تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


يديعوت أحرونوت...دبلوماسية المسار الثاني.. هل تشكل حلاً?!

ترجمة
الأحد 13/5/2007
ترجمة ليندا سكوتي

على الرغم مما تحققه دبلوماسية المسار الثاني من مزايا, فقد آن الأوان للدخول في مفاوضات رسمية معلنة.

لقد حدثت متغيرات كثيرة منذ الانتخابات التي جرت في العام الفائت, وأفضت إلى تسلم ايهود أولمرت رئاسة الحكومة واعلانه للشعب الإسرائيلي اعتماد نهج شارون مساراً له, ونحن الإسرائيليون مضينا معه, واعطيناه التفويض لقيادتنا لمسار أحادي الجانب. بعد فشل الحرب على لبنان, وتزايد سقوط صواريخ القسام أصبح الشعب الإسرائيلي على قناعة تامة أن السياسة الأحادية الجانب لن تحقق له أي نتائج مرضية. وعليه فإننا نحتاج إلى آفاق سياسية جديدة, وإلى معرفة الخطوط الحمراء التي ينبغي أن نقف عندها, ونحتاج أيضاً بالضرورة إلى معرفة التنازلات التي يمكن أن نقدمها لأننا في نهاية المطاف لا مناص لنا من تقديمها, كما وأننا نحتاج إلى معرفة المآل الذي سيأخذنا إليه قائدنا المحاصر, وها نحن ننتظر عما تسفر عنه تساؤلاتنا.‏

لقد طال بنا الانتظار, ومرت علينا سنوات ستة, دون أن ننعم بحوار جدي بين القيادة الإسرائيلية الرسمية والقيادة الفلسطينية ما أوجد فراغاً سياسياً في فترات الانتظار, ولنا أن نتصور ما يحدث إبان الفراغ.‏

لقد جرت محادثات في أوسلو واستوكهولم وجنيف ومحادثات سورية -إسرائيلية وكلها لم تسفر عن نتائج ملموسة, ولم تشكل سوى حوارات حول مبادرات أعدت خلال فراغات سياسية سابقة.‏

وفي حقيقة الأمر فإن فترات الفراغ والانتظار هي التي أعدت الأرضية المناسبة لدبلوماسية المسار الثاني (المحادثات غير الرسمية) التي هدفت إلى حل النزاعات في أمور أقل حساسية من تلك التي تناقش في المحادثات الرسمية.‏

برزت دبلوماسية المسار الثاني في كتاب (دبلوماسية المسار الثاني) دروس من الشرق الأوسط) الذي أعده عدد من الكتاب العرب والإسرائيليين (أمثال آغا, فليدمان, خالدي ,شيف) الذي خلص للقول: أن مزايا عديدة يمكن أن تتحقق عبر قنوات المسار الثاني أهمها القدرة والتمهيد لإجراء اتصال بين الخصوم, وتحقيق الاعتراف بالآخر على المستوى الفردي والإنساني والتعرف على نوايا طرف تجاه الطرف الآخر, ومن ثم إعداد الأرضية المناسبة لإجراء مفاوضات رسمية.‏

ودبلوماسية المسار الثاني في هذا السياق تقدم أفكاراً ابداعية في التوصل إلى معرفة ردود الأفعال عليها دون أن يؤدي ذلك إلى دفع ثمن باهظ من أي طرف. في كل الأحوال, فالكتاب الملمع عنه آنفاً, وتجاربنا الاقليمية المخيبة للآمال, تؤكد أن الشعب لا يتوقع التوصل إلى نتائج مرضية عن طريق مباحثات المسار الثاني بذات النسبة التي يتوقع حصولها من المحادثات التي تجري بشكل رسمي. إن محادثات المسار الثاني التي تهدف للتوصل إلى المفاوضات الرسمية قد تأخذ في أغلب الأحيان مدة طويلة قبل إعلان نتائجها, وقد تنعدم المزايا التي يمكن تحقيقها خلال تلك المحادثات, وتفقد جدواها إذا كشف أمرها قبل التوصل إلى نتائج ملموسة وغالباً ما تلغى كل تلك المحادثات من قبل القيادات الرسمية إن تم الكشف عنها.‏

إن المخاوف من الخطوات المتبعة في المسار الثاني, دعت إلى اتباع خطط بديلة مثل خطة الانسحاب أحادي الجانب التي قام بها شارون منذ سنتين دون أن يتحقق منها ما كنا نصبو إليه, وتحولت إلى ألم أحادي الجانب.‏

في نطاق هذه التوجهات يتعين على الحكومة الإسرائيلية البدء بفتح قنوات رسمية مع جيراننا العرب على أن يستخدم المسار الثاني كبداية لوضع أسس للمفاوضات, وعليه ينبغي على (إسرائيل) اليوم وليس غداً أن تعد آفاقاً سياسية جديدة لأن فترة انتظارنا لوضع الحلول المناسبة قد طال أمدها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية