|
هل هو خط أحمر? فضائيات لأن معالجة الموضوع لم تخرج عن إطار العموميات الذي اعتدنا عليه حيث وجدنا, تشابك وتداخل أكثر من جانب,لأكثر من موضوع ,فالتحرش في العائلة أو بين الجيران يختلف عنه في أماكن العمل والتحرش نفسه غير الاعتداء الجنسي, ولم تفرق الحلقة بين هذه الأنواع , كما أن المقارنة مع الغرب لا تأتي بالسياق الذي أتت به إلا في جانب ذكرته الضيفة الباحثة إيمان عز وهو أنه رغم الانفتاح في مجتمعاتهم إلا أنه تزداد هذه المسألة . فالتقرير الأول المرافق للحلقة اكتفى بطرح سؤال هل تعرضت لهذا الموقف? وكيف كان ردك ?ألم تلجأي إلى الشرطة? دون المتابعة أوالتحديد, كأن يتم السؤال: هل كان التحرش في عملك ? لماذا لا تثقين بالشرطة? ألا يقتضي هذا الموضوع التفصيل أكثر لوضع النقاط على الحروف ولنبتعد عن شكل التهم إلى المجتمع بأنه هو من يسمح للشاب أي للذكر بالتعدي على حرمة الأنثى وللشرطة المؤتمنين على الناس بأنهم يخونون الأمانة!! وفي التعليقات داخل الأستوديو أن الفتيات أو النساء بضاعة أو أن قلة الحشمة هي السبب في تعرض النساء للتحرش, أو تقيدنا بالعادات والتقاليد هو السبب فمقدم البرنامج لم يتدخل عند هذه الآراء أبدا وبهذه الطريقة يتكرّس السائد ولايتم إظهار الأسباب الحقيقية, فلم يتضح أن للإنسان كرامته وللجسد الإنساني حرمته سواء كان رجل أو امرأة ومهما كان يرتدي, والتحرش مرتبط بمن يقوم بالفعل وليس بضحية التحرش., وفي الجزء الأخير من الحلقة تحدثت الدكتورة كندة شماط الأستاذة في كلية الحقوق بجامعة دمشق عن مراكز الحماية وهي على أهميتها وحاجة مجتمعنا لها إلا أنه لم يكن مكانها أو زمانها في هذه الحلقة حتى وان صنّف التحرش كأحد أشكال العنف بل كنا نحتاج من الأخصائية بالقانون لمعلومات قانونية عن التحرش نفسه وخاصة في أماكن العمل لأنه هو الشائع عندنا وهو المسكوت عنه وهو الذي يزداد بسبب الفقر وحاجة الفتيات إلى العمل الذي يترافق مع جهلهن بالقوانين. إلا أن الباحثة إيمان لفتت إلى نقطة مهمة وهي تعليم الفتاة من الصغر على حقها بالدفاع عن نفسها وجسدها لتكتسب قوة تمكنها من الجرأة في الرد على أي أذى قد تتعرض له . لعل الحلقة كانت تحتاج لتفكيك أكثر وتخصص أكثر ليحافظ الخط الأحمر على لونه ولا يبهت لتكرار معلومات تعرفها غالبيتنا .
|