تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ابتعدت الأرض عن الشمس فارتفعت حرارتها.. ظاهـــرة غريبـــة لكنهـــا حقيقيـــة

فلك
الخميس 15-7-2010م
وصلت الكرة الأرضية يوم الثلاثاء السادس من تموز 2010 إلى أبعد نقطة لها في مدارها الاهليجي حول الشمس في ظاهرة سنوية تسمى الأوج.

وذكر المهندس ماجد أبو زاهرة عضو الجمعية الفلكية في جدة أن فصل الصيف في النصف الشمالي سوف يستمر وربما تزداد الحرارة على الرغم من وصول الأرض إلى أبعد جزء في مدارها.‏

موضحاً أن الكرة الأرضية مثل باقي كواكب النظام الشمسي تدور حول الشمس في مدار اهليجي أو بيضاوي باختلاف مركزي معتدل ما يعني أن بعد الأرض عن الشمس متغير، حيث تكون الأرض في اقرب نقطة لها من الشمس على مسافة (147.5 مليون كيلومتر) في كانون الثاني، وتكون الأرض في ابعد نقطة عن الشمس على مسافة 152.6 مليون كيلومتر في تموز.‏

ومن المعروف أن سبب حدوث الفصول الأربعة يعود بشكل رئيسي إلى ميلان محور الأرض بمقدار 23.5 درجة وليس بسبب بعد أو قرب الأرض من الشمس.‏

وخلال الصيف يتجه القطب الشمالي نحو الشمس في النصف الشمالي للأرض، عندها تصبح ساعات النهار أطول وتكون أشعة الشمس ساقطة بشكل مستقيم وهذا السبب يجعل شهر تموز في غاية السخونة.‏

وحول تسبب وقوع الأرض في أبعد نقطه لها أي تغيير في درجات الحرارة، أوضح المهندس ماجد أن متوسط سقوط أشعة الشمس على كامل الأرض في شهر تموز هو أقل بحوالي 7 في المئة من شهر كانون الثاني عندما تكون الأرض في اقرب نقطة لها من الشمس ولكن وعلى الرغم من ذلك تظل السخونة. ويكون معدل درجة حرارة الأرض عندما تكون بعيدة عن الشمس هو أعلى بحوالي 2.3 درجة مئوية، وهي أعلى مما هي عليه عندما تكون قريبة من الشمس، وفي الحقيقة إن الأرض تكون أسخن عندما تكون بعيدة عن الشمس.‏

والسبب في هذه المفارقة هو أنه يوجد مساحة واسعة من اليابسة في النصف الشمالي من الأرض ومساحات واسعة من المياه في النصف الجنوبي، وخلال شهر تموز مع بداية فصل الصيف في النصف الشمالي من الأرض، فإن المساحة الواسعة من اليابسة في شمال الأرض تميل باتجاه الشمس. لذلك فإن درجة حرارة الأرض تكون مرتفعة في تموز لأن الشمس تسطع على جميع اليابسة وتعمل على تسخينها.‏

فالحرارة الشمسية تعمل على رفع درجة حرارة القارات أعلى من المياه وذلك بسبب السعة الحرارية المنخفضة لليابسة. فدرجة حرارة اليابسة تتغير بسهولة وهي التي تعني (سعة حرارية منخفضة). على سبيل المثال: الصحراء خلال الليل تكون باردة، ربما تكون فقط 16 درجة مئوية. وعندما تشرق الشمس فإن الحرارة تقفز إلى 38 درجة مئوية أو أكثر وهي تأخذ سلوك الزئبق، فمثلاً الصخور والتربة لا يأخذان الكثير من ضوء الشمس لرفع درجة حرارتها‏

ومن ناحية أخرى فإن المحيطات لديها (سعة حرارية ضخمة ) فهي تحافظ على الطاقة التي تحصل عليها، وهي تحرر الطاقة التي تحتفظ بها بكمية شحيحة.‏

إن درجة الحرارة القادمة على الشواطئ قد تكون 24 درجة مئوية وما يحدث عقب غروب الشمس أن درجات الحرارة تنخفض بضع درجات فقط.‏

جميع هذه التفسيرات تظهر لماذا شهر تموز هو شهر شديد السخونة. فالقارات في النصف الشمالي من الأرض تسخن عندما تكون في الأوج، فالشمس ترتفع متوسط درجة حرارة كامل الأرض. وبعد مرور ستة أشهر وتحديدا في شهر كانون الثاني فإن الوضع يتغير حيث إن النصف الجنوبي من الكرة الأرضية المليء بالمياه يتجه نور الشمس. وفي ذلك التوقيت تكون الأرض في أقرب نقطة لها من الشمس ولكن أشعة الشمس تنتشر عبر المحيطات.‏

وعندما يبدأ فصل الصيف في كانون الثاني في النصف الجنوبي من الأرض (عندما تكون الأرض في الحضيض) فإن الحرارة تكون أبرد مما تكون عليه في شهر تموز في النصف الشمالي، وعلى الرغم من غرابة هذا الأمر إلا أ نه حقيقي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية