مشيرة إلى وجود الكثير من الأكاذيب الإعلامية حول الوضع في سورية تبثها فضائيات تعمل لمصلحة الولايات المتحدة الأميركية وحلفها العسكري الناتو بتمويل قطري سعودي، ونبهت هذه الاوساط من خطورة التحديات التي ستواجه مهمة المراقبين الدوليين من قبل المجموعات المسلحة بهدف افشالها كما حدث مع مهمة المراقبين العرب في محاولة يائسة لتكرار السيناريو الليبي واستجلاب التدخل العسكري الخارجي كما تريد وتعمل لاجله اقطاب المؤامرة على سورية.
موسين: قطر باتت مركزاً للارهاب العالمي
فقد أكد مارات موسين نائب رئيس لجنة التضامن الروسية مع شعبي سورية وليبيا وجود الكثير من الاكاذيب الاعلامية حول الوضع في سورية تبثها قنوات فضائية تعمل لمصلحة الولايات المتحدة الامريكية وحلفها العسكري الناتو بتمويل قطري سعودي.
ولفت موسين في حديث لقناة روسيا اليوم الى ان قناة الجزيرة القطرية تعمل على فبركة الكثير من الاحداث في سورية حيث تضع كاميراتها في اماكن مطلوب افتعال احداث فيها قبل وقوعها وتبث احداثا لم تقع بعد في قصص متكررة لا يمكن ان تكون مصادفة حيث تحاول قطر السير بالوضع السوري على النمط الليبي.
وقال: لقد باتت دولة قطر مركزا للارهاب العالمي وهي تمول هذه الحرب وتسلح الشباب العاطلين عن العمل في سورية بالقذائف والهاون والالغام والقنابل اليدوية الامريكية الصنع والرشاشات والقناصات ما يجعل بعض السوريين في الاماكن التي تشهد توترا يعيشون أجواء حرب ارهابية غير معلنة تظهر معالمها من خلال الشارع والسلاح وليس من خلال عدم الرضا السياسي أو عدم القبول بالاصلاحات.
ولفت موسين الى ان المعارضة السورية المسلحة هي مجموعات ارهابية محترفة مدعومة من قوى اقليمية ودولية وتعمل على النهب والسلب وهي غير مهتمة على الاطلاق بخطة المبعوث الدولي الى سورية كوفي انان وتنفذ اجندات خارجية ومصالح دول كبرى في المنطقة.
محللون روس: مهمة المراقبين
الدوليين تقطع الطريق أمام تدخل الغرب
واعتبر محللون سياسيون روس أن مهمة بعثة المراقبين الدوليين للاوضاع في سورية تقطع الطريق امام تدخل الغرب وبعض الدول العربية في الشؤون الداخلية السورية لتحقيق اهداف مغرضة. وقال رجب صفاروف المستشار السياسي في مجلس الدوما الروسي في حديث لمراسل سانا في موسكو أمس ان مجلس الامن الدولي اتخذ قرارا هاما بارسال مراقبين دوليين الى سورية لان هذا الامر يحول الى حد ما دون تدخل الغرب ودول حلف الناتو في شؤون سورية الداخلية لتحقيق اهداف مغرضة يتوخونها مع بعض البلدان العربية.
واوضح صفاروف ان اهمية هذا القرار تأتي ايضا من انه يدخل في قوام المراقبين ممثلون عن البلدان التي ترفض رفضا باتا استخدام القوة ضد سورية مشددا علىتمسك روسيا بموقفها في هذا الصدد.
وانتقد صفاروف اجتماع اسطنبول لمن يسمون انفسهم اصدقاء سورية وقال ان المشاركين في الاجتماع حاولوا ان يحلوا محل مجلس الامن ويغتصبوا وظائفه عن طريق تشكيل آلية غير شرعية لحل الاوضاع في سورية.
من جهته اكد البروفسور فلاديمير يفسييف مدير مركز الدراسات الاجتماعية والسياسية في اكاديمية العلوم الروسية ان الوضع في سورية يختلف مبدئيا عما كان عليه في كانون الاول من العام الماضي عندما جاء المراقبون من جامعة الدول العربية حيث تعرضوا الى ضغط هائل من قطر والسعودية وغيرها من بلدان الخليج.
وقال يفسييف على الرغم من انه لم تكن هناك ثقة منذ البداية بموضوعية آلية رقابة تشرف عليها جامعة الدول العربية إلا ان تقرير المراقبين العرب جاء موضوعيا بما فيه الكفاية ولذلك تم سحبهم من سورية اما الآن فان الجهة التي ترسل المراقبين ليست الجامعة العربية وليس حلف الناتو بل انهم يأتون باسم مجلس الامن الدولي وكذلك فان مهمة انان اقرها هذا المجلس وليس الاتحاد الاوروبي او الجامعة العربية او اي بنية أخرى.
واوضح يفسييف ان هناك بلدانا معينة لها علاقات مع المجموعات الارهابية المسلحة التي ترتكب جرائمها في الاراضي السورية وترسل اليها الاموال والاسلحة والمعدات لتأجيج الاوضاع في سورية.
من جانبه قال الكاتب والصحفي الروسي فيتشسلاف افاناسيف ان الزمن سيكشف كيف ستعمل بعثة المراقبين الدوليين في سورية ولكن من المعروف ان خطة انان تتمحور حول ايجاد حل سلمي للازمة في سورية عن طريق اجراء حوار بين السلطات الرسمية والمعارضة.
واشار الكاتب والصحفي الروسي الى ان الحكومة السورية ابدت استعدادها للجلوس الى طاولة الحوار وعلىالمعارضة ابداء مثل هذا الاستعداد ايضا اذا كانت تريد المحافظة علىسورية وصيانة سيادتها واستقلالها وقوتها ووضع حد لمعاناة الابرياء بمن فيهم النساء والاطفال والشيوخ.
مدير معهد غوتة بدمشق: حل الأزمة
بالحوار وليس بإرسال السلاح
من جهته اعتبر مدير معهد غوته في دمشق اولريش نوفاك انه يوجد نوع من الحكم المسبق الخاطئ ازاء الحكومة السورية حول معالجة الازمة في سورية.
وقال نوفاك في لقاء مع القناة الالمانية الاولى من خلال سفري المتكرر الى دمشق ارى صورة أخرى من الصعب ايصالها وأرى المشكلة على ارض الواقع وأتكلم مع الناس حول المشكلة مضيفا ان الحكومة السورية تحاول ايجاد حل لهذه المشكلة كما انه يوجد نوع من الحكم الخاطئ ازاء الحكومة السورية.
وتابع نوفاك عندما ننظر الى ما تفعله الحكومة السورية لنشر الامن في البلاد وايقاف العنف واستخدام الاسلحة نرى ان جميع الجهات الخارجية كما حدث قبل يومين في تركيا تنتقد هذه الجهود بشكل دائم وتقول انها قليلة او متأخرة او غير كافية موضحا بمعنى آخر بانها لا تعترف بها.
وحول رؤيته لسير الامور في سورية مستقبلا قال نوفاك: منذ ايام قرأت في الموقع الالكتروني لمجلة دير شبيغل ان بعض الدول العربية رصدت مبلغ مئة مليون دولار للمعارضة في سورية وبهذا المال سوف يتم تمويل شراء اسلحة ومقاتلين وتحفيز المعارضة موضحا ان هذا ليس هو الطريق الصحيح.
واكد نوفاك ان الطريق الصحيح لانهاء العنف وحل المشكلة في سورية هو بالحوار بين الاطراف ومنع ارسال اسلحة واموال ومقاتلين الى سورية اضافة الى تهيئة اطار وجاهزية للحوار من كلا الطرفين.
واكد نوفاك ان الاغلبية في سورية ترغب في حل الازمة بوجود الحكومة وتريد الرئيس بشار الأسد.
أوساط حزبية وصحفية تركية: حكومة
أردوغان منخرطة في المؤامرة على سورية
من جانبه رأى الكاتب التركي محمد علي كوللر ان حكومة اردوغان استطاعت التحايل على الرأي العام وخاصة في الاوساط الاسلامية لحشد الدعم لسياستها المتماهية مع السياسة الامريكية من خلال الترويج لخطط الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط على انها تنسجم مع نهج المشروع العثماني الجديد الذي يتبناه حزب العدالة والتنمية ما دفع تلك الاوساط لعدم الاعتراض على سياسة الحزب المتماهية مع سياسة واشنطن.
واشار الكاتب في مقال نشره على موقع اولوصال باكيش الى ان احمد داود اوغلو وزير الخارجية التركي متحمس جدا للتدخل في سورية انطلاقا من افكاره السياسية القائمة على العثمانية الجديدة.
واعتبر الكاتب ان اوغلو ينظر الى الاتفاقيات بين تركيا والاردن وسورية ولبنان على انها بوابة لاعادة النفوذ التركي في المنطقة الى سابق عهده زمن الاحتلال العثماني الامر الذي كشفه اوغلو نفسه في حديث اجراه معه الصحفي الامريكي جاكسون ديل في واشنطن ونشرته صحيفة واشنطن بوست الامريكية في 7 كانون الاول 2001 بقوله.
ولم يجد الكاتب التركي صعوبة في اثبات التماهي الكامل بين سياسات حزب العدالة والتنمية وسياسات واشنطن مستندا في ذلك لتصريحات سابقة لداود اوغلو قال فيها ان آراء تركيا والولايات المتحدة متطابقة حول الشرق الاوسط والقوقاز والبلقان وامن الطاقة لذلك علاقات البلدين ستكون على اعلى المستويات في الفترة القادمة.
ويشير الكاتب الى ان الولايات المتحدة اعتمدت على حكومة اردوغان ذات التوجهات الاسلامية لاختراق المجتمعات والدول والاحزاب المناهضة لواشنطن مستندا في ذلك لما قاله ستيفن كينزر مدير مكتب صحيفة النيويورك تايمز الامريكية في الشرق الاوسط في مقال نشرته الغارديان عام 2010 بان الدبلوماسيين الاتراك يستطيعون الدخول الى دول لم تستطع الولايات المتحدة الامريكية دخولها ولقاء مجموعات لم تستطع الولايات المتحدة الامركية لقاءها والاتفاق معها.
من جهته اكد النائب عن حزب الشعب الجمهوري التركي مصطفى بالباي في مقال نشره في صحيفة جمهوريات ان سياسة حكومة اردوغان العدائية تجاه سورية والتهديدات التي يوجهها حزب العدالة والتنمية لم يكن لها اي تأثير أو نفوذ على سورية وهي عبارة عن تكرار لدور قد حفظناه يستند الى اخبار لا مصدر لها في سياق حملات اعلامية متواصلة تستهدف هذا البلد.
واستغرب الكاتب مبالغة حكومة حزب العدالة والتنمية في الحديث عن اعداد المهجرين السوريين وتلويحها باقامة منطقة عازلة على الحدود لانه سيتسبب لها بمشكلات كبيرة كما حصل اثناء الاحتلال الامريكي للعراق وما نتج عن لجوء عدد من العراقيين الى تركيا من بمشكلات دفعت بالولايات المتحدة لاتهام تركيا بعدم ادارة ازمة اللاجئين العراقيين بشكل جيد.
لبنانيون: سورية تغلبت على المؤامرة
بفضل صمود شعبها
من ناحيته انتقد الوزير اللبناني السابق عبد الرحيم مراد بشدة حملة التحريض والتضليل المغرضة التي تشن على سورية من قبل قوى استهدفت ولاتزال تستهدف سورية والمقاومة.
وقال مراد خلال لقاء عقده مع عدد من علماء الدين وشخصيات سياسية وحزبية وفاعليات بلدية واختيارية في بلدة بعلول البقاع الغربي ان الوضع في سورية جيد وسورية خرجت من ازمتها وعلى الجميع ترك الازمة السورية لابناء سورية فهم الاقدر على حل مشكلاتهم.
ودعا الى وقف التحريض على سورية من الداخل اللبناني ووقف تهريب السلاح والمسلحين الى سورية معتبرا ان جولات البعض في البقاع تصب في خانة الفتنة والتحريض بين ابناء المنطقة.
واكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق مجددا ان المؤامرة على سورية انكشفت وهي لا تتصل باصلاحات أو بأبعاد داخلية مشيرا الى ان سورية تغلبت على المؤامرة بفضل صمود شعبها وقيادتها وجيشها الوطني.
وقال قاووق في كلمة خلال رعايته افتتاح البانوراما المشهدية عاشوراء فاطمة التي يقيمها حزب الله في بلدة قانا ان سورية تواجه اليوم عدوانا خارجيا والموقف الامريكي حيالها لا يصب في خدمة الشعب السوري لان آخر ما يهم الولايات المتحدة الاصلاحات السياسية أو ارساء الديمقراطية وهي لا تملك مشروعا في لبنان وفلسطين وسورية إلا خدمة المشروع الاسرائيلي.
واضاف قاووق ان دعم الولايات المتحدة للمعارضة المسلحة في سورية يجعل المعادلة واضحة وهي ان هذه المعارضة لا تشكل خطرا على اسرائيل.
وقال ان سورية تغلبت على كل الرهانات والحسابات واكتشف العالم ان اعداءها تورطوا بمغامرة غير محسوبة.
في غضون ذلك حذر المفتي الجعفري الممتاز في لبنان الشيخ أحمد قبلان خلال لقائه رجال دين من مختلف المناطق اللبنانية من مغبة الابطاء في ايجاد الحلول السياسية التي تحفظ دور وموقع سورية لان من شأن ذلك ادخال المنطقة بأسرها في المجهول داعيا الدول العربية وخاصة قطر والسعودية الى لعب دور لوقف هذه المؤامرة الكبرى التي تستهدف سورية ومن خلالها كل القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
«الوطن» العمانية: مهمة المراقبين الدوليين تواجه
تحديات خطرة من قبل المجموعات المسلحة
من جانبها رأت صحيفة الوطن العمانية ان مهمة المراقبين الدوليين التي بدأت للتحقق من وقف اطلاق النار في سورية تشهد خروقات تثير قلقا لدى المجتمع الدولي.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان مهمة المراقبين ومخاطر الفشل انه لا بد من الاعتراف بأن مهمة هؤلاء المراقبين الدوليين تواجه تحديات في غاية الخطورة نتيجة جملة اسباب ابرزها استمرار وتصاعد حملات التحريض والدعاية والتشويش والتشويه والاتهام الاعلامية التي تشنها المعارضة السورية المسلحة والقوى المتعاطفة معها والمتبنية لخياراتها ضد المراقبين الدوليين في سيناريو مشابه لحملات التشويه والتشويش والاتهام ضد المراقبين العرب ما أدى في النهاية الى انهاء مهمتها قبل أن تكمل عملها او حتى قبل أن تبدأ.
ونبهت الصحيفة الى انه من غير المستبعد ان تستهدف المجموعات المسلحة هؤلاء المراقبين الدوليين أو تستفز القوات السورية لاجبارها على الرد عليها وتصويرها على أن من يخرق وقف اطلاق النار هي الحكومة السورية.
واوضحت الوطن العمانية أن ما يشجع هذه المجموعات المسلحة اليوم على ذلك هو أن مواقف القوى الدولية الغربية المناصرة للمعارضة السورية تبحث عن حجج قوية تمارس بها ضغوطا كافية لتغيير الموقفين الروسي والصيني بما يسمح في النهاية بتبني خيارات المعارضة أي التدخل العسكري وتكرار السيناريو الليبي.
وتابعت الصحيفة انه اضافة الى ذلك فان تحرك المراقبين دون تنسيق مع الحكومة السورية بحيث يملكون قرار تحركهم متى وكيف وأنى شاؤوا سيجعل الحكومة السورية في حل من المسؤولية مما قد يتعرضون له من أخطار في حين أن التنسيق مع الحكومة السورية سيوفر لهؤلاء المراقبين فرص نجاح مهمتهم.
وختمت الوطن العمانية افتتاحيتها بالقول انه ينبغي على السوريين الراغبين في اخراج وطنهم من محنته أن يكونوا متنبهين ومستعدين لاي احتمالات غير محمودة العواقب وأن تكون الاطراف الدولية المتبنية للحلول السياسية والحوار الوطني والرافضة لاي شكل من أشكال التدخل العسكري أو حتى السياسي الاجنبي واعية لما قد تتسبب فيه أطراف تمثل المعارضة السورية وخاصة المسلحة.