تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الإرهاب ....واستهداف حاجات المواطن اليومية

شؤون سياسية
الأربعاء 8-2-2012
حكمت العلي

تواصل المجموعات الإرهابية المسلحة استهدافها للمنشآت والمرافق العامة وخطوط النفط والغاز، محاولةً تعطيل حصول المواطنين على حاجاتهم اليومية من هاتين المادتين الحيويتين ،

لتكشف هذه المجموعات عن طبيعة المستقبل المظلم الذي تريده للسوريين ووجهها البشع في حرمانهم وزيادة معاناتهم في الحصول على مواد التدفئة في ذروة فصل الشتاء وضمن سلسلة هذه الاستهدافات ، تفجيرٌ إرهابي بعبوة ناسفة استهدف خط نقل الغاز الواصل بين حمص وبانياس ،أدى إلى توقف مجموعتي توليد في محطة بانياس الكهربائية باستطاعة 260 ميغاواط ساعي بالإضافة إلى إلحاق أضرارفي المنطقة المحيطة‏

الاستهداف الجديد جاء بعد أمر العمليات الذي أطلقاه وزيراً خارجية قطر والسعودية من على منبر الجامعة العربية واعتبارهما استهداف المنشآت العامة وخطوط النفط والغاز دفاعاً عن النفس من قبل الإرهابيين، ليضاف التفجير الحالي إلى سلسلة من التفجيرات الإرهابية لمنشآت هي ملك المواطن بناها بعرقه وجهده طيلة السنوات السابقة .‏

مستقبل مظلم تريده المجموعات الإرهابية المسلحة لسورية وأبنائها عبر ممارسة الإرهاب المنظم بحق أبناء الشعب السوري بهدف ترويعه وإرهابه وتخريب نعمة الأمن والأمان التي اعتاد عليها طيلة العقود الماضية والعودة به إلى عهود الفوضى وشريعة الغاب ووضع مستقبله رهينة في أيدي من يمتهنون القتل والتخريب وقطع الطرقات.‏

السوريون الذين اعتادوا على مشاهد الأمن والأمان لن يكون بمقدورهم تقبل الواقع الذي يحاول الارهابيون فرضه عليهم وخاصة ان ما تقوم به هذه‏

المجموعات الإرهابية المسلحة من أفعال مجرمة بعيدة عن عقلية المجتمع السوري وقيمه وأخلاقه وترتهن إلى أجندات خارجية لا يهمها إصلاح واقع السوريين أو مقدار ما ينزف من دم السوريين بقدر ما يهمهم رؤية الجسدالسوري وهو يئن تحت جراحه، مقطعاً ومشرذما ً.‏

المجموعات الإرهابية المسلحة وهي تمعن في أعمال القتل والتمثيل بالجثث وحرق الممتلكات العامة والخاصة وقطع الطرقات وكل أشكال الإجرام واللصوصية وتفجير خطوط نقل الغاز والنفط ، لا تختزن في مخيلتها رؤية سورية وقد صنعت مستقبلها رغم كل التحديات بل أن مخيلتهم وهم يقتلون أبناء بلدهم بأياد باردة وآثمة قد حضرت لما هو أسوأ فاستقدمت عبر وكلائها الخارجيين مختلف صنوف الأسلحة المتطورة لتنفيذ مخططات لاتخدم سوى أعداء الشعب السوري. الأمر الذي استدعى قيام وحدات الجيش التدخل لمنع مخططات التآمر الموضوعة في بعض عواصم القرار وتنفذها عصابات مرتزقة وأدوات رخيصة لا يهمها بأي حال من الأحوال إصلاح البلد بقدر ما يعنيها خرابه.‏

وبالرغم من أن تقرير بعثة المراقبين العرب قد احتوى على تفاصيل واضحة تشير إلى الإرهاب الممارس من قبل هذه المجموعات إلا أن بعض دول الخليج أرادت القفز فوق هذا الواقع وعدم رؤية حقيقة ما يجري عبر الإسراع في سحب مراقبيها ومن ثم الإيعاز للعربي بوقف عمل المراقبين في حرب لاهثة ومسعورة لنقل الملف السوري إلى مجلس الأمن وتصعيد غير مسبوق عبر إعطاء أمر عمليات للأذرع الإرهابية التابعة لقطر والسعودية لتصعيد إرهابها على اعتبار انه ( دفاع عن النفس) والسؤال هنا : هل يعد استهداف حاجات المواطن اليومية من غاز ونفط دفاعاً عن النفس أم انه تخريب متعمد يهدف إلى إنهاك الشعب السوري في السعي للحصول على حاجاته اليومية ؟!‏

وهل يعتبر حمد تهريب المخدرات والاتجار بها دفاعاً عن النفس أيضاً بعد ان تم ضبط كميات كبيرة من المخدرات تأتي إلى سورية لصالح المجموعاتالإرهابية المسلحة؟!‏

إن بعض الدول الغربية ومن يدور في فلكها التي تدعي الديمقراطية وتتغنى بقيم الحرية والعدالة المزعومة ، لم تنتبه أن من يخرب ويقتل في سورية يحمل سلاحاً متطوراً ويقوم بترويع الناس وقطع الطرقات وفرض الأتاوى في بعض المناطق وإجبار الناس على فعل ما لا يريدونه وبالمحصلة محاولة إخراج بعض المناطق عن سلطة الدولة تحت مسميات مختلفة ... فهل ترضى هذه الدول التي تدعي الديمقراطية والحرية أن يحدث ذلك عندها ... نعتقد أنها لا تقبل بأقل من ذلك بكثير وقد شاهد العالم بأجمعه أن أحد أهم الدول التي تمثل العالم الغربي قد أقامت الدنيا ولم تقعدها لحدوث بعض حالات الشغب لديها!‏

فكيف يمكن فهم الديمقراطية أو الإصلاح أو كيف يمكن اتخاذ خطوات باتجاههما فيما المجموعات الإرهابية المسلحة صوبت أسلحتها على أبناء الشعب ومؤسساته المختلفة وحاجات المواطنين وأساسياتهم في العيش!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية