وكان عدد من الوزراء قدموا استقالاتهم خلال الايام الماضية احتجاجا على الطريقة التي تم التعامل بها مع المعتصمين في ما يسمى ساحة التغيير بصنعاء.
هذا وقد جدد الرئيس صالح التزامه بضمان حق التعبير عن الرأي سلميا بعيدا عن العنف والفوضى وزعزعة الامن والاستقرار الذي يضر بمصالح الجميع.
وذكرت وكالة الانباء اليمنية سبأ أن الرئيس صالح أكد خلال لقائه أمس سفراء دول الاتحاد الاوروبي في اليمن أن الشعب اليمني يرفض التجزئة مشيرا الى جهود الحوار التي اطلقها لتجنيب البلاد الفتنة واعمال العنف.
كما اكد الرئيس صالح خلال لقائه أمس عدداً من مشايخ ومسؤولي مديريات انس وجهران وضوران والمنار وجبل الشرق انه سبق أن وجه الدعوة للحوار والتفاهم واعادة صياغة الدستور والى انتخابات رئاسية وبرلمانية الا أن أحزاب المعارضة رفضت هذه الدعوة.
وذكرت سبأ أن المشايخ ومسؤولي المديريات أعربوا عن تأييدهم لمبادرة الرئيس صالح وجهوده من أجل الحوار مؤكدين أنهم ينشدون الخير والسلام والامن والاستقرار وحفظ الحقوق وصيانة الممتلكات العامة والخاصة.
كما دعا أبناء مديريات انس في بيان لهم جميع الاطراف الى الجلوس على طاولة الحوار انطلاقا من مبادرة الرئيس صالح أمام المؤتمر الوطني العام كونها تمثل خطوة متقدمة لتحقيق المصالح العليا للوطن والشعب مؤكدين أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة المقبولة لحل المشكلات.
كما أصدر الرئيس صالح قراراً بتعيين السفير جمال عبدالله يحيى السلال مندوباً دائماً لليمين لدى الأمم المتحدة.
الى ذلك نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في وزارة الخارجية اليمنية أمس قوله: إن عبد الله الصايدي سفير اليمن لدى الامم المتحدة استقال احتجاجا على استخدام العنف ضد المتظاهرين موضحا أن الصايدي أرسل استقالته الى مكتب الرئيس ووزارة الخارجية.
كما ذكرت الوكالة ان هدى البان وزيرة حقوق الانسان باليمن اعلنت في بيان لها أمس استقالتها من منصبها الحكومي ومن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم احتجاجا على استخدام العنف ضد المتظاهرين.
وفي سياق متصل ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ان الاتحاد العام للغرفة التجارية والصناعية في اليمن دعا في بيان السلطات اليمنية الى الاستجابة للمطالب الشعبية وتنفيذها دون ابطاء مؤكدا ضرورة محاسبة المتسببين في مقتل عدد من المحتجين والعمل على تجنيب اليمن المزيد من المعاناة.
ورأى الاتحاد أن التغيير أصبح ضرورة لانتشال البلاد من الوضع المتردي وايجاد نظام عادل فيه كل ابناء اليمن سواسية خال من الفساد والظلم.
هذا وقد أدان مجلس الوزراء اليمني امس الاحداث التي جرت يوم الجمعة في حي جامعة صنعاء وأسفرت عن سقوط عدد من الضحايا والجرحي.
وذكرت وكالة الانباء اليمنية سبأ ان المجلس أعرب خلال اجتماع استثنائي عقده امس لمناقشة الاوضاع الراهنة في الساحةاليمنية ومستجداتها عن أسفه الشديد لسقوط الضحايا والمصابين جراء هذه الاحداث مشيرا الى الحرص الكبير الذي توليه الحكومة لحماية المعتصمين والحفاظ على السكينة العامة للمجتمع.
وأكد المجلس ضرورة أن تنجز لجنة التحقيق بشأن الاحداث عملها بسرعة لكشف الحقيقة المرتبطة بها وضبط المتهمين فيها واعلان النتائج لما من شأنه خدمة الحقيقة وقطع الطريق أمام من يسعون لاستغلال هذه الاحداث.
وجدد المجلس تأكيد أهمية احتكام الجميع الى الحوار البناء الذي يؤدي الى حماية الوطن من الفتنة.
من جانبه قال الدكتور غازي شائف الاغبري وزير العدل اليمني ان النيابة تواصل عملها منذ يوم أمس في التحقيق حول ملابسات الاحداث المؤلمة موضحا أنه سيتم اعلان نتائج التحقيق والكشف عن مرتكبيها وكل من ساهم فيها بصورة مباشرة أو غير مباشرة فور الانتهاء من أعمال التحقيق.
بدوره قال الدكتور عبدالكريم يحيي راصع وزير الصحة العامة والسكان اليمني ان وزارة الصحة تعمل بمهنية عالية في أداء واجبها الانساني والاخلاقي وتقدم الخدمات الطبية لجميع فئات الشعب دون أي اعتبار سياسي مبينا أن هناك توجيهات عليا لمعالجة جميع المرضي المصابين وتقديم العلاج لهم مجانا على نفقة الدولة.
ونقلت سبأ عن راصع قوله خلال مؤتمر صحفي عقده امس بصنعاء ان الوزارة جهزت غرفا للعمليات في المستشفيات الحكومية من أجل استقبال الحالات المصابة من المعتصمين وتم استقبال حالات في مستشفى الكويت والجمهوري فضلا عن قيامها بارسال معدات ومستلزمات طبية وعلاجات الى المستشفى الميداني في ساحة الاعتصام.
ونفى وزير الصحة ما تردد من انباء بأن المستشفيات الحكومية رفضت استقبال الحالات المصابة وكذلك ما تردد من اشاعات بأن من سيأتي الى المستشفيات الحكومة سيتم اعتقاله.
وأعرب راصع عن ادانة وزارة الصحة الشديدة للاحداث التي وقعت يوم الجمعة الماضي في حي الجامعة مطالبا السلطات القضائية بسرعة تقديم الجناة لمحاكمة علنية لينالوا جزائهم الرادع والعادل.
وبشأن عدد الضحايا والجرحى أوضح راصع أن اخر احصائية تسلمتها وزارة الصحة اليمنية من النائب العام مساء الامس أظهرت أن عدد الضحايا بلغ 44 شخصا منهم 41 شخصا في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا وثلاثة في مستشفى أزال.
الى ذلك شهدت العاصمة صنعاء امس تشييع ضحايا أحداث حي الجامعة بمشاركة حشود جماهيرية كبيرة حيث تم الصلاة عليهم ثم تشييعهم ومواراتهم الثرى وسط حداد وطني شامل.
من جهة أخرى أعلن مشايخ ومسؤولو محافظة المحويت شمال غرب العاصمة صنعاء تأييدهم لمبادرة الرئيس صالح التي أعلنها أمام الموتمر الوطني العام وطالبوا جميع الاحزاب السياسية والقوى الوطنية في البلاد وفي مقدمتهم أحزاب اللقاء المشترك الى التجاوب مع هذه المبادرة لكونها تمثل مخرجا للبلاد من أزمتها الراهنة وتضمن تطويرا شاملا للنظام السياسي والديمقراطي والاداري في اليمن.