الذي سعى لأجله منذ اختطفت مشيخات الخليج الجامعة العربية فإصرار أمير مشيخة قطر على السير بعكس التيار وخلافا لرؤية الكثير من دول العالم التي تعول على خطة أنان في إيقاف العنف دليل كاف على دوره بأمواله وأسلحته فيما حل بسورية.
فهذا الأمير الطائر من دولة إلى أخرى مستجديا، يدعو إلى التدخل العسكري في سورية لأهداف تخدم الاجندة الأميركية- الإسرائيلية - الغربية ونوازع الحقد والانتقام التي تتبدى على ملامحه.
وما كان يفعله أمير قطر قبل أشهر في السر ويقدم الرشا هنا وهناك لتبني وجهة نظره بالتدخل العسكري في سورية كما فعل في ليبيا يقوم به حمد في العلن وعلى مسمع كل العالم حيث لا يجد غضاضة في تجديد استجداءاته بعض الدول الغربية للتدخل عسكريا في سورية وهذا ما فعله أمس أمام رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي معربا عن تشاؤمه بفشل خطة أنان قبل بدئها والتي أعطاها وفقا لقراءاته المنطلقة من جدوى التدخل العسكري نسبة نجاح لا تتجاوز الثلاثة بالمئة فقط.
ورغم اعتراف حمد بأن فرضية خيار التدخل العسكري تضاءلت بسبب الموقف الروسي ودور مجلس الأمن بقي مصرا على موقفه المطالب بتسليح المعارضة السورية والمجموعات الإرهابية المسلحة مكافأة على سفكها دم السوريين حيث يستمتع برؤية مشاهد القتل والدمار.
إن ما صرح به حمد هو برسم مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية كوفي أنان ودول مجلس الأمن الخمس عشرة التي وافقت على خطته وجميع دول العالم المحبة للسلام وهذه التصريحات العدائية للشعب السوري دليل على الدور القطري البارز في تمويل الإرهابيين في سورية بالمال والسلاح الأمر الذي يخالف قوانين الأمم المتحدة حول مكافحة الإرهاب ويضع حمد في حالة صدامية مع هذه القوانين ويؤكد مشاركته في قتل الشعب السوري وارتكاب الجرائم ضد المدنيين وقوات حفظ النظام واستهداف البنى التحتية ما يحمله المسؤولية القانونية والسياسية عن هذه الجرائم.
وتندرج أيضا التصريحات الصادرة عن حمد في سياق تصعيده السياسي والاعلامي عبر قناة الجزيرة لدعوة المجموعات الإرهابية المسلحة إلى الاستمرار بعملياتها الاجرامية والتخريبية بحق الشعب السوري والاستمرار بخرق خطة كوفي أنان وتشاؤمه في إمكانية تطبيق هذه الخطة هو جزء من هذا التحريض وبمنزلة رسالة الى المجموعات الارهابية المسلحة للاستمرار بسفك الدم السوري.
ومن الواضح أن حمد يتوجس من توقف العنف في سورية خوفا من انكشاف كل حقائق دعمه للمجموعات الإرهابية المسلحة امام العالم وشعبه الامر الذي يدفعه الى حالة هستيرية يخالف فيها مواقف قوى دولية ودول كبيرة تعول على خطة أنان في ايقاف العنف والبدء بعملية سياسية تقودها سورية.
إن تصريحات حمد تضمنت الشيء ونقيضه فهو يقول إن فرضية التدخل العسكري في سورية تضاءلت وبنفس الوقت يطالب بتسليح المعارضة والمجموعات الإرهابية في سورية ما يعني أن مخاوفه لا تنبع من عدم جدوى السعي وراء التدخل العسكري الذي لم يكن في يوم من الأيام كما يحاول حمد الإيحاء بذلك بل من مخاوفه على المستقبل الأسود الذي ينتظره ولذلك حّول همه الوحيد إلى توفير كل الإمكانيات للمجموعات الإرهابية المسلحة التي ينتظرها المصير الأسود ذاته.
وكما أحبط الشعب السوري المخططات العدائية السابقة سيحبط أيضا مخططات حمد والدول المشاركة في العدوان على سورية.
من جهة ثانية سقوط إعلامي مدو.. وسقوط واضح في الشارع العربي، وانهيار في منظومة القيم المهنية والأخلاقية، هذا هو حال قناة الجزيرة القطرية وشعاراتها الجديدة التي يجب أن تعترف بها هذه القناة التي تتعرى يوماً بعد يوم ويقدم كوادرها الاستقالات هنا وهناك احتجاجاً على مهازل الجزيرة وانتهاجها اللعب على الوتر التحريضي الطائفي واستمرارها في الغوص في مستنقع التسييس والتبعية خدمة لمصالح الغرب وإسرائيل.
مدير مكتب قناة الجزيرة في طهران الاعلامي ملحم ريا أكد أنه قدم استقالته من القناة احتجاجا على انخراطها في المشروع الصهيوأمريكي الرامي الى استهداف المقاومة.
وعزا ريا اسباب استقالته في حديث نقلته وكالة أنباء فارس الايرانية الى عدم مراعاة الموضوعية في الخط التحريري للجزيرة في طرح قضايا هامة في هذه المرحلة الحساسة والحرجة من مصير الامتين الاسلامية والعربية وانحرافها عن المهنية في تغطية الاحداث ولاسيما في سورية والبحرين واللعب على وتر الطائفية حيث بات خط القناة يتعارض مع توجهاته المهنية والسياسية وهذا ما دفعه الى الاستقالة.
وردا على سؤال عن دلالة استقالات بعض الاعلاميين من الجزيرة قال.. ان هذه الاستقالات التي نسمعها بين الفينة والأخرى تدل بالتأكيد على عدم مراعاة المهنية وسقوط القناة في دوامة التسييس والتبعية للمشاريع السياسية التي تصب في مصلحة اميركا واسرائيل بالدرجة الأولى وتضر بالمصالح العامة لشعوب المنطقة.
وقال الاعلامي المستقيل ان هناك ازدواجية في المعايير في تغطية التطورات العربية على شاشة الجزيرة حيث اصبح الرأي والرأي الاخر مجرد شعار وليس نهجا كما تدعي القناة.
وأكد ريا المستقيل منذ الخميس الماضي أنه يرى تدنيا واضحا في شعبية الجزيرة في الشارع العربي خلال العام المنصرم وقد اشارت اخر استطلاعات الرأي الى ان القناة فقدت نحو 13 مليونا من مشاهديها موضحا أن هذا التدني يدل على السياسة الخاطئة التي تنتهجها القناة وعلى الخط التحريري الذي يتعارض مع تطلعات الشارع العربي التواق الى التحرر من التبعية الاميركية.
ودعا ريا الاعلاميين الى ادراك ما يحاك للامة الاسلامية من مخططات تهدف الى تحصين الكيان الصهيوني وتفتيت المنطقة الى دويلات عرقية وطائفية وقومية متناحرة.