فمنها تعلَمنا أنَ القدس قضيتنا والجولان أرضنا وبأنَ كرامتنا مُنتهكةٌ ما بقيا تحت إرهاب ربيبة الغرب والأمريكان ، ومن أصوات مذيعيها عشقنا لغة الضاد وأغنينا معارفنا، وعلى برامجها ومسلسلاتها كبُرت أجيالٌ وأجيالٌ من بلاد العرب آمنت أنَ بقاء الأمم مرهونٌ بصون سيادتها واحترام قيمها ومبادئها، والأنبل أننا وعينا على أصوات قاماتٍ أثرت روحنا بما غنَته من كلماتٍ ومقاماتٍ وألحانٍ .
رحمٌ أنجب هذا النموذج من الإعلام لم يكن عاجزاً عن إنجاب جمهور قادر على فرز الغث من الثمين واكتشاف الأقزام من أصحاب الهامات حتَى ولو اختالوا بأثوابٍ فضفاضةٍ، وتستروا ببرامج وأفلامٍ وأسماءٍ ظنَوا أنَها ستسقطنا في متاهاتهم لكنَهم سقطوا ومن لفَ لفَهم على صخرة إعلامٍ رصينٍ أرَقهم فوصفوه بالخشبي .
فليعي تجَار الميديا أنَ التجبَر لا يجدي، وبأنَ الانطلاق السريع يعقبه سقوطٌ مروعٌ حتَى ولو كان العالم بأسره يدعمهم ، وبأنَ فضائياتهم المسعورة ببرامجها الماجنة التي لم تأُل مالاً لإفراغ مجتمعاتنا وعقول أجيالنا من كل قيمةٍ إنسانيةٍ ، ومبدأ أخلاقيٍ ،والتزامٍ دينيٍ حق.. بانتهاكها الحرمات ، واستباحتها الكرامات باتت تحت رحمة إرادة شعبٍ عربيٍ أبيٍ أقسم ألا يبقيهم في موقعٍ طارئين عليه ، وبأنً الغد لمن يجيد صناعته ويحسن بناءه .