ولم يحصل على فرصة عمل دائمة ويقول: أنا نادم أشد الندم لأن لغتي الثانية- الانكليزية غير متقنة ولو كان هناك اهتمام في المدارس منذ الصغر يرافقه اهتمام شخصي مني واتبعت دورات تقوية لكانت فرص العمل أمامي أوسع واستطعت أن أؤمن فرصة دائمة في قطاع آخر لأن كافة الوظائف الجامعية تتطلب مهارة باللغة الانكليزية.
ديمة طالبة بكالوريا تقول بشأن ضرورة تعلم لغة ثانية: كنت أسمع أن أحدهم يتقن ثلاث أو أربع لغات ونحن بحاجة لاتقان لغة ثانية إضافة إلى اللغة العربية لأن من لايتقن لغة ثانية لا يستطيع أن يعمل في أي مجال وتتابع نحن طلاب البكالوريا محكومون بالمعدلات فإن نقصت علامة عن الفرع الذي سنختاره سيتغير هدفنا وإن كان هدفاً غير مرغوب فيه فإننا سندرسه ويمكن الانعمل به لكن احتفاظنا بمؤهل آخر سيتيح فرصة أكبر لذا ورغم أن لدي ضغطاً بالدراسة والمناهج فأني أتبع دورة تقوية باللغة الانكليزية وسأتابع ذلك خلال السنوات القادمة.
هبة صف حادي عشر تقول: اللغة الثانية ضرورية جداً لكننا لا نستفيد منها بالمدارس ولا نأمل أن نكون ماهرين بهذه اللغة من خلال الحصص المقتضبة في المدارسإن بعض المدرسين يعطون دروس اللغة الانكليزية دون أن يكترثوا بالطلاب فهموا أم لم يفهموا الدرس.
هبة طالبة عاشر: أنا لا أحب اللغة الانكليزية لأن مدرسة الابتدائي لم تتبع الطريقة التي تجعلنا نحب هذه اللغة وبالرغم من تغير المدرسين الا أنهم لم يستطيعوا أن يبنوا ركيزة اللغة في أنفسنا كما لو بنتها المدرسة الأولى عندما كنا في المرحلة الابتدائية.
وأكدت هذا الكلام رولا طالبة تدرس في كلية التربية حيث قالت: نحن بحاجة لأن نحب اللغة كي نتعلمها برغبة حيث تذكرت رولا مدرسة اللغة عندما كانت تفتح كتاب القواعد وتحل التمارين على السبورة وتقول انقلوا الأجوبة وتختصر بشدة الشرح وإذا قرأت لنا الدرس فهي تقرؤه بسرعة دون أن نفهم شيئا وتكتب لنا الكلمات الجديدة وتقول لنا أيضا: انقلوها على دفاتركم وغداً سأسمعها لكم، هذه الطرق لم تجعلنا نفلح في تعلم لغة ثانية تحتل اليوم أهمية كبيرة تعادل تعلم لغتنا الأم.
الشباب يطمحون.. فهل تواكبهم المناهج؟
ندى قالت: لقد أحببت اللغة الانكليزية منذ الصغر حيث كانت الآنسة سميرة شرتوح مدرستي في الدورات التي كانت تجرى في الصيف ، وكنت أشعر أنها تريد أن تقدم لنا شيئا نستفيد منه ومعلومات لا يستطيع الجميع تقديمها لنا بتلك الطريقة المبسطة والمحببة ، لم تكن هناك وسائل ايضاح كافية ولم تكن الكمبيوترات موجودة على قائمة وسائل التعليم والدمج.
تبدأ معنا الدرس بالانكليزية وتشرح بعض الكلمات التي لم نكن نستطيع فهمهما بالاشارة والرسم تشرحها باللغة العربية.
لم تكن تجلس على الكرسي أبدا تدور بيننا وتحفزنا على المشاركة حيث يتحول الصف إلى كتلة نشاط. نتسابق فيه على الاجابة تقول ندى لا أتذكر كيف كان يمر الدرس سريعاً وكيف كانت تحافظ الآنسة سميرة على ابتسامتها التي تنم عن إعطاء المزيد من الفائدة.
تعلم وحب اللغة مسؤولية المدرّس
السيدة سميرة التي تحدثت عنها الطالبة ندى أصبحت موجهة اختصاص باللغة الانكليزية ولديها الكثير لتقوله وتفعله في مجال تطوير أساليب إعطاء اللغة الانكليزية وتقول:
لقد خضعنا كموجهي اختصاص للكثير من الدورات التدريبية والتعليمية في دمشق تحت اشراف خبراء مختصين وسنحاول نقل ما تعلمناه إلى المدرسين من خلال محاضرات سنقدمها لهم خلال الفترات المناسبة القادمة سيتم تعليمهم كيفية اعطاء القواعد مع المحادثة دون أن يشعر الطالب بعبء تعلم القواعد لوحدها التي ستؤدي إلى نسيانها بعد فترة إن لم يتم دمجها مع المحادثه وتعليم المدرسين لكافة المراحل مهارات التكلم والاستماع عن طريق وسائل تعليمية، وكيفية إدارة المدرس للصف ومقدرته على اشراك الجميع بالدرس عن طريق دمج الطلاب الجيدين مع ذوي القدرة الأقل ضمن مجموعات. وتضيف السيدة سميرة: إن أسوأ طريقة لضبط الصف اخراج الطالب المشاغب أو المهمل خارج الحصة الدرسية، لابدمن إيجاد الطريقة التي يستطيع فيها المدرس منذ لحظة دخوله الأولى إلى الصف أن يثبت للطلبة أنه في خدمة الدرس وأن يشعر الطلاب بحماس وحب للمدرس لهذه المادة كي ينتقل هذا للطالب..
وعن الصعوبات التي يتعرض لها المدرسون في إيصال الدرس مع وجود عدد كبير من الطلاب.
قالت: المنهاج لكافة المراحل جميل جداً ويمكن أن يشكل العدد صعوبة لكنه ليس عائقاً وأنا أعول على المدرس بالدرجة الأولى والأخيرة فهو قادر على اعطاء الدرس بطريقة الدمج وقادر على استخدام كافة الوسائل الحديثة في الإعطاء - إذا أراد ذلك- لكن أن يدخل المدرس صفه وفي ذهنه أن الطلاب لايستطيعون التجاوب معه ولن يتعلموا الدرس فهذه هي الكارثة التي أودت بالطلاب إلى عدم قدرتهم على تعلم لغة ثانية أو حبهم لها.