تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المراقبون!!

نافذة على حدث
الأربعاء 18-4-2012
حسين صقر

مع بدء عمل المراقبين الذين بدأت طلائعهم بالوصول إلى سورية، بناء على قرار مجلس الأمن الدولي بهدف الاطلاع على ما آلت إليه الأوضاع نتيجة الأعمال التخريبية التي تسببت

بها العصابات الإرهابية المسلحة، أسئلة كثيرة تطرح لإنجاح عمل هؤلاء المراقبين، أولها هل ستلتزم تلك الجماعات وممولوها وداعموها بتهيئة الظروف المناسبة للبعثة لإكمال عملها وتقدم ما هو مطلوب منها وإيصال الصورة الحقيقية عن اعتداءات أولئك على المدنيين والممتلكات العامة والخاصة، والامتثال لصوت العقل الذي شجعت عليه دول المجلس الأممي بعد مشاورات ودراسات لم تتعارض بالطبع مع السيادة السورية واستقلالية القرار الوطني.‏

والسؤال الثاني هل ستلتزم البعثة المهنية والموضوعية في تقدير الأوضاع، ولاسيما بعد أن قدمت سورية ما عليها من تسهيلات، ووافقت على بدء العمل بما لا يتعارض مع أمنها وسلامة أراضيها، في وقت ستترك فيه الحكم لضمائر المراقبين لنقل مشاهداتهم بما يملي عليهم الواجب الذي جاؤوا من أجله، والمهمة التي كلفوا بإنجازها في مسعى منهم مع بقية الأطراف الدولية لإيجاد حل للأزمة السورية التي استنزفت البلاد نتيجة التدخل السافر لبعض الدول «العربية» والإقليمية، والهجمة العدوانية للنيل من سورية ومواقفها المشرفة، وأهم من هذا وذاك هل ستراجع» العربية» السعودية ودويلة قطر وتركيا الطامحة بالدخول للاتحاد الأوروبي المواقف السلبية التي اتخذوها من السوريين بحجة التباكي على حقوقهم ومطالبهم، ويتوقفون عن إرسال السلاح والإرهابيين إلى سورية، وإغلاق معسكرات التدريب التي افتتحوها للمرتزقة بهدف إبعاد موجة المد الأميركي عن محمياتهم وعروشهم وإماراتهم، متناسين أن دولة كالولايات المتحدة لو كان لها أم تُرضعها لن توفرها أول ما تلوح الفرصة لها للانقضاض عليها وقتلها وإزاحتها عن طريقها.‏

التجربة السورية مع هكذا بعثات لم يمض عليها الكثير، ولم تحصد سورية النتائج التي توختها لأسباب كثيرة أهمها الحقد الذي ملأ بعض الأطراف الإقليمية والعربية واستمرار رعاة الإرهاب على النهج الذي بدؤوه لإسقاط سورية، بعد أن أركعتهم وهزمتهم، وبعد أن باعت تلك الأطراف ضمائرها في سوق النخاسة الغربي، ولم تعر أدنى اهتمام لجرائم الإرهابيين، مصرة على أن القيادة السورية وراء توتير الأجواء، لذا سيكون لسورية هواجسها من تكرار المواقف، لكنها ورغم ذلك مستمرة بالتعاون ولن تدخر جهداً من أجل التوصل لحل يحمي البلاد من الشرور ويصل بها إلى بر الأمان، مادامت قادرة على قيادة الدفة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية