تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بقع مظلمة في الشمس... دليل دورانها حول نفسها

فلك
الأثنين 21-3-2011م
تتكون الشمس - النجم الذي يمدنا بالضوء والحرارة - من غاز ساخن جدا والطبقة الخارجية للشمس تدعى النير أو الفوتوسفير،ويبدو خشنا كأنه من ملايين الحبات من الأرز ،

لأن بعض أقسام الغاز اشد حرارة من الأقسام الأخرى حيث تظهر ساطعة براقة، وعلى سطح الشمس كلف سوداء تلفها مسطحات اخف منها قليلا وهي ثقوب في سطح الشمس يتدفق منها الغاز والحرارة والإشعاع من داخلها تسمى هذه البقع بكلف الشمس.‏

إن الكلفة الشمسية منطقة على سطح الشمس والكرة الضوئية تتميز بدرجة حرارة اقل من المناطق المحيطة بها ،وبنشاط مغناطيسي مكثف يمنع حمل الحرارة مكوناً مناطق ذات حرارة سطحية منخفضة، بالرغم من كونها مناطق شديدة السطوع، إلا أن الفرق بين درجة حرارتها التي تبلغ من 4000 إلى 4500 كلفن، وحرارة المناطق المحيطة بها تبلغ 7500كلفن تجعلها تظهر كبقع مظلمة،ولو نظرنا إلى هذه البقع بمعزل عن الكرة الضوئية المحيطة لبدت أكثر سطوعا من المصباح القوسي.‏

وفي الأعوام 1937 و 1947 و 1958 تمكن العلماء من ملاحظة وجود بقع من كلف الشمس بأعداد كبيرة جدا، ولهذه الكلف السوداء التي تقع على سطح الشمس أشكال متنوعة، وإذا واصلنا مراقبتها يوماً بعد الآخر لوجدنا أنها تتحرك على سطح الشمس، ولكن هذا يدل في حقيقته على دوران الشمس حول نفسها، وبمراقبة الكلف الشمسية تمكن العلماء من حساب سرعة دوران الشمس حول محورها، والوقت الذي تستغرقه لذلك ،وتبين أن دورة واحدة كاملة تستغرق حوالي خمسة وعشرين يوماً، بينما تكمل الأرض دورتها في 24ساعة حول نفسها.‏

قد تحتوي الشمس على مئات البقع الشمسية في فترات، وقد لا تحتوي على أي منها خلال فترات أخرى وذلك لأن للبقع الشمسية أيضا دورات تظهر من خلالها وتحدث خلال 11سنة،فعلى سبيل المثال خلال السنة الأولى لا تحتوي الشمس على أي بقع.‏

وبعد خمس سنوات ونصف تحتوي الشمس على أعلى عدد من البقع وبعد تلك الفترة لا تحتوي الشمس على أي بقعة.‏

ويعود اكتشاف الكلف الشمسية إلى السنة الرابعة والعشرين قبل الميلاد عندما كان احد علماء الفلك يسجل أي حركة غير عادية، وملحوظة تظهر في السماء ، فسجل وجود بقع داكنة من وقت لآخر على وجه الشمس، ولقد أكدت المراقبة بالتلسكوب لاحقا سنة 1611 أن هذه البقع موجودة حقاً رغم أن طبيعتها ظلت غامضة.‏

إن البقع الشمسية برهان مرئي على النشاط المتواصل للفوتوسفير أو السطح المرئي للشمس،ويتراوح قطر البقع بين 960كلم إذا كانت منفردة و 96 ألف كلم إذا كانت عبارة عن مجموعة بقع، وتم تسجيل اكبر مجموعة بقع شمسية عام 1947 وبلغت حوالي 130 ألف كلم.‏

إن البقعة الشمسية في الواقع مساحة من الغاز تكون ابرد من المساحة المحيطة بها من السطح المرئي للشمس ويظن أنها ناتجة عن حقول مغناطيسية قوية، تسد التدفق الخارجي للحرارة إلى سطح الشمس من داخلها وهذه البقع مكونة من موضع ظلمة مركزي التي هي منطقة من الظلال المظلمة كليا وحرارتها تصل إلى 400كلفن ما يقارب 3700درجة مئوية، ومكونة من منطقة شبه مظلمة تصل إلى 5500 درجة كلفن أي ما يقارب 5200 درجة مئوية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية