عيد المجد والإباء
مجتمع الاربعاء 6-5-2015 يحيى الشهابي صحيح أن عيد الشهداء هو عبارة عن مناسبة وطنية يفتخر ويحتفل بها أبناء سورية ولبنان فهي تذكرنا بهؤلاء الشهداء العظام الذين أعدمتهم السلطات العثمانية في كل من بيروت ودمشق إبان الحرب العالمية الأولى
وهي ليست المرة الأولى التي تقوم بها تلك السلطات الجائرة على هكذا عمل بحق شرفاء وأحرار ووطنيي بلادي بيد أن يوم السادس من أيار تأتي خصوصيته من حيث إنه شهد أكبر كوكبة من هؤلاء الشهداء حيث اهتزت أعواد المشانق بإحدى وعشرين باقة من باقات وقامات الوطن في دمشق وبيروت على يد سفاح عصره جمال باشا السفاح بكل دم بارد متمماً مافعله رفاقه من المجرمين بحق الشعوب الأخرى وخاصة الأرمن وليبرهنوا للعالم أنهم عنصريون وسفاحون وأنهم قوم بلا حضارة سوى حضارة الموت والإرهاب.
واليوم وبعد مايقارب المئة عام على تلك الأعمال الوحشية آثروا إلا أن يعيدوا تاريخهم الأسود وفي سورية المحبة والسلام والحضارة على وجه التحديد وليعبروا عن ماهيتهم، مدعومين بالمتشدقين بالحرية التي لاتليق بهم وبأمثالهم وفي هذا نحن لانتجنى على أحد ودليلنا حاضر بين يدي الجميع ..أين كان هؤلاء عندما قتل العدو الصهيوني عشرات الأطفال في لبنان وسورية أين كانوا عندما دنس الصهاينة علمهم وقتل نشطاءهم على سفينة مرمرة، ردنا سيكون قريباً فنحن أحفاد الشاعر عمر حمد ورفاقه الذين تغنوا وهم على أعواد المشانق بكرامتهم وأملهم بأمتهم وأيقنوا أن الثأر قادم لامحالة أليسوا هم من قالوا:...رعى الله شعبا يريد العلا ...ويطلبها تحت خفق العلم،...نعم نحن من قدم ويقدم الشهداء فداء للوطن وسنبقى في سورية الحبيبة أوفياء لبلدنا ولشهدائنا وسيضل رمز إبائنا وتضحياتنا علم بلادي ليرفرف فوق ربا قاسيون مجلجلاً رافضاً أي شكل من أشكال الخنوع علماً مضمخاً بتضحيات حماة الديار ورمزاً للمجد والإباء وسيظل أبناؤه حاملين الأمانة متمسكين بالحرية والاستقلال الذي دفع ثمنه دم عزيز وغزير مؤكدين الدفاع عن الوطن بكل غال ونفيس وصونه عزيزاً قوياً ولتبقى ربوع الشام بروج العلا ...تحاكي السماء بعالي السنا ...هي كلمات حفرت أخاديدها في القلوب والعقول ودافعت عنها الدماء قبل الكلام .
|