تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إضاءات السابع عشر من نيسان!

مجتمــــع
الأربعاء 18-4-2012
غانم محمد

هو اليوم الأغرّ في تاريخ سورية الحديث كتبه آباؤنا وأجدادنا بالدمّ فكسب طهره ومكانته من طهر تلك الدماء التي غسلت دنس المستعمر الفرنسي ودكّت آلة قتله وأعلنت ولادة سورية حرّة مستقلّة سيدة نفسها..

هو اليوم الأنصع والأجمل لأن السوريين كلّهم من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ومن البحر غرباً إلى أقصى الشرق ساروا بعزيمة رجل واحد وبإرادة قلب واحد ليضعوا حدّاً لتلك السنوات العجاف التي عاث فيها الفرنسيون قتلاً لروح الوطنية ولكن العزّة السورية أبت أن يبقى القيد حاكمها وأن يبقى الهوان أفقها فـ ( هلهل ) موّال الحرية لتجاوبه (زغرودة) أم لم تكتفِ بإنجاب الأبطال بل وحملت السلاح إلى جانب الرجل فالمعركة معركة كرامة ووجود فكان النصر عادةً سورية نعرف حكاياها ونعرف تفاصيلها ونجددها مع توالي الأيام..‏

فرنسا التي تجرّعت مرارة الهزيمة في منتصف القرن الماضي وسحبت ذيول خيبتها عن الأرض السورية في السابع عشر من نيسان عام 1946 لم تنسَ تلك المرارة ولذلك تراها تحاول استغلال أي ظرف للانتقام من سورية واستعادة حلمها الاستعماري القديم فمن جاك شيراك ومحاولاته العودة بسموم عدوانه في العقد الأخير من القرن الماضي إلى ساركوزي (المنطوط) على ارتجاج المنطقة لم يتغيّر شيء ولم يتبدّل شيء فالمستعمر هو ذاته والصخرة التي تتكسّر عليها آمالهم وأحلامهم الشيطانية هي نفسها سورية المحكومة بقدر الدفاع عن كرامة العرب وعزّتهم وإبائهم..‏

« دم الثوار تعرفه فرنسا» من سلطان باشا الأطرش ذلك القائد العربي الكبير الذي قاد الثورة السورية الكبرى إلى حسن الخراط ومعاركه البطولية إلى إبراهيم هنانو إلى الشيخ صالح العلي وغيرهم الآلاف من أبطال الاستقلال، تُرى ألا تراهم فرنسا الآن وهم يتصدّون لها ولجوقة الشيطان الأميركي الذي يظنّ نفسه قادراً على التحكّم بمسار الشمس!‏

الدم الذي بذله أبطال الجلاء هو نفسه ينبتُ الآن في تصديه لمحاولات العبث بأمن سورية، والأم التي أرضعت أبطال الجلاء هي نفسها ترضع المدافعين عن استقرار سورية وعن وحدة ترابها وأبنائها، وليت قوى الشرّ تلتفت إلى التاريخ فتتعلّم من دروسه وعبره فيوفرون على أنفسهم عناء المحاولة التي لن تلقى إلا الفشل بكلّ تأكيد لكن يبدو أنهم وضعوا على أعينهم عصابة سوداء فما عادوا يرون أي شيء، لا يرون فشلهم ولا يرون بطولات أبناء سورية..‏

وحده الزمن يعرف من أين مرّ، وأين أدّى صلواته وبماذا طهّر جسده..‏

وحدها الشمس تعرف من أين تشرق ولمن تخصّص أنقى خصلاتها وأين تغسل قدميها..‏

وحده الشعب السوري يعرف كيف يصنع ذاته بذاته، وكيف يجدّد عنفوانه كلّما تكالبت الأنواء عليه، ويعرف كيف ينفض عن جناحيه غبار التعب ويمضي في بناء بلده مؤمناً بالله ومؤتماً بالدمّ الطاهر الذي يغلو دائماً إلا عندما يُبذل دفاعاً عن بلده..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية