مهمة جداً ولكن هل تساهم هذه الكثرة والتعدد في زيادة ثقافتهم ووعيهم أم أنها تشعرهم بالملل وبالتالي تدفعهم لمتابعة البرامج الترفيهية والمنوعة كالأفلام والمسلسلات نتيجة لظروف الحياة ومشكلاتها والتي تتطلب منهم تأمين مستقبلهم لتخفيف الضغط النفسي عنهم, أم أنهم يحجمون عنها لأنهم لا يجدون فيها ما يقدم حلولاً لما يعانونه, أم لأسباب أخرى تتعلق بعلاقتهم منذ الصغر بالإعلام.
وحسب التقرير السنوي لاتحاد شبيبة الثورة لعام 2006 فقد تبين:
أن نسبة الشباب الذين يقرؤون, أي من الصحف المحلية لا تزيد عن (4,1%) من مجموع عدد الشباب بينما لا تزيد نسبة الذين يقرؤونها بمعدل مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً عن (7,1%) ونسبة من يقرؤون أي منها صدفة 29,8% منهم وكانت قراءتها بين الذكور أكثر من الإناث ما يؤكد أن نسبة قراءة الصحف لدى الشباب متدنية جداً.
أما الذين يشاهدون التلفزيون فبلغت نسبتهم 48,2% بالنسبة للقناة الفضائية السورية يومياً وبشكل منتظم مقابل 42,9% منهم يشاهدون القناة الأولى يومياً وبشكل منتظم و 28,7% يشاهدون الثانية, وهذه النسب كانت أعلى بين الإناث عن الذكور.
أما الشباب الذين يشاهدون التلفزيون صدفة فنسبتهم 19,5% وبالنسبة للمذياع فتراوحت نسبة الذين يستمعون اليه صدفة بين 21,5% لإذاعة صوت الشباب و26,2% للبرنامج العام و 27,2% لصوت الشعب وكانت النسب أعلى بين الذكور عن الإناث.
أما نسبة الشباب الذين يستخدمون الانترنت صدفة فلم تتجاوز 2,9% وكان هؤلاء الشباب نسبياً أكثر تفضيلاً للمواقع الاخبارية, تليها الدراسات ثانياً فالألعاب أو الثقافة العلمية ثالثاً والثقافة الاجتماعية رابعاً ومواقع المنتديات خامساً, والذكور أكثر اهتماماً بجميع مواقع الانترنت من الإناث فماذا يقول الشباب?
بالنسبة لي ولزملائي نتابع أي شيء يهمنا بالصحف والمجلات والانترنت إضافة إلى ما يعرض على شاشة التلفزيون والبرامج الموجهة بالإذاعة, وخاصة البرامج الاجتماعية التي تعالج مشكلاتنا كالبحث عن ( فرص عمل- الحب -الزواج- التعامل مع الطرف الآخر).
هذا ما تقوله (نور.م) الموظفة في قطاع إعلامي خاص والتي تضيف أن هناك اهتماماً من قبل الطرفين بمتابعة آخر صيحات الموضة ك(تسريحة الشعر- واللباس - وأحدث الماكياجات..الخ).
اهتمامي بالإعلام المقروء
مع زحمة الفضائيات وتعدد البرامج يصاب الشاب بالحيرة عما سيختار, هذا ما يؤكده مروان 21 سنة طالب تجارة واقتصاد, ويضيف: أنا شخصياً لا أهتم كثيراً لبرامج الشباب التي تعرض على التلفاز والتي يقال إنها تتوجه إلينا لكنني أهتم بالصحف المكتوبة أكثر, فأنا من المواظبين على قراءتها وما تنشر من مواضيع تخصنا أكثر من مشكلات وهموم دراسية فالفائدة أكبر من برامج التلفاز التي تأخذ الإعلانات فيها الزمن الأكبر وقد تجعلك مشتت الذهن.. وأحب أن أشير نتيجة لاحتكاكي الكبير مع زملائي الشباب وخاصة طلاب الجامعة فإنني اعتقد أنهم وبشكل عام لا يهتمون بالقدر الكافي بالبرامج الخاصة بهم حيث إنهم يرغبون بقضاء أغلب وقتهم بمتابعة الأفلام والمسلسلات والأغاني, إضافة لزوايا الأبراج والفنانين في الصحف.
الدكتور طلال عبد المعطي مصطفى, استاذ الخدمة الاجتماعية في قسم علم الاجتماع بجامعة دمشق يؤكد قائلاً:
إن الإنسان بطبعه ميال باتجاه ما يحقق احتياجاته ورغباته, وبشكل عام الأهداف المرسومة مسبقاً في ذهنه, وللشباب خصوصية لكونه مازال في بداية تكوين شخصيته على جميع النواحي اجتماعياً ونفسياً وحتى عاطفياً.
فضمن فئة الشباب فئات عمرية عدة, فهناك فترة المراهقة المتراوحة ما بين 14-18 سنة والتي عادة ما تكون غير ناضجة اجتماعياً ونفسياً فهي في مرحلة التبلور فيما يتعلق بمسألة الانتماء, وبالتالي نجد هذه الشخصية مترددة في الاقبال على بعض المواضيع الاجتماعية, والرفض في الوقت نفسه.
ففي كل يوم نجد لديها بعض الآراء المختلفة عن اليوم السابق وبالتالي هي سهلة الجذب أو الانجذاب لبعض المواضيع والآراء الاجتماعية النفسية التي تبث من قبل بعض الفضائيات العربية والأجنبية التي تستخدم فيها الصورة والصورة الرمزية والتي أحياناً تلبي الدوافع الغريزية لدى هؤلاء.
فالاهتمام لديهم غالباً ما يتعلق بالموضة وقصات الشعر والعطور.. الخ التي يجدون فيها نوعاً من التمايز على الآخرين بقصد إثبات الذات لكون شخصياتهم لم تتبلور بعد.
أما الفئة الثانية والتي نستطيع أن نقول إنها في مرحلة الاعداد للمستقبل وخاصة الشباب الجامعي فنجد حاجز الخوف من تأمين فرصة العمل وتأمين المتطلبات الأسرية في المستقبل من تأمين منزل بما يضمه من لوازم واحتياجات هي الهاجس الأول والأخير لهذه الفئة والتي أحياناً تسبب له ارباكات أو مشكلات في المسيرة التعليمية الخاصة بهم بين التردد في الاقبال على التعليم الجامعي وبين هاجس توفير فرصة عمل بعد التخرج وبالتالي من الطبيعي أن يكون لديهم الاهتمام بالبرامج التي ربما من خلالها يستطيعون الاطلاع على ما هو أفضل لتأمين المستقبل من فرص عمل أو هجرة إلى الخارج.. الخ.