ألا تريد بنا العناية الإلهية خيراً, عندما تفسد علينا تحقيق هذه الأماني? لقد قال لي أحد الأخيار مرة إن مأساة الإنسان تكمن في عدم إنجاز أمانيه.
فكرت طويلاً في ذلك اليوم قبل أن أعترض قائلاً: إن العكس هو الصحيح, لأن إنجاز الأماني كثيراً ما كان وبالاً على الإنسان في مقابل عدم تحقق هذه الأماني, فالتقاة يلقنوننا درساً في هذا المجال عندما ينكرون علينا استنزال اللعنات على الأغيار, إرواء لتلك الأمنية المميتة التي اعتدنا أن نطلق عليها اسم الانتقام, حتى لو كان هؤلاء الأغيار أصحاب جور.
والتبرير الذي يقدمه هؤلاء لا يكمن في خطورة الأمنية القابلة للارتداد على صاحبها فحسب (لاسيما في تلك الحال عندما تكون هذه الأمنية لعنة) ولكن خوفاً من القدر الذي شاءت حكمته أن يقرأ الخطاب مقلوباً بسبب طبيعته الميتافيزيقية التي تختلف اختلافاً جذرياً عن طبيعتنا الفانية.
فما أدرانا أن السلطة الخافية لا تدبر للطاغية الذي نستنزل على رأسه اللعنات, قصاصاً أقسى بما لا يقاس, حتى إذا تدخلنا بدعائنا عليه, أربكنا عمل الخفاء فينال الغفران بدل القصاص?
لهذا السبب تحرم الأمم الأهلية (كطوارق الصحراء الكبرى مثلاً) الولع بالأمنية تحريماً صارماً وترى فيها تهوراً, بل وكفراً بالقدر, ولاسيما ذلك الضرب من الأماني الموجه إلى الذات الإلهية في صورة دعاء.
الروائي الليبي ابراهيم الكوني
> ما نحن إلا إلى ما نهفو.
مارتن هايدجر
> الشعر قبل أن يكون أفكاراً هو بنية لغوية جمالية.
أدونيس
> نزار قباني هو شاعر الساحة العربية دون منازع ومهما اختلف حوله المختلفون, فإنه يبقى واحداً من ألمع الشعراء العرب في العصر الحديث وأهمهم.
د. عبد العزيز المقالح