وما يلفت الانتباه بين الشباب استخدامهم اللغة الأخرى مع أقرانهم للتواصل الاجتماعي دون اللغة العربية بهدف الانخراط وتقوية النطق بها.. وهذا قد يجعل الفجوة واضحة بينهم وبين بيئتهم المجتمعية..
وعلى الرغم من الفائدة والمتعة في معرفة ثقافة الآخر من خلال إتقان لغته فلا يمكن إلا أن نرى شباناً يستمدون المعرفة من اللغات الأكثر انتشاراً لدعم معلوماتهم البحثية والعلمية والتكنولوجية وللتواصل مع الغير أثناء السفر..
كان للثورة وقفات مع شباب يختلفون بالآراء لكنهم يجتمعون على أن اللغة الأخرى لها حضورها على الساحة العلمية عبر المصادر والانترنت بخلاف اللغة العربية التي تعتبر شبه غائبة في المحتوى الرقمي. ورغم الاهتمام الكبير على المستويات كافة الذي لاقته العربية إلا أن محركات البحث الخاصة بها فقيرة ولا يزال منتوجها مقالاً أو اثنين لا أكثر، في وقت تتراكض فيه اللغات الأخرى لسد الفراغ وحجز المساحة كاملة.
المهندسة المعلوماتية رنا حداد: أتابع اللغة الانكليزية كونها تفيدني بمجال عملي ودراستي فمن خلالها أحدث معلوماتي وأحصل على كل جديد عبر الانترنت والمراجع الكثيرة المتوفرة بها فقط، وكذلك أراها مفيدة بحوار الحضارات والاطلاع على الثقافات الأخرى.. وبما أنها مطلوبة لتأمين فرصة عمل جيدة فمن المفروض أن أكون متمكنة من لغتي الأم واللغة الأخرى التي تدعم علمي وشهادتي..
أكثـرانتشاراً
وترى الطالبة في هندسة العمارة يافا الخطيب أن الانكليزية لغة عالمية ولغة حوار تمكننا من التواصل مع الثقافات الأخرى. وبما أنها لغة سهلة وبسيطة مقارنة باللغات الأخرى تسهل علينا الترحال والسفر من بلد لآخر.. والأهم أنها اللغة الأكثر انتشاراً أو استعمالاً وفائدة على المحتوى الرقمي فمن خلالها أحصل على أي معلومة أريدها ومن أوسع الأبواب سواء كانت علمية أو أدبية وحتى إعلامية.. كنت أتمنى أن تكون اللغة العربية حاضرة بقوة على المحتوى الرقمي ولكن للأسف تكاد تكون شبه غائبة عن المساحة التي أرغب بمعرفتها، لذلك أسعى لأرمم النقص من خلال الانكليزية....
ترجمات ضعيفة
بينما تحب المهندسة الزراعية سهاد محمد لغتها العربية الجميلة وتقول: لا يضرب على أوتار قلبي لغة غير العربية.. ولكن للأسف عندما أبحث عن معلومات خاصة بالدراسات العليا التي أتابعها لا أحصل على ما أريد إلا بالانكليزية وهذا الضعف يعود لمن يدعي الاهتمام باغناء المحتوى الرقمي أو البحوث العلمية التي تقتصر على ترجمات ضعيفة لا تقدم مدلولاً علمياً مفيداً.. كما أن معرفة الانكليزية تعفيني من استخدام لغة الإشارة عندما ألتقي الآخر الذي لا يعرف العربية.. ومعرفة لغة أي شعب مكسب وتحديداً اللغات الأكثر استخداماً وهي «العربية، الانكليزية، الفرنسية، كما الألمانية» كونها لغات منتشرة ويستخدمها الكثيرون..
لغة الضاد
لم يستطع أحمد إبراهيم حفظ كلمة واحدة من أي لغة أخرى..قائلاً: أرغب أن أستقي معلوماتي التي أحتاجها من لغة الضاد التي تكفيني لأغذي روحي بثقافة الشعر والأدب العربي، وفي حال رغبت الاطلاع على ثقافة الآخر أقرأ ما هو مترجم من أمهات الكتب التي وفرت الكثير من الاطلاع سابقاً وحاضراً دون أن تصبح اللغة الأخرى أهم من لغتي....