تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ننتظر..الجلاءالأكبر

مجتمــــع
الأربعاء 18-4-2012
غصون سليمان

فعل الإرادة الوطنية يصنع المستحيل... والمستحيل هو معجزة الشعب العربي السوري الذي قدم لساحات البطولة كل فنون الدفاع عن شرف وكرامة هذه الأمة ماضياً وحاضراً، وإنها مستمرة بالتأكيد

فهذه الأرض التي قدمت الآلاف المؤلفة من خيرة أبنائها وشبابها ورجالها وأطفالها ونسائها قرابين على مذبح حرية هذا الوطن الغالي لابد أنها منتصرة اليوم كما انتصرت بالأمس بفعل الكفاح والنضال والثورة الحقيقية من أجل صون تلك الأرض الخصبة المقدسة والتي يعيش على أديمها شعب كريم له في سفر الحضارة الفضل الكبير والشيء الكثير وفي ذاكرة التاريخ آلاف القصص وفي خرائط الجغرافية لاتأبه للحدود المصطنعة ..‏

في حضرة الجلاء أيام نستذكرها ومرحلة قرأنا فصولها شواهد على الأرض لمستعمر باغ طاغ طامع حاقد أتى بجحافل قواته من وراء البحار ليستعمر أرضنا ويستثمر عقولنا بمايخدم مصالحه وغاياته وأهدافه من دم وخبرة وعرق أبناء هذا الشعب ، فذاك الغرب الذي تآمر على هذا الشرق بثنائية الضلال سايكس وبيكو اللذين رسما الخطوط العرجاء وقعطوا أوصال الأمة العربية بمايتناسب مع روزنامة مصالحهم وأطماعهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، غير آبهين بحرمات الشعب العربي السوري، فكانت سطوة المؤامرة في غفلة الزمن تسحب ذيول الحلم الفرنسي قبل ستة وستين عاماً للاقتراب من سور الحلم السوري وعلى مبدأ فرق تسد فعل الفرنسيون مافعلوه بقضهم وقضيضهم من سلب وقتل ونهب واغتصاب للأرض والوطن والكرامات والحرمات.‏

لأنه الوطن‏

ولكن صفحات تلك الأيام التي تحدثت عنها الهضاب والسهول والأودية دونت بفعل القراءة والجغرافية كيف انتفض الشعب العربي السوري الأعزل إلامن إيمانه وحبه لوطنه ليدافع عن كل شبر وذرة تراب حيث بدأت التعبئة العامة في كل الأحياء والقرى والمدن، وتنادى الشباب والرجال وكل من يستوعب خطورة وجود مستعمر على أرض الوطن كل يضع تصوره لكيفية الذود عن سورية بعدما أبصروا منذ اللحظات والأيام الأولى لقدوم جحافل الاستعمار الفرنسي المعتمد على الخونة والمرتزقة من كل الأصقاع من أفارقة ومغاربة ومخلفات السجون والحروب التي سبقت غزو هذه الأمة.‏

فما أشبه الأمس باليوم إذ سرعان ماحضرت أدوات الإجرام التي حضرتها وعملت على تفعيلها دول مصنع الخراب والتدمير الأوروبي التي تتسارع فيمابينها وبما يسمى الدول الصناعية الكبرى إلى سباق محموم لنشر الفوضى بكل أشكالها وألوانها وتفاصيلها ليعاد تفتيت عضد هذه الأمة.‏

حيث فرنسا وأخواتها بنظامها السياسي والاستخباراتي تتشدق وتتبجح وتعلن بشكل سافر أنها تحن إلى تلك الأيام الغابرة أي أن تطأ قدمها مرة أخرى أرض سورية إذ مازال بعرف الاستعمار فرنسا وبريطانيا وغيرها أنها مازالت تنظر إلى بلداننا على أنها جزء لايتجزأ من ممتلكات ذلك المستعمر ويحق لها التدخل متى تشأ .. لكن شتان مابين الثرى والثريا وبين الفعل وردة الفعل مابين الحرية والعبودية ،مابين النضال والهزيمة مابين السلام والاستسلام ، مابين الرجولة والخنوع ، مابين الصبر والتحدي في مقارعة الخطوب فكما كانت سورية على الدوام هي المؤشر الحقيقي لبوصلة التحرك والقيامة على مستوى المنطقة والعالم فهي اليوم أكثر دقة ومقاومة وتحدياً وقدرة على فضح أساليب الطامعين من صهاينة وأميركيين وغربيين ومرتزقة ومستعربين فهي اليوم بلاشك تخوض معركة الاستقلال الأكثر خطورة بعد 66 عاماً لأن أدوات وأسلحة المستعمر القديم الجديد سخر لها كل مايخطر ومالم يخطر على البال في البر والبحر والفضاء، في السر والعلن - عصابات إجرام وقتلة مرتزقون ، أصحاب سوابق تجار سلاح مخدرات ، نزلاء سجون ملطخة أيديهم بدماء الأبرياء على مستوى الكرة الأرضية قاطبة وليس على مستوى منطقتنا فقط هذا المشهد يدعمه اليوم سايكس وبيكو بنسخته المحدثة وخرائطه المتجددة بنسخ طبق الأصل عن هذا الثنائي وإن اختلفت أسماؤهم اليوم بين شيراك وساركوزي وأوباما ،وكاميرون وآل سعود وآل حمد وآل رجب أردوغان وغيرهم، بغية استباحة الدم العربي السوري ، الشرف العربي السوري، الكبرياء العربي السوري،العنفوان الإباء والسمو الذي يعانق جبين هذا السوري من الطفل الصغير وحتى الشيخ الكبير، فكانت الحقيقة الساطعة التي لاتحتاج إلى نواظير رؤية دقيقة لا ليلية ولانهارية، إن هذا الشعب الذي يعيش على كامل الجغرا فية الوطنية ومتمسك حتى العظم بكل حبة تراب يسقيها بعرقه ودموعه ودمه ومستعد كل الاستعداد والتأهب للذود عن الكرامة والحياض كما فعل رجال الثورة بكل قاماتهم العظيمة وتضحياتهم الكبيرة إلى أن تمكنوا من هزيمة آخر جندي فرنسي عن أرض الوطن ونلنا الاستقلال الأغر في تاريخنا، واليوم تتوج سورية بعزيمة رجالها وجنودها البواسل ووعي شعبها وشبابها فرح انتصارها على رؤوس الأشهاد. طالما الحرب الكونية استهدفت أعز البلدان وأغناها والمفارقة هنا كبيرة جداً من ناحية أن مصانع تلك الدول التي تدعي الحضارة تنتج كل أنواع السموم لقتل الأزاهير والنباتات وسهول الأقحوان والأرجوان ، نجد الأرض السورية تقدم مواسم الخصب والجمال وشقائق النعمان وتنصب أعمدة الشرف والنور في كل شبر من هذه الأرض لتحكي للأجيال قصة وطن جاهد وناضل وكافح ليبقى عزيزاً.‏

فما أشبه اليوم بالأمس..‏

وإن عدّتم فنحن هنا..؟!‏

وكل استقلال وسورية بألف خير.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية