|
بعد أسبوع على قرار منع تصدير البندورة.. بيان عملي لتدخل الدولة الإيجابي اقتصاديات قبل أي شيء سأبدأ من الآخر وبالقول ان حركة بيع المادة في سوق هال بانياس لصباح أمس منتعشة وهي وسطيا للدوكما الموجهة الى السوق المحلية حوالي 25 ل.س أما سعر كيلو البندورة المصنفة (المفرزة) تصل الى 30 ل.س . وهذه أسعار جيدة بالنسبة للفلاح اذا استمر البيع كذلك وهذا الواقع بعد أسبوع من صدور قرار وزير الاقتصاد بمنع التصدير. تدخل اقتصادي يصنف بالإيجابي ما حدث في اسبوع جدير بالتوقف والمتابعة والاعتبار اذ ان مثالا حيا امتثل أمامنا حول قرار منع اجرائي له منعكسات اقتصادية خطيرة اذ ما بقي بمفرده لكن التدخل الاقتصادي والذي يصنف بالايجابي من قبل الدولة كان له الاثار الكبيرة فيما حصل. صدمة أولى كان خبر منع التصدير صاعقا بالنسبة لفلاحي الزراعة المحمية في الساحل و لا سيما ان الاسعار كانت طوال العام غير اقتصادية بالنسبة للفلاح الذي اعتبر اسعار الفترة الحالية المنقذ الوحيد من الخسارة ويجب ان ننتبه ان كلمة الخسارة هي نسبية جدا بالنسبة لكافة اطراف العملية الانتاجية والتسويقية فخسارة الفلاح تعني وقوعه في العجز المدور الى العام التالي وتعني تبيعته الى التجار الذين يفرضون شروط بيع مستلزمات الزراعة وحتى شراء المحصول اما خسارة التاجر فنعرفها جميعا والتي تكون عدم الربح او الربح القليل او حتى خسارة صفقة واحدة....الخ. كلنا شركاء لكن بالمقابل كان للحديث التلفزيوني الذي اجراه وزير الاقتصاد اثرا كبيرا على نفوس الفلاحين الذين اتصلوا وحاوروا الوزير مباشرة. وبالفعل كان لإعلان الوزير في استعداد مؤسسة الخزن والتسويق على النزول الى السوق والشراء منه او من الفلاح مباشرة اثر واضح على استقرار بيع المادة حتى الآن. ويؤكد نادر عبد الله مدير عام مؤسسة الخزن والتسويق للثورة ان المؤسسة مستمرة في عمليات الشراء والبيع مباشرة للمستهلك لمادة البندورة وحتى لأصغر الكميات من أي فلاح. اذا كان المثال امامنا واضحا على التدخل الاقتصادي المطلوب من الدولة لحماية رعاياها وهما المنتج والمستهلك واعتقد ان ذلك لن يخلق اية حالة تشوه اقتصادي لان المعالجة الاقتصادية الصحيحة تخلق آثارا اقتصادية صحيحة وهذا ما حصل. القرار المسؤول لن يكون الحل باصدار قرار المنع وكفى الله المؤمنين شر القتال فهذا اجراء له منعكسات اقتصادية سلبية في الداخل والخارج فهو يعرض شريحة منتجة ومطلوبة في هذا الموسم والموسم القادم الى خسارات فادحة وسيخلف ذلك اثارا اجتماعية سيئة لمن يعمل في هذه الزراعة التي تملك فيها سورية ميزة الخبرة والمناخ. خطوة جديرة بالتوقف والتعميم حتى اذا وصل الامر الى الدعم المباشر وهذا يا سادة ليس بخسارات.
|