تلك الأمطار السوداء لم ولن تنال من بياض قلوب أبناء سورية الشرفاء.. طهر ترابك سورية يتحدى فجور وقذارة مشروعهم ودماء أبنائك هي بلسم لجراحك..
أعوام مضت ولا تزال سورية تقدم القرابين على محراب الشهادة بكل شرف وكبرياء، نلتقي بأمهات وعوائل الشهداء ليلهمونا ونتعلم منهم الصبر ونقف عاجزين أمام قدرتهم على هذا الزاد الروحي العظيم وتحمل قسوة الفراق ومايتبعها من تداعيات ..
في عيد الشهداء تضيع حروف الأبجدية رغم اتساع مساحتها في فضاء الشهادة والشهداء.. تتوقف الكلمات لتبقى دقيقة الصمت سيدة الموقف.. شهداؤنا ليسوا بحاجة لصمت.. هم لم يصمتوا بل كانت دماؤهم مداد كلماتهم وأسماؤهم عناوين عريضة في أجندة الحياة.. هم تراثنا.. تاريخنا.. حاضرنا ومستقبلنا.. سنروي عنهم قصص البطولات أجيالاً وأجيالاً، وستبقى أسماؤهم أعلاماً ترفرف في سماء سورية صاحبة الإرث العظيم في قاموس المعنى والحرف والحياة .. تمنوا الشهادة فحصلوا عليها.. ولكن كان لنا شرف القرابة منهم .. هم قوافل النور وقرابين الحياة بهم نفتخر ونعتز واسمك أخي أحد قرابين سورية سُجّل شهيداً نال الشهادة بمرتبة شرف مثله كمثل من سبقوه من رفاقه ليمنحونا من بعدهم وسام شهادتهم وحق دمائهم التي نفتخر بها كعنوان لهويتنا ووجودنا.. هم مفتاح نصرنا ومنارة مستقبلنا وكلنا على درب الشهادة سائرون.. وما الوطن إلا عين اليقين.. كل عام وسورية شوكة في عين أعدائها... منتصرة بأبنائها منتقمة لشهدائها ولن تضيع دماؤكم التي هي ثمن انتصارنا وعنوان مستقبلنا.