ولعل العنوان الأبرز الذي يطرح اليوم هو، «التعريب من أجل التمكين» بوصفه رافداً كبيراً للغة العربية، وحاضناً للعلم والأبحاث، فضلاً عن أنه قضية قومية تجمع أبناء الأمة وتوحد الفكر بينهم، وقد أثبتت التجربة السورية نجاعتها وتميزها على مدى قرن كامل في التعليم بالعربية للمراحل جميعها، وهو ما دعا الجمعيات الأهلية للدفاع عن اللغة العربية في اجتماعها الأخير إلى طلب تعميمها على الوطن العربي، وخاصة في ظل دعوات التغريب التي تتوسل بالعامل اللغوي مدعية أن العربية لا تنسجم مع الواقع الجديد، مايعني تحويل اللغة الأجنبية إلى تربوية، ثم إبداعية وبالتالي غزو قلعتها – هويتها الثقافية.
إذاً نحن أمام تحدٍ كبير يتطلب منا استثمار قدراتنا بالشكل الأمثل، وتجسير الهوة العلمية التقانية بيننا وبين العالم المتقدم، وفتح نوافذ جديدة للتعرف على آخر ما توصل إليه العلم ونقله إلى لغتنا، لنبني عليه ونتابع ما وصل إليه من سبقنا.
فاللغة سلاح حضاري أمام اللغات الأجنبية التي كانت وستظل على حد رأي د. عبد السلام المسدي «عدواً تاريخياً»، لكننا اليوم مدعوون لنتخذها حليفاً استراتيجياً بعيد المدى، فنقيم معها عقد شراكة بكل فوائضه المربحة «لتبقى رابطة تؤلف بيننا».