تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كلاكيت.. عرض مسرحي يعيد إنتاج الحياة..

ثقافة
الأثنين 21-3-2011م
آنا عزيز الخضر

بعد أن أنهى العمل المسرحي كلاكيت عروضه على صالة مسرح الحمراء بدمشق، انتقل إلى محافظة السويداء ليقدم بعضاً من عروضه، مؤكداً على ضرورة انتشار المسرح و أهمية تعميمة ليصل إلى أوسع الشرائح،

وخصوصاً أن القضايا التي طرحها إنسانية واجتماعية راهنة تمت مسرحتها بلغة أوصلتها بأسلوب ممتع حقق شروطاً عديدة للعرض من خلال محاور درامية اتسعت تفاصيلها لتستوعب عوالم بأكملها.‏

من هنا بدأت حكاية العرض حدث بسيط يختزل بين ثناياة قضايا حياتية كبرى فتلك المرأة الفقيرة تحتطب لإطعام ابنها وشرطي باسم القانون يحاول معاقبتها من أجل الحفاظ على البيئة ترى ماذا يعني هذا القانون..؟.‏

هناك تناقض صارخ يتعرى أكثر فأكثر وتتصاعد أدواته عبر سيرورة العرض ثم يتوزع بين ذرا المشاهد أما الصراع والحوار فكشفا الكثير من الظروف والشخصيات التي ارتبطت بالشخصيتن الرئيسيتين وكانت المرجعية لكل تلك الخيبات لذلك مر العرض في مساحات وقطاعات حياتية مختلفة ورغم تتالي المشاهد المسرحية بشكل منفصل،فقد تكاملت مع بعضها البعض من خلال مكاشفات شاكية حيناً ومتحدية حيناً آخر ومعلنة مأساتها في معظم الأحيان وقد اجتمعت عند نقطة اغتيال جوانية الإنسان أما الخوف حضر في كل المساحات عبر فزاعة في الديكور ليجسد القلق دون أن ننسى الضبابية التي أرخت بثقلها على الفضاء المسرحي وسيطرت على الأجواء الدرامية فذهبت بالأفكار المطروحة إلى أقصاها وبلورت أبعاد الأفعال والأحداث المسرحية والتي تشابكت من خلال حلول اخراجية وفنية ترجمت رؤية إخراجية خلقت المتعة الفنية وكثفت من معادلاتها الدرامية ودلالاتها الفنية مضافاً إلى بنية الشخصيات المتمكنة التي أدت غرضها الدرامي بآلية دقيقة حيث ترجمها الأداء المسرحي لممثلين نجوم في عالم المسرح جيانا عيد وعبد الرحمن أبو القاسم دون أن ننسى محمود خليلي وجمال العلي وغيرهم.‏

حول العرض وأسلوبة واختيار نصه وممثليه تحدث مخرجه الدكتور تامر العربيد فقال: لابد من أن يكون للعرض المسرحي رسالته التي يوصلها من هنا يجب اختيار النص ومضمونه ثم تحميله الجانب الفني الإبداعي ونص كلاكيت المسرحي مأخوذ عن زورق في الغابة النص العالمي المشهور وأجمل ما فيه أنه يبدو حكاية بسيطة تدور حول امرأة تحاول قطع الأشجار ليأتي ذاك الشرطي ويحاول اصطحابها إلى المخفر ويبدأ الصراع ليخلق مجموعة من الأسئلة لها علاقة بداخل الإنسان ومحافظته على عدم تجاوز الحدود ثم إمكانية إحساسه بها، فالمسرح يقدم بشكل فني وتعبيري الأسئلة حول إنسانية الإنسان.‏

وحول المساحة المتاحة أمامه للإحساس بها ثم يمارسها على أرض الواقع بكل صدق ورغم الاعتماد على نص أجني إلا أن مهتمي هي تقريب النص من واقعنا وهنا تكمن أهمية المسرح الذي يحاكي الجمهور بما يقدمه من أفكار على خشيته لذلك حرصت على وجود قضايا راهنه يتلمسها المتلقي ويجدها أمامه وجهاً لوجه.‏

أما عن إدراة ممثلين مسرحيين نجوم مثل عبد الرحمن أبو القاسم وجيانا عيد فقال الدكتور تامر العربيد: المسرح فن يؤمن بالطاقات وبالخبرات والصدق في الأداء وأهم معطى فيه هو حب الفنان لمهنته وبالتالي يمكنه العطاء بألق شديد وعرض كلاكيت عرض بني على شخصيتين صعبتين تحتاج عوالمهما إلى الدقة والحذر والحرفية لذلك تطلبت الخيارات الذهاب إلى فنانين قادرين على صنع الشخصية فهما يعرفان كيف يشتغلان على الشخصية وخصوصاً أن الدورين من أطول و أصعب الأدوار في العرض وهما مركبان وبسيطان فالبساطة حالة صعبة للإمساك بزمامها وهكذا أدوار تحتاج إلى ممثل عنده خبرة وحضور ويعرف ماذا يقول وماذا يوصل وكيف يوصل..؟ دون أن أنسى أن العرض جمع بين أكثر من جيل مسرحي.‏

وعن الأسلوب المسرحي تابع الدكتور العربيد قائلاً: الأسلوب الإخراجي تمكن من ترجمة النص لأن كل عرض وكل نص يحتاج إلى أسلوب معين وخصوصاً أنني أعمل كمخرج على الفرجة المسرحية ويجب أن أقدم مسرحية ممتعة على الصعيد اللوني والحركي والأدائي إضافة إلي تقديم وجبة فكرية ومن جهة ثانية لايوجد في العرض جموع ولا تكوينات فالحكاية واقعية يجب إعطاء عناصرها بعداً دلالياً، لذلك حضرت «الغابة» و«الفزاعة» واشتغلت على الغروتسك المبالغة في الأداد لإعطاء بعض الشخصيات أبعاداً أكثر عمقاً وكان هناك المحاولات لخلق المفارقات والصياغة لحالات بصرية وتكوينات لتعميق الأحاسيس الإنسانية تجاه هموم وحالات بالأسلوب الفني الخاص.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية