وتقول صحيفة «غارديان» البريطانية، في تقرير حديث لها، إن المسرحية التي تعرض على مسرح «ألميدا» في العاصمة البريطانية لندن، تتناول مسألة الكبت والعزلة عن العالم الخارجي السائدة بين العائلات الريفية في الشرق، وهي الإسقاطات المستوحاة من القصة الأصلية التي ألفها لوركا في صيف عام 1936. فالعرض المسرحي يركز على قوة العاطفة ويترك للجمهور استنباط النتائج السياسية التي يريدها الكاتب.
يقول أحد النقاد إن المسرحية هي «محاولة للحفاظ على الشرف في مواجهة الغريزة الشهوانية» وعلى هذا الأساس، فإن قرار برناردا تلك الأم المتسلطة بمحاصرة بناتها الخمس وإبعادهن عن العالم الخارجي، لا يلبث أن ينكسر عندما تتم خطبة ابنتها الكبرى للعريس المرتقب. غير أن النسخة الشرقية من المسرحية ترفض تقديم الأم على أنها شخصية شريرة أو متسلطة، وتصورها على أنها امرأة تحظى بالجاذبية وقوة الإقناع، إلا أن هوسها بالشهرة والمال والوضع الاجتماعي يدمر أسرتها.
تدور أحداث القصة الأصلية التي كتبها لوركا، في أحد أرياف إسبانيا خلال الثلاثينيات من القرن الماضي، حيث يتوفى الزوج الثاني لبرناردا، فيستبد بها الخوف على شرف بناتها الخمس بعد وفاة رب الأسرة. فما كان من الأم إلا أن تعلن أن فترة الحداد ستمتد إلى ثماني سنوات كاملة، يُمنعن فيها من الخروج نهائياً من البيت ومقابلة الشبان، وتعزلهن كلياً عن العالم الخارجي، حتى إنها تعلن رفضها دخول هواء الشارع إلى البيت».
وواجهت البنات الخمس القرار برفض قاطع ويثرن على الأم القاسية، لكنها تقوم بقمعهن دون رحمة وتأمر الخادمة بكبت أنفاسهن. تنشب معركة كبيرة في البيت بين الشقيقتين الكبرى انجلوسياس والصغرى. عندما يتقدم شابُّ وسيم للفتاة الكبرى للزواج منها طمعاً في مالها. ينتهي الأمر بتدخل الأم وقتل البنت الصغرى المتمردة التي تحدت سلطتها وأعراف المجتمع. وينتهي بها الأمر إلى الجنون كأمِّها التي اتبعت من قبل نظاماً قمعياً مشابهاً فكانت أولى ضحاياه، وهي نتيجة حتمية لمخالفة سنن الفطرة وحرمان النفس من حقها في الحب.