كم من الأعمال يظلمها رمضان
مشاكسات الأربعاء 18-4-2012 فؤاد مسعد عديدة هي الأعمال التي تُظلم عندما تُعرض في شهر رمضان خاصة إن كانت تحتاج إلى جو مُشاهدة مريح بعيداً عن الازدحام الذي تعاني منه المحطات في هذا الشهر الكريم ،
ربما هو اكتشاف ليس بجديد ، ولكنه تجلى أمامي لدى متابعة مسلسل (الغفران) المشبع بالرومانسية والحميمية والواقعية ، ومن المؤكد أن هناك أمثلة أخرى يمكن الاحتكام لها ، ولكنه يبقى المثل الأقرب .
بعيداً عن الضجيج في سباق محموم تُستخدم فيه الكثير من الأسلحة الخفية والمُعلنة ، ليس أولها محاولة المنتجين إرضاء المحطات من خلال خياراتهم لنوعية مسلسلاتهم أو انتقاء نجومها (البيّاعة) أو حتى كسر سعر الحلقة للمضاربة في سوق يحتاج إلى تنظيم وقوننة وهيكلة .. وليس آخرها محاولة طرح بعض الموضوعات التي تضمن عملية التسويق والجماهيرية من خلال ارتفاع (طارئ) في سقف الجرأة ، خاصة أن هذا الارتفاع قد يكون كاذباً ، ومعنى (كاذب) هنا أي أنه ليس شرطاً بالجرأة أن تخوض في مشكلات عصية في المجتمع يعاني منها السواد الأعظم ، وإنما قد يتم الاكتفاء فيها بطرق باب تابوهات واختراق خطوط حمر وتناول الجانب المظلم من المجتمع فقط بقصد التشويق ليس أكثر ، ومع إضافة رشة من التوابل يصبح العمل مناسباً لدخول المنافسة غير المتكافئة وغير العادلة لخضوعها لشرط العرض الرمضاني والحاجة للانصياع لرغبات أصحاب المحطات . وأمام هذا الازدحام هناك الكثير من المسلسلات التي تبقى جانباً لأنها أصلاً غير مهيأة لهذه النوعية من آلية المشاهدة التي قد تجنح هنا نحو المعاصر الجريء أو الكوميدي أو الشامي . ولكن فرصتها موجودة دائماً بسبب جودتها ، إن كان داخل شهر رمضان عبر مشاهدين قرروا عدم الارتهان للموضة والسائد ، أو خارجه عبر عرضها في وقت مناسب خلال أشهر السنة لتأخذ حقها الطبيعي في عرض سليم يحتكم لشروط عرض صحية .
fmassad@scs.net.org
|