تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لي الأذرع سيا سة بلا رصيد

الانترنت- عن موقع common preamf
ترجمة
الأحد 13/5/2007
ترجمة خديجة القصاب

يرتكب البيت الأبيض خطأين فادحين في معركته السياسية التصعيدية ضد إيران أولهما استناده في حربه القادمة تلك إذا ماتمت على ضربات عسكرية ستجر عواقب وخيمة على صعيد ردود الفعل الشعبية في العديد من دول الجنوب المناهضة للتحركات العدوانية الأميركية أكان في الشرق الأوسط أو في أميركا اللاتينية التي لم تعد كما ادعت وسائل الإعلام الأميركية حديقة واشنطن الخلفية فالمجتمع الدولي يقف بغالبيته الجنوبية إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية وخاصة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

أما الخطأ الثاني فيتعلق بمحاولة إدارته زعزعة النظام الإيراني من خلال حملة إعلامية انغلو أميركية مضادة تهدف إلى تأليب الشارع الإيراني ضد حكومته الشرعية وهي مغامرة بحد ذاتها يستبعد المراقبون نجاحها لعدم توفر أي فرصة ضامنة لذلك فالشعب الإيراني يشعر اليوم بفخر لامتلاك بلاده( اليورانيوم) الصناعي لأغراض سلمية ويقف صفاً متراصاً إلى جانب نظام جمهوريته الإسلامية وهذا مادفع مجموعة من المحللين الغربيين للتعليق على المزاعم الأميركية القائلة بأن الولايات المتحدة تراهن بسمعتها العسكرية ومصداقيتها الدبلوماسية منذ غزوها العراق في آذار 2003 وغرق قواتها المتواجدة هناك في مستنقع رمال الرافدين المتحركة إذ كيف ستؤول إليه الأمور عندما ستنفجر منطقة الخليج برمتها في أعقاب اندلاع حرب أميركية جديدة ومحتملة ضد إيران وترسانة أسلحته كما هو معروف تكفيه للدفاع عن منشآته الاستراتيجية والتصدي لأي عدوان مهما كان مصدره?‏

كذلك يرى المراقبون أن هروب إدارة البيت الأبيض الحالية إلى الأمام من خلال محاولتها شن هجوم على المرافق الحيوية الإيرانية حتى لو اقتصر على توجيه ضربات جوية على غرار ماحدث إبان غزو يوغسلافيا يشكل مفتاح استراتيجية نهاية ولاية الرئيس جورج بوش الابن, فتهديدات واشنطن باقتراب تلك الحرب شبيه بسيناريو سبق لها أن اطلقته في شباط 2006 لتأجيج حدة التوتر في منطقة الخليج العربي بشكل أساسي وما التهديد النووي الإيراني المزعوم إلا ركن من أركان حرب نفسية تبنتها سياسة بوش الابن ضمن استراتيجية تلويحها بعصا غليظة تعمل على إرهاب الدول الصديقة في المنطقة العربية التي تزعم واشنطن أنها تدافع عنها.‏

ففي حال نشبت حرب بين الولايات المتحدة وإيران ستتعرض المصالح الأميركية في الخليج للخطر مع تحول تلك المنطقة إلى بؤرة عالية التوتر وفي معرض رده على تصريحات نائب الرئيس الأميركي( ديك تشيني) من أن كل الخيارات مفتوحة في التعامل مع الملف النووي الإيراني بما في ذلك الخيار العسكري قال ( علي لاريجاني ) أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في طهران إن السلوك المتشدد للإدارة الأميركية سيفضي إلى أعراض جانبية وسيواجه بردة فعل مماثلة من قبل الجمهورية الإسلامية فالمتغيرات الإقليمية والدولية حسبما أفاد أكثر من مسؤول في طهران وضعت إيران أمام مرحلة مصيرية دفعتها للاستعداد لمواجهة أي هجوم مفاجىء براً وبحراً وجواً وخاصة بعد التجربة الناجحة لإطلاق صاروخ( توسن) الإيراني الصنع المضاد للدروع إلى جانب توربيدات مضادة للغواصات مهما يكن نوعها بإمكانها اختراق نظام الأخيرة الدفاعي دون صعوبة فمنذ ادراج واشنطن اسم إيران في قائمة لقبتها بالدول المارقة عمدت هيئة أركان البنتاغون على تشكيل لجنة للتخطيط لشن هجوم استباقي يمكن تنفيذه خلال 24 ساعة من تلقي أوامر الرئيس بوش ببدء الحرب على إيران كما ورد في تقرير صادر عن مسؤول سابق في المخابرات الأميركية نشرته( النيويوركر) في عدد الرابع من آذار الماضي وتشير الصحف الأجنبية ووكالات الأنباء العالمية إلى أنه في حال بادرت البوارج الحربية الأميركية وحاملات طائراتها المقاتلة إلى ضرب المواقع النووية العسكرية الإيرانية فإن رد فعل طهران سيطول إغلاق مضيق هرمز بادىء الأمر حيث تمر 40% من صادرات النفط العالمي ما سيؤدي إلى رفع سعربرميل البترول في الأسواق الخارجية إلى مئة دولار وفي حال حدوث اشتباكات بحرية بين الأسطول الإيراني والقطع البحرية الأميركية التابعة لاسطولها الخامس المرابط في الخليج العربي وتقع قاعدته في جزيرة دييغوغارسيا في المحيط الهندي المجاور- علماً أن الولايات المتحدة تملك أكثر من 736 قاعدة عسكرية جو بحر على امتداد القارات الخمس- فإن المنطقة مرشحة للتدمير والإبادة النووية خلال أيام معدودة وكان البنتاغون قد وجه ثالث أكبر حاملة طائراته ( اليو إس إس هون ستينس) مطلع شباط الماضي إلى الخليج للغاية المذكورة ويعتبر حشد أعداد ضخمة من القوات الأميركية النظامية وغير النظامية في مياه شط العرب وصولاً إلى المحيط الهندي ورقة ضغط سياسية إضافية تتعرض لها طهران منذ صدور القرار رقم 1737 عن مجلس الأمن بتاريخ23/12/2006 والقاضي بفرض عقوبات اقتصادية بحقها ولكن تبقى سياسات لي الأذرع بلا رصيد‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية