تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حين تتعب أصواتهم..

فنون
الأربعاء 18-4-2012
كم من فنان وأديب وكاتب وملحن وممثل وروائي مر في شريط الذاكرة.. قبل أن تستوقفه محطات الحياة..

وكم سمعنا من الهنات والآهات التي تطلقها زفرات بعض ممن عرفناهم وعشقنا أصواتهم ورددناها في نشوة اللحظات العابرة...‏

كم حزنا لأناس وتأثرنا لجملة تراكمات تجعل من هذا الفنان وذاك أثير المرض والفراش... وحين يدب الوجع والألم فلا ترحم المادة تقاسيم تلك الوجوه التي رسمتها السنون على الوجنات..‏

وكي لا نندم في غفلة من الزمن .. وحين لا ينفع الندم، وكي لانأتي متأخرين حسب ظروف الزمان والمكان، هل يعاد النظر بالحالة الاجتماعية لشخصيات فردية واعتبارية، والتي قدمت نتاجاً فكرياً وفنياً وثقافياً وكان لها دور في رفد الأغنية الوطنية بالصوت واللحن والكلمة.. وفي مصلحة الحسابات القومية لايهم أن يكون هذا الشخص أو الفنان من داخل سورية أم من خارجها، وهنا يسجل لسورية قيادة وشعبا كل التقدير والاحترام لجملة المواقف النبيلة والسامية حيث رعت وساعدت واحتضنت العديد من الفنانين العرب وقدمت لهم كل ما هو مطلوب لنجاح مسيرة حياتهم... وما أكثر الذين مروا من هذه الأرض وانطلقوا من استوديوهات دمشق.‏

ومناسبة ما تقدم من كلام هو ما سمعناه مؤخراً عن مرض الفنان العربي سمير يزبك صاحب تلك الأغنية الشهيرة «يابلادي.. يابلادي خدي شادي بكر أولادي.. علمتو حماة الديار مشيتو ع درب أجدادي.. دادي دادي يابلادي خدي شادي بكر ولادي».‏

أيضاً هو ذاك الذي تألق في أغنية «يامهندس عمر لي دار» في حين على الصعيد الاجتماعي فقد حاكى بصوته العذب والعديد من الأوتار على مفهوم القصص الاجتماعية والعاطفية التي تمتزج فيها علاقات البشر بين الحي والقرية والمدينة فهل مازال البعض يتذكر حني حني.. ياحنونة .. عيونك والله دوبوني، وياأعند حلوة بالحي، وهزي بمحرمتك هزي وبعز الدبكة اعتزي، ودخلك ياحلوة بردان غطيني بشالك، قدي ما حبك إنسان وضحى كرمالك، وأيضاً دقي دقي ياربابة غني ع فراق الحبابا، الزينة لبست خلخالا وصارت تتباهى بحالها، ويلي من حبهم ويلي ياأهل الله... هي عينة من مجموعات أغان جميلة سرعان ما تستحضر مفرداتها ونتذكر ألحانها .‏

مما لاشك فيه ان أن الفنان رصيده هو الشعب ومدى تذوقه لهذا الصوت أو ذاك خاصة وأننا نتابع اليوم بشغف أخبار الفنان العربي الأصيل جورج وسوف والذي نحفظ له في قلوبنا كل الحب والدعاء بالشفاء العاجل وقبلها رصدنا كيف احتضنت سورية وعلى أعلى المستويات الفنان الكبير وديع الصافي وجنبته آهات العمر من المرض والتعب.. فهذه سورية التي ما تبرأت يوماً من أبنائها العرب سواء أكانوا داخل الوطن أو خارجه في المساحة الكبيرة .‏

وسلامات لكل فنان سوري وعربي صادق وأمين ارتجف قلبه ولو للحظات على سرير المرض.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية