموعة التي يقف أمامها. وفي الحالات الطبيعية إذا نظرت إلى آخر وقمت بتحريك العين نحو اليمين وإلى الأعلى يلاحظ عليك بأنك تكذب، وبالمقابل إذا نظرت إلى اليسار وحرفت نظرك للأعلى هذا يعني أنك تتذكر وإذا قمت بحك أنفك يعني أنك قبلت بالفكرة المطروحة، وهذه كلها مقاييس تتفاوت نسبها لكن متفق عليها أكاديمياً، وعلى هامش هذه الورشة الحوارية كان لابد من الوقوف مع عدد من الشباب والشابات.
محمد مهنا عضو برنامج خلينا نجرب أوضح أنهم يتجهون نحو التعليم التفاعلي على مبدأ ألعاب وتمارين حيث تركز المعلومة حول مهارة معينة لترسيخها في الذاكرة، فهناك فرق بين التعليم والتدريب، التعليم هو إعطاء معلومات فقط أما التدريب فهو اعطاء المعلومة والتدريب على ترسيخ المهارة، فإننا نتدرب ونساوي ألعاباً بحيث نخرج من طور التلقين إلى طور التدريب والألعاب المدروسة وعندما نخرج لممارستها على أرض الواقع يكون لدينا الحد الأدنى من المهارة في تأديتها في حياتنا العملية.
أما الشابة لارا: أشارت أن برنامج خلينا نجرب قدم لنا الكثير من المهارات وأهمها في كيفية التعبير عن ذواتنا، والشيء المفيد في هذا البرنامج هو أي فكرة نأخذها نظرياً نطبقها بشكل عملي وفوراً وهذا ما يساعد على ترسيخ المعلومة وسهولة اكتساب المهارة وأضافت/ لارا/ نحن نرى العديد من الشباب لديهم أفكار ومعلومات لكن لا يستطيعون التعبير عنها بشكل مفهوم فبرنامج خلينا نجرب في عيادات العمل سهل لدى الشباب الأمر وقدم لهم المساعدات في التدريب واكتساب المهارة وهناك عدد آخر من الشباب يرى أن هناك اختلافاً وتفاوتاً لدى الشباب في طريقة استقبال المعلومة واكتساب المهارة أيضاً، وهذا سببه الاختلاف في الأهواء والرغبات لأن الرغبة عند الشاب أو الشابة هي المسؤولة عن السرعة في تلقف المعلومة واكتساب المهارة فبرنامج خلينا نجرب رسخ في الذهن مهارات أساسية في حياتنا العملية وعلمنا كيف نتفاعل مع الفكرة وصاحب الفكرة وأن أجمل ما في البرنامج هو أن يختار كل شاب وشابة موضوعاً ما مستفيداً من المهارات التي تعلمها سابقاً ويقوم بتجسيده أمام الحضور، والهدف من ذلك كله هوكسب الثقة بالنفس والجرأة.