تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


.. حـــــكاية بطـــــولة

مجتمــــع
الأربعاء 18-4-2012
منال السمّاك

عندما نقف على أطلال بطولاتهم لا يسعنا إلا أن ننحني احتراماً و تقديراً لأمجادهم لنستخلص الدروس و العبر في التضحية و الفداء ، لأبطال أصبحوا منارة و نبراساً لأبناء وطنهم ، مهدوا الطريق للتحرر من الاستعمار ، و سطروا صفحات بيضاء في تاريخنا ،

فحري بنا أن نستحضر ذكراهم مع كل إطلالة لعيد الجلاء الذي صنعوه بسواعدهم ، و رووه بدمائهم الطاهرة فأزهرت حرية و كرامة نستنشق عبقها على مر الأيام ..‏

و من أحد رموز الثورة السورية الكبرى و أبطالها ، محمد باشا عز الدين ، قاد عشرات المعارك و خاض غمار النضال السياسي ، هو من أهالي بلدة لاهثة ولد فيها عام 1889 و توفي في السويداء عام 1958 ، تخرج من الكلية الحربية في الأستانة عام 1905 ، ثم رفع إلى رتبة مقدم أركان حرب و عُهد إليه بقيادة كتائب من الجيش مثل سورية في مجلس « المبعوثان »“ في اسطنبول ، و شغل عدة مناصب إدارية و شارك في معركة ميسلون ، و معارك كثيرة إبان الاحتلال الفرنسي ، و أبلى فيها بلاء حسناً ، و قاد الكثير من الحركات الوطنية و الثورية ، و انضم في مطلع شبابه إلى حزب الاستقلال العربي الذي كان من أعضائه البارزين شكري القوتلي و الأمير عادل أرسلان .‏

سيرة مجاهد‏

بدأ حياته العملية مرافقاً فخرياً برتبة رئيس للسلطان محمد الخامس ، نقل بعدها إلى دائرة أركان الحرب ثم رقي إلى رتبة و عهدت إليه قيادة كتيبة « دوما » الاحتياطية عام 1911 ، و لما رأى ما قام به الأتراك من أعمال عدوانية ضد العرب و مطامعهم في كل أنحاء سورية و شنقهم لبعض الوجهاء « ذوقان الأطرش ، يحيى عامر ، فريد عامر ، محمد قلعاني ، حمد المغوش ، أبو هلال هزاع عز الدين » في شهر آذار عام 1911 في ساحة المرجة بدمشق ، نشأ بينه و بين وزير الدفاع التركي خلاف كبير استقال بعده من وظيفته العسكرية عام 1912 رافضاً بشدة هذه المواقف العدائية ، و انتسب إلى السلك الإداري في أواخر عام 1912 ، ثم عين مدير ناحية و تقلب في عدة أقضية و عين عام 1917 قاضياً عسكرياً ، و كان مثال القاضي الصالح و الحاكم العادل ، ثم رُفع إلى القائمقامية إضافة إلى قيادة المنطقة الحربية في الزبداني ، و اشترك في معركة ميسلون الشهيرة بقيادة وزير الدفاع البطل يوسف العظمة ، و ألقى في بغداد في حفل تأبين الملك الغازي كلمة الجبل و كان حينها نائباً عن الجبل .‏

قاد عدة معارك‏

و في عام 1923 عين نائباً عاماً و مديراً للعدلية في الجبل و بدأ يقوم باتصالات سرية مع رجالات سورية المخلصين حتى بدء الثورة السورية الكبرى عام 1925 ، حيث عهد إليه قائد الثورة بقيادة المنطقة الشمالية و الوسطى و الغوطة ، فقاد معاركها و منها معركة اللجاة التي جرح فيها بطلقة مدفع جرحاً بليغاً في كتفه ، معركة « لاهثة » في الأرض المقابلة لضريحه الحالي ، حيث استطاع برفقة مجاهدي القرية و غيرهم ممن كان لهم شرف المشاركة بها إيقاف العدو لمدة 45 يوماً لم يستطع دخول القرية إلى أن نفذت الذخيرة من المجاهدين بالكامل ، كما خاض معارك مجادل – صميد – تل الخالدية – المسمية – خلخلة في الجبل – ذكير – المسيفرة – عام 1925 ، و التي فقد فيها فرسه أثناءها ، معركة يلدا أو قبر الست ، معركة الزاوية الحمرا قرب داريا ، معركة مأذنة الشحم – معركة الميدان و البواب ، معارك عربين و حرستا و جسر تورا و شبعا و جوبر ، و معارك النصف الثاني من عام 1926 و أهمها برزة – دوما - مالا – عقربا – داريا .‏

و قد نزح مع القائد العام للثورة السورية سلطان باشا الأطرش و عدد من المجاهدين إلى الأردن ثم إلى السعودية ، و حكم عليه غيابياً بالإعدام ، و قد أمضى في الصحراء 12 عاماً ، ثم راح يتصل بعدد من الزعماء السوريين إلى أن صدر العفو عنهم ، و عاد مع عدد من المجاهدين إلى أرض الوطن ، حيث ترأس حركات تحررية و شعبية خلدها التاريخ ، و ظل يدافع عن الكرامة الوطنية و يعمل لأجلها حتى وفاته عام 1958 .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية