تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تأخر ســـن الزواج عند الشـــباب..عوامل مختلفة والنتيجة واحدة‏‏

شباب‏‏
14 / 3 / 2011‏‏
فاتن حسن عادله

لماذا لم تتزوج؟ ولماذا لا تتزوجين؟ سؤال كثيراً ما يتعرض له الشباب، خاصة من تجاوزوا العشرين من العمر أو من دخلوا في الثلاثين،‏‏

سواء من قبل الأهل والأصدقاء أو غيرهم،وكأن قطار‏

الحياة قد فات، ولا بد من استغلال واستثمار ما تبقى من سنوات العمر لتكوين أسرة.‏‏‏

‏‏

بالتأكيد ستكون هناك أجوبة متشابهة عند البعض، بعدم توفر المال لتأمين السكن والمتطلبات،ولكن هل هذا هو السبب الوحيد والرئيسي في تأخر سن الزواج عند البعض، ربما هناك أجوبة مختلفة عند شباب آخرين.‏‏‏

هذا ما حاولنا معرفته من خلال مادتنا التالية:‏‏‏

عدم توفر المسكن‏‏‏

الشاب حسام الذي تجاوز الخامسة والثلاثين من عمره يقول رداً على سؤالنا عن سبب تأخره في الزواج حتى الآن بابتسامة شبه ساخرة: أريد فتاة مع منزل وسيارة لأتزوج، لأن تأمين المسكن يقف عائقاً في وجهي، هذا فضلاً عن باقي المسؤوليات والراتب لا يكفي لتأمين المتطلبات.‏‏‏

‏‏

ويوافقه الرأي محمد 29 عاما، مشيراً إلى أن عدم توفر المسكن وتكاليف الحياة الباهظة، يجعلانه لا يفكر بالزواج على المدى المنظور.‏‏‏

ظروف مختلفة‏‏‏

أما الشاب منهل.أ 35 عاماً وغير متزوج فيوضح أن تأخر نسبة لا بأس بها من الشباب عن الزواج، إنما يعود لمجموعة ظروف وعوامل مختلفة, إضافة إلى العوائق المادية منها:عدم الرغبة بخوض هذه التجربة على ضوء فشل تجارب الغير،ومع تقدم الشاب في العمر يصعب عليه اختيار الشريك،نتيجة التحول في تفكيره،وهناك ضغوط الأهل واختيارهم شريك الحياة أو فرضهم شروطاً معينة في الطرف الآخر، والذي قد يحدث رد فعل سلبي من قبل الشاب أو الفتاة.‏‏‏

توفر المال.. عائقاً‏‏‏

وتوضح ولاء انه ليس بالضرورة أن يكون عدم توفر المال وكثرة النفقات هو السبب، فقد يشكل توفره عاملا مساهماً في تأخر الزواج أو العزوف عنه عند البعض الآخر, إما نتيجة وضعه شروطاً معينة في الطرف الآخر، وإما محاولة للتهرب من المسؤولية أو عدم الرغبة في تحمل المسؤوليات الجديدة.‏‏‏

وبالتالي العيش بهامش حرية اكبر دون قيد.‏‏‏

تغير الواقع...‏‏‏

والانفتاح الزائد‏‏‏

من جهتها ترى نور. د 30 عاما: أن العامل الأهم هو تغير المعيشة وتغير الواقع في الريف والمدينة،فالانفتاح الزائد بين الشباب نتيجة تطور وسائل التكنولوجيا أثر في تفكيرهم، وهناك الاختلاف في وجهات النظر بين الجنسين مثلا ما بين رغبة الفتاة بالعمل والدراسة ورفض الطرف الآخر ذلك إضافة لكثرة حالات الطلاق التي ارتفعت حتى بين الشباب المتزوج حديثاً كما أشارت نور إلى انه يجب ألا ننسى أن تعدد العلاقات بين الشباب قاد البعض إلى الشك وعدم الثقة بالطرف الآخر, مع التنويه بأن للمفارقات الاجتماعية والدينية نصيباً بالمساهمة في تأخر سن الزواج عندنا نحن الشباب.‏‏‏

المستوى التعليمي‏‏‏

وتوضح ليلى ع 32 عاماً أن رغبتها ورغبة أهلها في شخص ذي مستوى تعليمي جيد يتناسب مع مستواها التعليمي العالي جعل الكثير من الشباب يرفضون التقدم للزواج منها ومن ناحية أخرى ترى أنها بمجرد التفكير بمسؤولية ما بعد الزواج يجعلها تشعر بالاضطراب بسبب المسؤولية الكبيرة.‏‏‏

ويرى آخرون أنهم لم يجدوا بعد نصفهم الآخر حتى الآن بينما يرفض البعض الآخر فكرة الزواج لأسباب لا يودون الخوض بها لكنهم أشاروا إلى أن للبطالة دوراً في ذلك .‏‏‏

وحول أهم الأسباب المؤدية لتأخر الشباب عن الزواج حدثنا الدكتور محمد أكرم القش عميد المعهد العالي للدراسات والبحوث السكانية فقال:‏‏‏

بداية أود أن أشير إلى أن متوسط سن الزواج أصبح له أكثر من 5 سنوات مستقرا عند 25 سنة للإناث و29 للذكور, ولكن هذا لا ينفي وجود حالات زواج مبكر أو حالات زواج متأخر.‏‏‏

وقال سابقاً كان يعتبر وصول الفتاة إلى سن ال25، والشاب إلى سن ال30 أمراً خطيراً أما الآن فالوضع تغير نتيجة مجموعة عوامل‏‏‏

أهمها:‏‏‏

التعليم الذي حل بالمرتبة الأولى،حسب دراسة قامت بها الهيئة السورية لشؤون الأسرة في 2007.‏‏‏

بينما حلت تكاليف الزواج والغلاء والمغالاة في المهور ثانياً، فضعف المستويات المعيشية للأسر وعدم قدرتها الكلية على مساعدة الشاب على تكوين نفسه، يجعله يضطر للتأخر في الزواج،حتى تكوين حياته بتآمين عمل يستطيع من خلاله القدرة على الإنفاق على أسرته المستقبلية.‏‏‏

كما أن تغير نمط الأسرة السورية من أسرة ممتدة إلى أسرة نواتية أصبح مشكلة، فسابقا كان الزواج أيسر على الشاب لان السكن كان يتم ضمن الأسرة الواحدة مع الأهل.‏‏‏

هذا التحول الاجتماعي أضاف أعباء على الأسرة من خلال محاولة الشاب تكوين سكن وحياة مستقلين بمعزل عن الأهل،كما أن محاولة بعض الأسر تضييق الخيارات أمام أبنائهم باختيار الطرف الآخر قد انعكس سلباً على مستقبل بعضهم.‏‏‏

وأشار القش إلى وجود عوامل فردية لها علاقة بمواصفات الشريك والتي بدأت ترتبط بالجانب المادي أكثر من الاجتماعي أو الثقافي.....‏‏‏

مؤكداً أن الشباب الحالي لا يستسهل اتخاذ قرار الزواج لان أي خلل في هذه العملية سوف ينعكس عليه بشكل واضح،وذلك نتيجة الوعي وفهم مدركات الواقع من حوله وعدم اقتصار تفكيره على اللحظة الراهنة.‏‏‏

موضحاً أنه تم اتخاذ أكثر من إجراء من قبل الحكومة لتسهيل مساعدة الشباب على الزواج من خلال تأمين سكن شبابي, والعمل على مشروع متكامل لتشغيلهم، وفتح فرص وآفاق جديدة أمامهم بعدما أصبحت نسب كبيرة منهم تعتمد على نفسها.‏‏‏

إضافة لمساهمة المجتمع المحلي في موضوع الحد من تكاليف الزواج من خلال الزواج الجماعي ودعوة بعض الشركات للمساهمة, كون تلك التكاليف من العقبات التي تقف أمامهم والتي تلعب فيها المكانة الاجتماعية دوراً مهماً.‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية