أم مازن محمود إبراهيم أم مثل كل الأمهات ولكنها تفخر كونها أم شهيد قارع العدو فأبدع ومن أجل أن ينتصر الوطن والأمة قرر الشهادة واستشهد.
في قريتها الساحلية الجبلية شرق مدينة الشيخ بدر في محافظة طرطوس وتدعى (تنغري) استقبلت أم الشهيد مازن فلذة الكبد المعطرة بالفل وأشعة حمراء تلمع على أهداب ابنها الأوسط.. فلله كيف اختار واسطة العقد.
استقبلته بمزيج من مشاعر لا توصف، حزن على الغياب، فرح على الفتى الذي صار في سجل الخالدين، فخر بأم تضحي بأغلى ما لديها وعائلة تشارك في صنع الحياة.
(أزور ضريحه في كل يوم) تقول أم مازن وراحت تذكر في اشتياق ولوعة كيف جاء مازن مرة إلى البيت ورآها تبكي على فراق قريب من أهل القرية فقال لها: لم الحزن يا أماه كل من عليها فان وتوقعي أن يأتي يوم تعلقين صورتي على هذا الجدار وقد كتبت تحتها عبارة: الشهيد مازن محمود إبراهيم.
أجهشت الأم في البكاء على كلام الابن على الفراق وكم هو موحش ومرير وبعد أيام كان مازن يخبر خاله أنه أقسم على نفسه إذا ما دعاه واجب الفداء، الواجب الوطني المقدس أن يكون رجلاً.
وفعلاً صدق مازن بوعده وصار رجلاً من الرجال الخالدين الذين لهم أجرهم ونورهم عند ربهم وهم أحياء في الجنان يرزقون وعلقت أم مازن صورته على الجدار.
(أولادي الخمسة كلهم فداء للوطن إذا دعاهم) أكدت أم الشهيد مازن ذلك بكل ثقة وأضافت بصوت قوي وبتصميم بان على وجهها: (ولقائد الوطن).
ولم تنس أم الشهيد مازن أن تذكر لنا محبة الجيران لابنها وعلاقته الطيبة بهم وكيف شيع إلى مثواه الأخير في موكب مهيب وذكرت أنها تتصدق عن روحه الطاهرة عند كل ذكرى تمر.
وأضافت أم مازن بفرح: الدولة تحترم الشهداء وقد أعطتنا نقوداً كتكريم للشهيد وستسمي مشفى الشيخ بدر باسم ابني الشهيد مازن وأعطتنا صوراً عن قرارات صادرة عن وزارة الإدارة المحلية والإدارة السياسية ومحافظة طرطوس.
فمازن بطل يستحق التكريم قاتل حتى استشهد في معركة الذود عن الوطن، فتى يعرف جيداً معنى البطولة والغداء والشهادة.
وبعبارة وجيزة اختصرت أم مازن كل العبارات، فودعتنا قائلة: كون ابني شهيداً أرفع رأسي بذلك.
فهنيئاً لأم مازن بشهيدها وهنيئاً لكل أم ولكل امرأة تعطي وتقدم.