تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مختصر الممكن والمميز لتكون (شاشتنا) شاشة تجمعنا

فضائيات
الأحد 13/5/2007
ماهر منصور

في لقاء جمعني من قبل مع أحد مدراء التلفزيون السوري, تحدثنا فيه مطولاً عن القناة الفضائية الإخبارية المزمع إطلاقها في التلفزيون السوري لتحل مكان القناة الثانية, وكانت العناوين العريضة,

مبشرة جداً, كما حدثني بها السيد المدير, ولا سيما أن الرجل بدا يحمل رؤية واضحة الملامح لشكل القناة الجديدة وأسلوبية عملها والرسالة التي تقف خلف إطلاقها... إلا أن سؤالاً واحداً لم تبدد إشارة استفهامه ثقة المدير بالقناة الجديدة, فكان ولا يزل يلح عليّ دون أن أجد أجوبة شافية عنه, هو عن مدى قدرة التلفزيون السوري بإمكانياته التقنية والفنية والبشرية على القيام بمشروع قناة إخبارية من شأنها منافسة القنوات الإخبارية الأخرى بأفضل أحوالها, أو على الأقل القدرة على الإلمام بمجريات الأحداث الجارية على نحو كاف يرضي المشاهد السوري بأضعف أحوالها..!‏

ولأن السؤال ظل معلقاً دون أجوبة, لم يكن هناك بد من الإجابة عن السؤال بسؤال: ماذا لو فكرت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ببث فضائية خاصة بالدراما, ألا يمكن أن نعد هذا المشروع بديلاً أنجح من إطلاق قناة إخبارية سورية وأكثر استقراراً وذلك قياساً بمكتبة التلفزيون الدرامية الكبيرة وعجلة الإنتاج الدرامي السوري التي لا تتوقف...!‏

ماذا لو استغلينا حالة الالتفاف العربي حول الدراما السورية, وقدرة هذه الدراما على اختراق بيوت الوطن العربي في تحميلها الرسالة التي نريد, ألا نصل بسرعة تفوق ما أمكن أن نحققه عبر قناتنا الإخبارية...?‏

الأسئلة على هذا النحو بدت مثيرة لشهية طرح أسئلة أخرى عن الممكن من البرامج التلفزيونية التي من شأنها أن تكون واحداً من العوامل المميزة للتلفزيون السوري بقنواته الثلاث, تضعه في ترتيب مهم بنسب المشاهدة العربية دون إرهاق أو تقليد...‏

وضمن هذه الرؤية بالذات, أي التميز والنجاح, يبدو السؤال الأكثر إلحاحاً, هو سؤال البحث بالضرورة عن الخصوصية التلفزيونية السورية, التي لا يمكن لأحد غير السوريين تقديمها, وعندها فقط نستطيع أن نلامس (الممكن والمميز والناجح) بآن معاً من البرامج التلفزيونية التي يحتاج التلفزيون السوري إليها فيما لو فكر بمنافسة القنوات التلفزيونية الأخرى.‏

مبدئياً أولى الخطوات الملحة الوصول السهل إلى أجوبة الخصوصية السورية وبالتالي ملامسة الممكن والمميز, يتطلب البحث بداية في فشل البرامج التي أطلقها التلفزيون السوري ونجاح برامج مشابهة أطلقتها التلفزيونات الأخرى بفترات متفاوتة, لنتذكر, مثلاً, برنامج (طريق النجوم) ونتذكر نجومه, أي منهم ظل في الذاكرة وما الذي حققوه منذ نهاية البرنامج حتى الساعة...?! الأجوبة ستبدو محرجة إذا ما قيست بالنجومية التي صنعتها برامج سوبر ستار وستار أكاديمي...‏

ولنتذكر معاً مهرجان الأغنية السورية, وهو مشروع التلفزيون السوري بامتياز, ما الذي فعله حقاً للأغنية السورية خلال فترة انتقاله الطويلة وتعاقب الإدارات عليه, من قدم من النجوم وما الذي فعله لنجومه وللمواهب الفنية فيه...?!‏

للإجابة على هذا السؤال بالذات, سأتذكر الشابة رويدا عطية التي غنت في مهرجان الأغنية السورية, ولم يسمع بها أحد, حتى السوريين, آنذاك, والشابة رويدا عطية التي دخلت مسابقة أصوات عربية, وصارت نجمة برنامج (السوبر ستار), الذي أعاد بدوره تقديم رويدا للسوريين, وفي تناقض الحالتين لصوت واحد بإمكانيات فنية واحدة, يكمن جواب الممكن الذي نجيده في تلفزيوننا المحلي, على هذا الصعيد على الأقل.‏

حالياً تزخر الفضائية السورية بالبرامج السياسية الحوارية, بوصفها لغة الإعلام المعاصرة والحارة التي تبنتها الفضائيات العربية ومنها السورية, والسؤال: كم من هذه البرامج وصل حد الإقبال الجماهيري الكبير وجدله, الذي تحققه برامج حوارية سياسية أخرى تبث على شاشات القنوات الفضائية الأخرى...?! والسؤال على هذا النحو لا يعني تجاهل الجهد المبذول من قبل الزملاء معدي ومقدمي هذه البرامج, إذ لا يمكن لأحد أن يلغي جهد أحد, ولكنني أبحث في طيات سؤالي السابق, عن سؤال الخصوصية الإعلامية السورية, وصولاً لسؤال نحتاجه جميعاً, وخصوصاً معدي هذه البرامج: هو كيف يمكن لي كتلفزيون سوري أن أقدم برنامجاً حوارياً سياسياً, من شأنه دفع المشاهد لانتظاره ومتابعته أسبوعياً والتخلي من أجله عن كل البرامج السياسية والترفيهية على القنوات الفضائية الأخرى...?!‏

وفي بيان الجواب لا أدعي امتلاك مفاتيح حل هذا السؤال, بل ولا يمكن لي فعل ذلك, ولكن جواباً شافياً عنه لا بد أن يكون برسم معدي مثل هذه البرامج في التلفزيون السوري, وهو سؤال لا بد أن يجيبوا عنه, قبل إطلاق أي من برامجهم, طالما اختاروا تبني مثل هذه البرامج, والدخول بها إلى حيز المنافسة.‏

وبالمثل لا أجد نفسي مطالباً, كمراقب خارجي, بأكثر من وضع إشارة استفهام أمام سؤال الخصوصية السورية التي تجعل من شاشتنا الوطنية شاشة للعالم العربي كله, وفي مقدمته السوريون أنفسهم, أما الإجابة فهي أيضاً واجب على إدارة التلفزيون السوري لا بد من الإجابة عنه عملياً من خلال ما يضمنونه ساعات البث, بحكم الثقة التي أوليت لهم لإدارة أهم وسيلة إعلامية سورية وأكثرها جماهيرية في التلفزيون, ثمة كثير من أسئلة الممكن التي تحتاج من يلتقطها ويتبناها ويوظفها, لإعادة جمهور التلفزيون السوري إلى شاشته, رغم أزرار الريمونت كنترول التي تتيح لأي منهم مئات القنوات.‏

لا ندعو هنا لمنافسة القنوات الفضائية العالمية, أو أكثر القنوات العربية نجاحاً أي قناة الجزيرة, ولكننا نحلم على الأقل أن تكون (شاشتنا) شاشة تجمعنا.‏

manmaher@hotmail.com‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 13/05/2007 08:31

فعلا لو افتتحنا قناة للدراما السورية لكان أفضل لنا من افتتاح قناة إخبارية, فبرامجنا الإخبارية والحوارية السياسية تحسنت عما قبل ,هذا صحيح, إنما الآخرون سبقونا بهذا المجال بفعل الإثارة والتكنولوجيا وتقبل السيناريو الأمريكي, بينما نحن ضاعت موضوعيتنا التي تميزنا بسبب اللون السياسي الواحد الذي يطل على شاشتنا في معظم برامجنا السورية.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية