تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وداعاً ..

ملحق الثقافي
11/4/2006
خضـــر عكــــاري

* محمد الماغوط, واحد من المبدعين الذين كتبت عنهم عشرات الكتب, وحبّرت مئات الزوايا والخواطر, وأمطرت مساحاته القفراء, بوابل من الصفحات, هنا وهناك, وعلى امتداد العالم العربي, وتخطى حدود وطنه إلى العالم قاطبة,

وتناولته الأقلام بالترجمة لأعماله الأدبية, بكافة اللغات العالمية, هذا الشاعر الذي قال : “ إن أي فلاح عجوز, يروي لك “ بيتين من العتابا “ كل تاريخ الشرق, وهو يدرج لفافته أمام خيمته .” وقال : “ سلمية الدمعة التي ذرفها الرومان, يحدّها من الشمال الرّعب, ومن الجنوب الحزن, ومن الشرق الغبار, ومن الغرب الأطلال والغربان .. “ هذا الذي أربك – بشعره – جلسات مجلة – شعر – وبحضور شعراء مبدعين أمثال : أدونيس – يوسف الخال – أنسي الحاج – أبو شقرا .. وآخرون ..!. * هذا الشاعر القادم من عبّ بادية الشام لابساً عباءة الفصول, مشنشلاً بالأمنيات مطارداً من النظرات الشريرة والحاقدة, ورفوف من الهمسات – الفضولية – محاصراً حتى من أقرب الناس إليه . هذا البدوي المدثر بأنين الواحات الملوّع من منفى إلى منفى .., ومن مقهى إلى آخر .., هذا الشاعر – النفّار – النّزق – المشاكس والمقاتل بالكلمات, ذنبه الكبير, أنّه قبض عليه, يوماً .. ما متلبساً بجريمة – الكتابة – وراحت تطارده مخافر الحدود الأدبية, وحتى رجال – الانتربول – وزّعوا .. قصائده, مسرحياته خواطره, على نقاط التماس ومدارات الهياج, حيث أهدر دمه ومن أبناء عشيرته, وعلّقت له – مشانق النقد – في الساحات الهزلية لأن من يحاكمه ويرفع القضايا ضدّه, أمام المنصّات المرقعة بالزيف والمخاتلة, هم خفافيش وزرازير المرحلة – المضت وبقي النّسر شامخاً شموخ شامه – يرقب بعينيه الصقريتين, فلول هزائم أنصاف – النّقده – وظلم ذوي القربى وأشباه رجال القصيدة, ومدمني مهنة – التّلاص – الأدبي ؟! * محمد الماغوط الشاعر, هذا المشغول المنشغل في قضايا وطنه, الصغيرة منها والكبيرة والهموم حتى الفناء, ذنبه أنه يكتب“ ما .. يشعر به بصدق ..“ بلا رتوش, أو مساحيق – ترضي هذا .. وتزعج ذاك ..؟! وانهمرت – كزخّ المطر الاستوائي – الكتابة عنه, وله, وعليه, وكان حصاد هذه الكتابات كلها تقريباً, تتلخص بعنوان شاحب وبخيل بعض الشيء هو “ الماغوط شاعر السخرية, ومسرحي واقعي, واخز .. العبارة, رائد القصيدة النثرية, ومن أهم الأسماء الأدبية – قاطبة – التي كتبت قصيدة – التجاوز والتخطي – متشائم حتى الاختناق, متفائل حتى النبض الأخير يتطير من أي شيء, حتى من – ظله – يتبرم من الذين شوّهتهم – الأوسمة المزيفة – ووسامه الذي يفخر به منذ الولادة الأولى – الحياة – حتى الولادة الثانية – الموت – أن يحب وطنه, ووطنه يحبه, فارداً روحه لناس مجتمعه البسطاء, وأن يعبئ رئتيه بهواء ريفه النقي الجميل, البعيد عن – التدخين – وأرصفة اللف .. والدوران, وأن الحياة عنده كلها, هي موقف للعزّ فقط ..؟!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية