تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«لا تدعني أذهب» .. البحث عن البقاء

سينما
الأثنين 21-3-2011م
رنده القاسم

بصرخته المقهورة التي مزقت سكون الليل الموحش لم يعبر تومي عن ألمه و ألم أصدقائه فحسب، بل و أيضا عن ألم أي إنسان تكون حياته رهنا بأمر الآخرين.

أمضى تومي السنوات العشر الأخيرة وهو يرسم ويرسم لعل من بيدهم الحكم يسمحون له بمزيد من الوقت على هذا الكوكب. فربما تمنحهم رسوماته نظرة إلى أعماق روحه، ولكن هل كانوا أصلا يعرفون أنه يملك روحا ؟؟..‏

بداية حياة تومي (أندرو غارفيلد) كانت في مدرسة هيلشيم الداخلية المليئة بأطفال كثر منهم روث (كييرا نايتلي) و كاثي ( كاري موليغان). تمضي الحياة كئيبة برتابة ودقة ، و حول معصم كل طفل وضعت أسورة تحمل شيفرة تدل على هويته ، فأحد منهم لم يكن له اسم عائلة، هكذا عرفوا بأسمائهم الأولى ، فقد خلقوا ليكونوا مجرد أسماء عابرة ، لن يذكرها أحد سواهم، و لم يدركوا ذلك إلا من المعلمة لوسي التي ما استطاعت إخفاء حقيقة ألا مستقبل لهم، و أنهم وجدوا ليكونوا مجرد متبرعين بأعضائهم للمرضى من البشر العاديين ، فهم ثمرة استنساخات من أشخاص لايعرفونهم بل يعيش بعضهم على أمل اللقاء بهم ربما كرابط حقيقي بهذه الحياة الغريبة.‏

المستنسخون كانوا بشرا عاديين مثلنا تماما، و مثلنا كانوا بحاجة للحب، فهو الضوء الوحيد في حياتهم القصيرة. هو الحب الذي كان بين الطفل تومي الخجول المرتبك و بين كاثي المحبة الهادئة ، و مثلنا يعرفون الغيرة، وهي التي تملكت قلب روث صديقة كاثي و دفعتها للعمل على استمالة قلب تومي وإبعاده عن محبوبته. كان هذا عام 1978 ، أما المرحلة التالية من الفيلم فكانت عام 1985 حيث الثلاثة مراهقون انتقلوا للعيش في كوتيجز ، ربما منحوا حرية أكبر لكنهم لا يزالون تحت المراقبة و بانتظار الأمر ببدء رحلة التبرعات التي كانت غالبا ما تنهي حياتهم بعد التبرع الثالث. غير أن الأمل يولد في قلب تومي عندما يخبره أحدهم بأن الشاب و الشابة اللذين يستطيعان إثبات أن حبا حقيقيا يجمع بين قلبيهما ، سيمنحان فرصة تأجيل التبرع عدة سنوات،عندها آمن تومي بأن المعرض الذي كان يجمع رسوماتهم و إبداعاتهم في (هيلشيم) هدف للتعرف على أرواحهم ، و بما أنه لم يشارك به آنذاك قرر رسم لوحاته ، و لكن أين هو حبه الحقيقي الذي سيبعد عنه الموت بضعة سنوات ؟.‏

(لا تدعني أذهب- Never Let Me Go) من إخراج (مارك رومانيك) و العنوان للأغنية التي أهداها تومي الصغير لكاثي ، فهل ستسمح لهما الحياة بالبقاء؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية