تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جوزيف أبو فاضل.. نجم الموسم

فضائيات
الأربعاء 8-2-2012
جوان جان

عادةً ما يرتبط مصطلح “نجم الموسم” بممثل يقوم ببطولة فيلم أو مسلسل يُحدِث ضجة واسعة، أو بلاعب كرة قدم يحرز مجموعة من الأهداف التي تضع فريقه في المقدمة، ولكن من النادر أن يرتبط هذا المصطلح بمحلل سياسي مهما أبدى من فصاحة وبعد نظر وتحليل منطقي ودقيق للأحداث .

ولكن بما أن لكل قاعدة استثناء فقد كان المحلل‏

السياسي اللبناني جوزيف أبو فاضل هو الاستثناء في الأسبوع الماضي عندما شارك على قناة “الجزيرة” في برنامج “الاتجاه المعاكس” حيث حقق أبو فاضل نجومية غير مسبوقة عندما تحمّل لما يقارب الساعة من الزمن كل التفاهات والأكاذيب والتخرّصات والبذاءات التي تفوّه بها الطرف المقابل أولاً، ومن ثم في ردّة فعله (العمليّة) بعد أن طفح به الكيل عندما وصلت الوقاحة عند الطرف الآخر حدوداً لا تحدّها حدود ثانياً..‏

وقد بدت ردّة فعل أبو فاضل مطلوبة وفي وقتها لأن الفكر القاتل والمجرم و(الشوارعي) الذي قدمه بحِرَفية الطرف الآخر لا يمكن مواجهته بالفكر العلمي والمحلِّل والمنطقي، إذ لا بدّ من لحظة تقوم فيها الذراع بعمل العقل، وكلاهما مفيد في وقتهما .‏

إن الأفكار التي يطلقها عادةً المحللون السياسيون في البرامج الحوارية المزدهرة هذه الأيام تعبّر عن أطياف واسعة من المشاهدين، ولكن من النادر أن يلقى تصرّف ما إجماعاً كما لقي تصرّف أبو فاضل في “الاتجاه المعاكس” من إجماع من قبل ملايين الشرفاء في سورية .‏

إن السلوك المهذّب والأداء المتوازن في البرامج الحوارية يثمر دون شكّ عن وصول الفكرة إلى الطرف الآخر مثلما يثمر في الوصول إلى المتلقين، ولكن هذا في الأحوال الطبيعية عندما يكون الطرف الآخر متمتعاً بنفس المواصفات والقدرة على المناقشة العقلانية السليمة، ولكن عندما يؤتى بضيوف من الأزقّة الخلفية أو من حمَلة شهادات المعاهد العليا للإصلاح الاجتماعي وجنوح الأحداث فإن الأسلوب المجدي الأخير هو الأسلوب الذي اتبعه أبو فاضل لا لأنه يؤمن أن هذا هو الأسلوب الأمثل بل لأن اللحظة فرضت استخدام هذا الأسلوب الذي اختصر مشاعر كل من يمتلك ذرّة من إحساس أو ضمير .‏

jaun@scs-net.org

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية