أي يوم أعظم من يوم الجلاء.. جلاء المحتل عن أرض الوطن وانطلاق الشعب في طريق البناء.
قد يعزو البعض جلاء الجيوش الفرنسية عن القطر العربي السوري إلى التناقض القائم بين الدول المستعمرة في العالم، وخاصة بين فرنسا وانكلترا غير أن الحقيقة التي لا تقبل الجدل والواقع يثبت أيضاً أن جلاء آخر جندي انكلو - فرنسي عن القطر العربي السوري لم يكن إلا بعد قناعة تامة أن هذا الوطن بشعبه المناضل وبجيشه الأبي وبفئاته الثورية الواعية التي لم تصمت ولم تلق السلاح طوال ربع قرن من الزمن أن هذا القطر لا يمكن إلا أن يكون حراً مستقلاً وأنه لن يكون إلا لشعبه الأبي المكافح.
هذا الشعب الذي لم يهزم في أي معركة.. هذا الشعب المسلح بالإيمان والعزم والتصميم بقيادة جيش قوي بعروبته قوي بإرادته.. قوي بقادته الذين سجلوا أروع الانتصارات بفضل سهرهم واهتمامهم بتطويره وإعداده كي يؤدي رسالة الشهداء الأبرار في كل شبر من أرضنا العربية المقدسة.
ما خفنا.. ولا حنينا الرؤوس للمعتدين.
وفي هذه الأيام التي تشتد فيها الهجمة الإعلامية والإرهابية على بلدنا الغالي يقف شعبنا بقيادة جيشه أشد تصميماً على مواجهة كل من عكر صفو وهدوء واستقرار وأمن وطمأنينة بلادنا وأكثر إيماناً بقدره، الشهادة ثمناً للحرية والكرامة والعزة، موصلاً سيرة أبطالنا العرب التي سجلها تاريخنا العربي المجيد بأحرف من نور.