الأم أعظم ما في الوجود لأنها تصنع الأمة.. الأمومة أعظم هبة خص الله بها النساء.. ومن روائع خلق الله قلب الأم لأنه كنز حقيقي.. وأعظم كتاب نقرأه لأنها عطاء لا ينضب.. ونبع لا يجف.
كيف نرد لها جميل صنعها وكيف نعبر عن مشاعرنا لهذا الملاك الطاهر؟
يعجز القلم عن خط أي حرف صغير ذو معنى كبير بحق أمهاتنا.
يأتي عيد الأم هذا العام.. وأمي غير متواجدة فيه تركت أمي بعد رحيلها الحياة فلم تعد النجوم على الأرض إلا مصابيح عزاء بليل دامس الظلام إذا رحلت الأم أظلم المكان لم يعد للحياة معنى لم يعد بعدها قلب يضخ الحب والعفو رحلت عن هذه البسيطة لكنها لاتزال هنا رحل الجسد وبقي كل ماعداه.. الأم لا تغيب يغيب جسدها روحها تحلق في أرجاء المنزل بركة رضاها تجعل الحياة أخف وطأة طيفها الذي لا يرى لكن الإحساس بوجوده يظل أقوى من المنطق فالأم تظل حاضرة رغم غيابها وحضورها يغدو أكثر تجليا لكنه يأخذ بعداً روحيا ووجدانياً.. ويصبح الحزن مع الوقت شحنة كامنة في عماق الروح ومحرضة على الحياة على الحب على الخير على الفرح على الجمال وتصبح الأم وجوداً روحياً أقوى من الفراق والموت نفسه.
ولقد خلد الشعراء والأدباء والكتاب ذكرى أمهاتهم وقيل الكثير في ذلك.. وكل كان يصف أمه ويراها أجمل الأمهات .. لكن في الواقع كل أم هي أجمل الأمهات.. وكل منا يرى أمه الأجمل.. وكل أم هي مدرسة بحد ذاتها .. كما قال الشاعر.
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
كل عام وجميع الأمهات بألف خير.