السادس من أيار، يوم مجيد، يختصر تاريخ شعب بأكمله، ارتبط وجوده على هذه الأرض، بمسيرة نضال وكفاح مستمرة ضد الغزاة والمستعمرين، شعب أبيّ، لم يهادن يوماً محتلاً، ولم يقبل قيد العبودية والاستعمار، فقدّم قوافل الشهداء ولم يزل، من أجل عزّة وكرامة وطنه، فكانت قافلة الشهداء الأولى على يد المستعمِر العثماني عام 1916بداية لسلسلة قوافل ارتقت دفاعاً عن الأرض ضد المستعمِر الفرنسي، وأخرى ضد همجية الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين المحتلة، ولبنان، والجولان المحتل.
واليوم يجسّد أبطال الجيش العربي السوري مآثر آبائهم وأجدادهم العظام، في مقارعة الغزاة والمستعمرين، فيسطّرون أروع الملاحم البطولية في تصدّيهم للتنظيمات الإرهابية التكفيرية على مختلف تسمياتها، ومموّليها وداعميها في أميركا والغرب، ومشيخات النفط والغاز في الخليج، ونظام أردوغان العثماني، ويسترخصون دماءهم من أجل الذود عن حياض الوطن، كي تبقى سورية كسابق عهدها، قلعة عصيّة على الأعداء، ورايتها عالية خفّاقة على الدوام.
شهداؤنا الأبرار استعذبوا الموت ليحيا وطنهم، وجادوا بأرواحهم فداء لعزّته وكرامته، فكانوا أعزّ وأنبل من تحقّ فيهم الذكرى، وسدّاً منيعاً في وجه الغزاة الإرهابيين، وأصبحوا مشاعل نور تضيء للأجيال القادمة طريق النضال وسبيل مجابهة التحديات وقهرها، وغدَت ذكراهم مناسبة عظيمة للتشبث بالأرض، والتمسك بالثوابت الوطنية، مهما اشتدت التحديات والمحن، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لردع العدوان، واجتثاث الإرهاب.
الشّهادة ستظل هي القيمة الكبرى، وسيبقى شهداؤنا نبراساً مضيئاً لكل الشرفاء والأحرار، وستبقى لتضحياتهم دلائل عميقة في وجدان الغيورين على أوطانهم، فكل التحية لشهدائنا الأبرار الذين قدّموا الغالي والنفيس، وكلنا عزيمة وإصرار على مواصلة طريقهم حتى تحقيق النصر على الإرهاب وداعميه ومموّليه.