لا حضارة تأويهم إلا البربرية المارقة.
نعم, أبداً لن تغيب الشَّمس عن وطني.. الوطن السوري الذي ماأكثر مانزفَ أبناؤهِ, وعلى مدى تاريخٍ باتَ, يغفو على دمٍ شهيد ويصحو على فجرٍ وليد.. دمُ الأبطال ممَّن أرَّقوا النسيان, ليبقوا خالدين في ضمير الحياة وذاكرة الإنسان.
ذاكرة السوريين الذين لم ولن ينسوا, شهداء أرضهم وعرضهم.. شهداء السادس من ايار ممَّن, ومثلما أرَّقت «ساعة الموت» الساعة الثالثة بعد منتصف الليل, الوقت إيذاناً بإعدامهم. أيضاً, أرَّقت الوقت ليوقظ الأيام استعداداً للاحتفاءِ بعيدهم وتخليدهم.
تخليدُ أجدادنا, ومن أورثونا الاعتدادَ بكبريائنا وأوطاننا.. من أورثونا الحق في الدفاعِ عن الحقِّ, وإلى أن تضرَّجت راياتهُ بدمائنا.
إنه قدرنا. أن نبقى أبد الحياة نواصل التطلّع نحوَ سماءٍ لامكان فيها إلا للنسور.. سماء لاغربان تنعق في فضاءاتها لطالما, استتبَّت أرواح الخالدين فيها.. شهداؤنا ممن ارتقوا بعد أن تركوا دماءهم أمانة في ذمَّة الترابِ.. تراب وطن, من شدَّة مانزفَ رحيلهم, صارت أرضه للغربان قبور.
دمعةُ السماءِ شهيد.. ابتسامة الطفل الوليد..عرائشُ الياسمين العتيقة.. كل حقّ أو حقيقة.. عبقُ زهور بلادي, ودمعةُ ثكلى تنادي:
«أيا أبناء الأوغاد والأحقاد والبشاعات, لن يكون لكم ماتريدون وترفضهُ أمومتي- أمومة الأرض.. اقتلوا أبنائي يا أبناء السِفاح.. اقتلوهم فقد قتلهم قبلكم السفَّاح.. اقتلوهم لكن, عليكم أن تتيقَّنوا بأن التراب الذي نفديه بأبنائنا لابدَّ أن يعيد إحيائنا, وعلى هيئةِ النور.. النور المنبثق دوماً من ذاكرة حضارتنا.. سوريتنا الثائرة أبداًعلى أهل الجهل والديجور.
إنه النور المقاوم والحارق لكلِّ ظلمٍ وظالم.. نور الأرواح المسكونة بوجيب الوطن, والموغلة بنا وبالتاريخ وأيضاً, بكَ يازمن..
أبداً, لن أخلع وطني عني.. لن أخلعهُ إلا لأتسربل بدماءِ شهدائه.. لن أخلعه إلا لأعود وأرتديهِ وطناً وحيداً أشمخ به.. أعشق جماله وأتباهى بأفضاله..وطنٌ, أستعيذُ بأمومتي من كلِّ يدٍ شريرةٍ تسعى أو تحاول النيل من أوصاله».