تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قناة المنار.. وصواريخ حزب الله

فضائيات
الأحد 13/5/2007
بشار ابراهيم

علينا أن نخشى شعباً يصنع مثل هذه الكليبات..!

هكذا قال أحد المعلقين الإسرائىليين بينما توجه معلق اسرائيلي آخر, إلى الشاشة, فيما يعتقد أنه مخاطبة لحزب الله وإعلامه, قائلاً: (أنتم تحسنون صناعة ذلك فعلاً).‏

الإسرائيليون يكذبون عادة نعم..! ولكن الحكمة يمكن أن توخذ حتى من أفواه المجانين. وفي لحظة استثنائية من تاريخ الصراع العربي الصهيوني, سيجد الإسرائىليون أنفسهم مضطرين للاعتراف بما واجهوه جراء عدوانهم الآثم, في صيف تموز .2006‏

لا يتوقف الأمر عند تقرير (فينو غراد) الذي لا يعدو أن يكون عبارة عن إقرار المجرم بعدم قدرته على ممارسة جريمته كاملة, وكما كان يشاء..!‏

بل هو الأمر الذي يتعلق بتلك الحقائق التي أطلقها حزب الله, بداية على لسان السيد حسن نصر الله, ومن ثم على أجنحة الصواريخ, التي طالت حيفا, وكانت تتأهب لما بعد حيفا, وأخيراً على سواعد المقاتلين الأشداء, الذين جسدوا في مارون الرأس, على الأقل, رأس الفعل المقاوم وصلبه..‏

وهو الأمر الذي يتعلق بمعنى الإعلام الحربي المقاوم, بداية, ومن ثم بمعنى الإعلام الجاد والملتزم بقضية, الإعلام الذي يستطيع حمل قضيته, لا الركوب عليها.. الإعلام الذي يتمكن من التعامل بذكاء مع مفرداته, ويستطيع صوغها بطرائق فنية ذكية ومبدعة.. تصل إلى الأعداء, كما وربما قبل أن تصل إلى الأصدقاء..‏

التلفزيون الإسرائىلي, ونقلاً عن تلفزيون المنار, يعرض مجموعة من الكليبات التي لا تتجاوز مدتها دقائق معدودة, ويتأمل في الكيفية التي برعت من خلالها قناة المنار في تكثيف المراد قوله, دون خطابية أو ادعاء أو فجاجة.. بل بصوابية وعمق ودلالة..‏

من (ما بعد حيفا) إلى (ما بعد أولمرت).. ينتقل خطاب قناة المنار.. وسنرى أولمرت متأرجحاً على أرجوحة (يو..يو) يقصد (يوليو).. في لقطة لا يعرف حتى الصهاينة أنفسهم, من أين تم الحصول عليها?..!‏

هذا هو سر حزب الله, وهذا هو سر انتصاره..‏

ما كان لحزب الله أن ينتصر لولا أنه شكل من البنية ا لمتناغمة داخلياً, في السياسة, والميدان الحربي, كما في الإعلام والتربية, والشؤون الاجتماعية والصحة والعمل الأهلي, ودقة التنظيم وحسنه, وعلو كعبه..‏

هذا هو سر حزب الله, وهذا هو سر انتصاره..‏

وإلا فمن ينسى أن كل المحاولات الصهيونية, فشلت في إسكات صوت قناة المنار, وإطفاء صورتها, وبقي البث مستمراً, خارجاً من قلب الدمار?..‏

نذكر, ومن تراه ينسى, تلك الثواني التي توقف البث خلالها, فانخلعت القلوب خوفاً, وارتجت الأركان هلعاً.. ومن لا يحق له الخوف في تلك اللحظات, قبل أن يستعيد شهقة الحياة, والاستبشار بالأمل, مرة وعلى مدى عمر?..‏

في غياب قناة المنار, لثوانٍ معدودات, شعرنا بالظلمة تلفنا.. وأن انكسارنا بات قاب قوسين أ وأدنى..‏

وفي حضور كليبات المنار, وعبر دقائق معدودة, وجد الأعداء أنها تكاد تعادل البث الفضائى العربي كاملاً, وربما أكثر, إذ جعلتهم قناة المنار يدركون أن عليهم الخشية من شعب يمكن له أن (يصنع مثل هذه الكليبات)..!‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 13/05/2007 08:40

السؤال المعروفة الإجابة عنه: لماذا دعايات السيناريو الأمريكي في أهدافه المعلنة الهوائية تجد من يعرضها حتى على الشاشات العربية , بينما تنحصر كليبات المقاومة الدقيقة على شاشة المنار فقط مع أنها جد موضوعية؟. لقد تأملت كثيرا في كليبات حزب الله عن قادة إسرائيل وأمريكا , ووجدتها بحرفية عالية تخاطب العقل الباطن والعقل الواعي معا.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية