|
التنمية و بناء المستقبل ... ساعد نفسك أولاً .. أنت وأنا نغيّر مجتمعنا شباب والجواب على ذلك السؤال ليس صعباً, ففي ورشة دور التنمية في بناء مستقبل أفضل.. قدم المشاركون اقتراحات وأفكاراً من واقع حياتهم في قراهم وبلداتهم توضح كيف يمكنهم أن يشاركوا, في عملية التنمية ككل, وذلك أثناء التدريبات والمحاضرات التي استمرت أربعة أيام. والتنمية كما جاء تعريفها في أعمال الورشة: هي عملية شاملة, اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية, تهدف إلى تحقيق تقدم مستمر في حياة السكان, وتقوم على أساس مساهمة جميع الأفراد بشكل نشيط وحر في التنمية وعلى أساس التوزيع العادل لعائداتها, والإنسان هو الموضوع المحوري فيها. لاتبقَ في مكانك! أكثر من عشرين مشاركاً, من أربع محافظات ( دمشق , ريف دمشق, حلب , حمص ), يعملون في العديد من الجمعيات, تبادلوا الخبرات والتجارب, أو تعرفوا على عمل بعضهم البعض للمرة الأولى, فقد قال لي مايك جانبي: في هذه الورشة فقط تعرفت على مشروع جبل الحص, رغم أنني من حلب, أي من المحافظة التي نفذ فيها المشروع, وهذا جانب مهم أن نتعرف نحن الجمعيات على مايقوم به كل منا, أيضاً حصلت على الكثير من المعلومات التي لم أكن أعرفها. قصص نجاح عرضت جمعية التعليم ومكافحة الأمية تجربتها, في تنمية منطقتين مختلفتين في حلب, هما الفرقان والصاخور, الأولى غنية والثانية فقيرة, وهما مختلفتان ثقافياً واجتماعياً وذلك عن طريق العمل التكاملي بينهما, فقد تم محو أمية الكثيرين والمساعدة على إكمال تعليم آخرين وتأهيل غيرهم للعمل, وأعمال أخرى كثيرة, وقد قالت لي خنساء عبد الغفور من الجمعية, مشروعنا بتمويل من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج تحديث الإدارة المحلية, وهذه الورشة كانت فعالة ومفيدة فنحن قدمنا تجربتنا, ورأيت هنا ربط جميع المشاريع بالتعليم, وهذا أساسي في التنمية وأمر يخصني شخصياً لأنني معلمة, ومتطوعة بمؤسسة تعليمية. أيضاً من التجارب الناجحة تجربة جبل الحص, التي عرضها الأستاذ علي كيالي, ثم أخبرني محاسب الصناديق في المشروع محمد سليمان: إن هذه الورشة مفيدة لأنها تعمل على تنمية القدرات في مجال نعمل به وهو تنمية جبل الحص, وهو من أفقر مناطق سورية, وقد تعرفنا على جمعيات تعمل في بلدنا سورية لم نكن نعرفها, ومشاريع قد تكون متشابهة, وعلى مصادر تمويل, بالإضافة إلى الإعلام لأننا بحاجة لأن يعرف الناس بما نقوم به, لتبادل التعاون. تمرين محاربة الفقر ولكن ليس ( لو كان الفقر رجلاً لقتلته ) وإنما بمعناه, بمعنى كيف يعطل الفقر طاقات الإنسان, فقد انقسم المشاركون إلى عدة مجموعات, منها حسب المنطقة التي جاؤوا منها, أو حسب مجال العمل الذي يعملون به, فحسب الحالة الأولى قامت مجموعة لجنة تنمية صدد بتحليل الواقع الراهن ورأت أن المنطقة تحتاج لمعصرة زيتون, وإعادة تأهيل منطقة العين, ومحطة لمعالجة المياه, ونقل المداجن إلى خارج المخطط التنظيمي. وحسب الحالة الثانية نفذ المشاركون تمرين أبراج الفقر فوزعوا حالات الفقر أو مجموعات الناس الضعيفة إلى أبراج, مثلاً برج المرأة الفقيرة, أو برج المعوقين, وبدؤوا بتصنيف احتياجات كل برج من تأمين صحي, أو تدريب, أو بما يساعد على وضع مشاريع لمساعدتهم. وقد عرض منسق الورشة والمدرب فيها ملحم منصور, تعريفات عدة للفقر منها تخفيف قساوة الفقر على الفقراء, أو رفع الناس خارج الفقر, أي تقليصهم عديداً, أو منع الفقر بتمكين الناس لعدم الوقوع بالفقر, كما تحدث عن تفقير الرأسمال الاجتماعي, وذلك بانتشار البيروقراطية في المؤسسات, وفقدان القدرة عند الجيل الكبير على مواكبة التطورات, مقابل انعدام القدرة عند الجيل الفتي على التخطيط الاستراتيجي. كل ذلك تمهيداً لتقديم ماهية المشروع التنموي وشروطه وشروط فريق العمل به وكيفية تمويله, لأن اليوم الأخير كان لتصميم مشاريع لكل مجموعة, وقد كانت أفكار المشاريع موجودة من خلال التمرينات أو من خلال عمل الجمعيات فقد حدثنا المهندس باسم جرجورة من منتدى التنمية والثقافة والحوار من قرية الحفر في حمص, أنهم اقترحوا مشاريع تحتاجها المنطقة ويمكن أن تساهم في انعاشها منها تشجير مار موسى, تشييد نزل سياحي. هيئة تخطيط الدولة لعل من أهم أعمال الورشة مشاركة هيئة تخطيط الدولة, فهذه المرة الأولى التي تشارك في بناء قدرات جمعيات تعمل في مجال التنمية المجتمعية, فقد قدمت السيدة ميساء ميداني رئيسة قسم محاربة الفقر والمجتمع المدني في الهيئة عرضاً لخارطة الفقر في بلدنا المنطقة الشمالية في ريف حلب, والشمالية الشرقية أي الجزيرة ودرعا, وشرحت عن مكافحة الفقر في الخطة الخمسية العاشرة, والتي تعمل على تحقيق الأهداف الألفية للتنمية. أخيراً إن الورشة التي استمرت أربعة أيام في كنيسة القديس كريستوفر في صيدنايا والتي شارك فيها العديد من الجمعيات والتي لم أذكرها جميعاً, هي خطوة مهمة على طريق تمكين قدرات الشباب للمساهمة في تنمية أنفسهم أولاً ثم مجتمعاتهم الصغيرة, وقد عكست رغبتهم الشديدة في أن يكون لهم دور في تطوير محيطهم, وتطلعهم لحياة أفضل.
|