تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ضد الرداءة المسرحية

مســــــرح
الأربعاء 8-2-2012
أصبح المسرح المغربي اليوم مجرد فوضى وضياع وتخلف، وصار جنوده الذين كانوا فيما مضى من أشد الجنود باندفاعهم الجميل نحو الإبداع المبني على الرقي والفكر والتطور.. اليوم مجرد كومبارس يتراجعون عند أول امتحان في مجال المسرح.

بل إن المسرح المغربي اليوم لم يعد ينتج إلا الخزعبلات الإبداعية من مسرحيات لا نعرف في أي باب تدخل وأي موضوع تطرقه، اللهم إلا بعض المسرحيات الضعيفة فنيا وإخراجا تذهب مذهب التسطيح يمكن إدخالها في مجال السخرية والضحك على ذقون المتلقين .‏

هذا ما قاله الأشتاذ عزيز العرباوي (المغرب) عن واقع المسرح المغربي ويضيف: أسهمت الظروف السياسية خلال العقود الأخيرة في القضاء على وظيفة المسرح التثقيفية وعلى دوره في توعية الشعوب والمجتمعات بحقوقها وواجباتها، وأصبح مجرد مكان لعرض التفاهات والكلام البذيء ومجالا لتمرير قضايا دخيلة على المجتمع المغربي بكل حيويته وتراثه وثقافاته . ولذلك فإننا المسرح في ظل هذه الأجواء وفي ظل التراجع الواضح في الإبداع المسرحي ، قد صار لا دور له ولا قيمة، إلا بالعمل على تجديده وإرجاع الهيبة له.‏

يتابع العرباوي: إن ضعف المسرح المغربي واضح وصريح، وحقيقة ضياعه بادية للعيان، ولذلك لا يمكن القول: إن مسرحنا الحالي يقوم بدوره. فأغلب المسرحيات المنتجة مؤخرا إما تتطرق لمواضيع تافهة لا تفيد في شيء، وإما تناقش قضايا برؤية أحادية تخدم طرفا وتحارب أطرافا .. و المتلقي المغربي في موضع لا يقدر على تحديد المغزى من كل عمل مسرحي .. فيكون عرضة للتأثر السلبي بكل ما يتلقاه .‏

لن تتحقق النوعية في المسرح اليوم.. ولن يتجسد الحلم بتجديد المسرح المغربي، ولن تتوقف الإرادات الشريرة التي تعمل على تهميش مسرح الحياة، إلا بالتعاون وتكافل الجميع من الغيورين على المسرح للنهوض به وجعله في المقدمة وإرجاع صفة الأبوة إليه.. فالأبوة تقتضي المسؤولية ورعاية الذين تحت مسؤولية الأب، لذلك فعلى المسرحيين أن يرفعوا شعار التحدي ضد الرداءة المسرحية والخروج عن النص وعن التعقل وعن الإبداع، نحو مستقبل مسرحي زاخر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية